قصص يتيمة .. جنازة إثم..

> «الأيام» ياسر الأعسم:

> جباية:يأتي النهار من كوة صغيرة أعلى السقف كجسد مشنوق وبلا هوية، يرحل بتعسف إلى أفق مجهول باتساع البحر.. وعلى هاجس موعده الأزلي، يقبل الليل شيخا وقورا متخما بالهموم، لايغادرنا إلا حين يجبي يوما آخرى من العمر!..

توسد قفص:

توسد رأسه غيمة الهم.. تذكر أنه رغم كل هذا لم يبرح تهتهات البداية.. الطريق ثمل يترنح.. ألم يتلوى.. والحلم بذخ سافر، رجسا شيطانيا مترفا!..

قال: «لا فرق إن كان القفص صغيرا أو كبيرا، إن كنت لاتملك جناحين..!».

ربما خوف:

بسطت طفلة عينيها.. توسلته أن يمنحها من لدنه رحمة..

- (....)

مرة أخرى، سعت لتقبيل يده المتعرقة، محاولة استعطافه.. سحب يده استحياءً، ربما خوفا.. نظر إليها متوسلا هو الآخر.. استمرت هي برجاء.. أعطني شيئا غير هذه النظرة!.

- (....)

حركت قدميها أكثر، لحقت به.. وفي فجوة لحظة مترددة توقفت.. أبدا إن هذا الشكل الإنساني لايحس!.. شيء فيه لايتحرك، عدا حذائه وزيادة بعض أنفاس تلهث بداخله تستجدي هي الأخرى..

جر حذاءه محاولا أن يسرع أكثر.. أن يبتعد، ليستعطفها تعثره ألا تتبعه!..

وثن من ماء:

وقف أمامها متجردا، كغصن مكسور يهتز بعنف!.. قال لها: «أنت عرافة زور، كمرآة لاتعرف إلا وجه زائرها.. وهذه الأرض تجهلنا.. تزني أكثر مما تدرك!..

سعت نحوه بسخاء.. قالت: ادنُ بوجهك.. تماوجت على جبينه المتعرق أطراف أناملها المدمنة.. استشعرت سحنته المفرطة التوحد.. تفرست عينيه المتنافرتين ونظراته المنفرطة.. وفي فسحة لحظة ما قرأته!..

- «بعدك عنك يدنو منك.. قرينا فيك يتمدد، قبحا يغتصبك.. وآخر يستحق أن يحيا بفناء!.. بدل مكانك مرة واحدة.. وحاول أن تحرك رأسك إلى الجهة الأخرى..!».

خنجر مضروب في جنبه دبيب موت!.. اندفع بقسوة في اتجاه افترض أنه اختاره.. جاهرها، جعجعة صوته كوجع محفور في جرح!..

«أنت بعض رمل وعدة حجارة، وغثاء يذهب.. والحياة هنا شيء من كفر..!».

وسعت وجهته.. دنت في هديها محيط رأسه.. راودت ذلك الهاجس المختال عن نفسه.. سراء الحدر كبرق متطفل في تفاصيل خطوطه المبهمة.. ارتد صدى نقيص كيان ملحد.. شهيق مذنب وزفير تائب.. فجأة أمسكت من نبضه بعضه.

قالت له: «هو جزء منك لاتعرفه.. وثن من ماء آسن.. صوت طليق بلا عيون.. أسجد الآن بلا زيف.. مارس في عبادتك الزهد.. استغفر الخالق إدراكنا القاصر، مصور تكونك الأمثل..!.»

جنازة أثم:

- «الوطن الذي لم يكن بوسعي اختياره.. كجنازة لعجوز تعرج إلى السعير أبى شيطانها أن يسجد إلا للإثم..!».

صخب مختلف:

قال لها: «إليك بعثي صخب ميلاد.. إليك في المعهد قلبي طفلا يطفئ شمعة يومه الأول.. إليك أيضا احتضار يومي الأخير زهق نفس.. وقار خاتمة..».

- «أهديك آنستي ملاكا يحرسك ليلا.. وملاكا يبتسم في وجهك صباحا.. وملاكا يعلمك الحب.. وآخر يحدثك عني..».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى