كوريا الشمالية تمارس ضغوطا نووية على امريكا

> سول «الأيام» جون هيرزكوفيتش :

> يقول محللون إن كوريا الشمالية تهدد بإعادة تشغيل محطتها النووية المنتجة للبلوتونيوم لشعورها بأنها تستطيع تحقيق مكاسب من خلال استخدام سياسة حافة الهاوية تتجاوز المساعدات التي هي معرضة لخسارتها.

وأضافوا أن كل خطوة تتخذها كوريا الشمالية لاستعادة محطة يونجبيون تضغط على القوى الإقليمية للتوصل الى سبيل لإعادة بيونجيانج الى مائدة المفاوضات مع إعطاء تلك الدولة الفقيرة مزيدا من البطاقات لتلعب بها متى تعود.

وقال بيتر بيك المتخصص في شؤون كوريا الشمالية ويقوم بالتدريس في الجامعة الأمريكية بواشنطن "سأندهش اذا كانوا يضغطون من أجل إحداث انهيار تام وأزمة."

وأضاف "في المرحلة الحالية أعتقد أنها مجرد خطوة لجذب الانتباه ليجعلوا من كوريا الشمالية أولوية اكثر تقدما بالنسبة لواشنطن."

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء أن كوريا الشمالية طردت مراقبي الأمم المتحدة من محطتها النووية التي ترجع الى الحقبة السوفيتية وتعتزم إعادة تشغيلها الأسبوع القادم متراجعة عن اتفاق لنزع السلاح مقابل المساعدات وبذلك تمارس ضغطا على واشنطن.

وفي نوفمبر تشرين الثاني بدأت كوريا الشمالية تفكيك محطة يونجبيون في إطار اتفاق توصلت اليه مع الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة في خطوات تهدف الى إيقاف نشاط المحطة لعام على الأقل.

وأضافوا أنه ربما تكون كوريا الشمالية تتحرك الآن لأنها تشعر أن إدارة بوش التي تواجه أزمة مالية في الداخل وخلافات دبلوماسية مع روسيا في موقف ضعف.

وربما يكون فريق العاملين في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يبحث عن نجاح على صعيد السياسة الخارجية مع تبقي بضعة اشهر له في الحكم راغبا في تقديم تنازلات أخيرة وإن لم تفعل ستكون بيونجيانج في موقف أقوى للمساومة حين يتولى رئيس جديد الحكم في يناير كانون الثاني.

وقال بارك يونج هو من معهد كوريا للتوحيد الوطني "بوش الذي كان يأمل في تحسين سمعته عبر نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية في موقف صعب وكوريا الشمالية لن تفوت هذه الفرصة لممارسة الضغط عليه."

وبعد أن واجهت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس فيما يبدو فشلا لإنجاز دبلوماسي نادر لإدارة بوش قالت إن تصرفات كوريا الشمالية قضت على نزع سلاح البلاد "بكل المقاييس".

ويرى كارل بيكر مدير منتدي الباسيفيكي سي اس اي اس وهو مؤسسة بحثية في هاواي أن "من الواضح أن الأمريكيين لا ينظرون للقضية على أنها لم تعد قابلة للتفاوض بعد الآن. أعتقد أن هناك بعض المؤشرات من الكوريين الشماليين على أنهم يرغبون في الحديث."

وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إن الزعيم كيم جونج ايل ربما يكون قد أصيب بجلطة مما أثار تساؤلات بشأن خلافته في الأسرة الشيوعية الحاكمة الوحيدة والذي يتخذ القرارات بشأن خططها النووية.

وقال بيك "لا أعتقد أنهم يريدون أزمة كاملة النطاق لأن عليهم العمل داخليا على التعامل مع قضية الخلافة."

ويشير محللون الى أن أحد الأمور التي تتكتمها كوريا الشمالية وربما تكون تأمل في الفوز بها من إدارة بوش هي نظام مرن للتحقق يبعد المفتشين عن التفتيش في أماكن لا تريد بيونجيانج أن يتواجدوا فيها.

وصرح ليو جيانشاو المتحدث باسم وزارة خارجية الصين اكبر رعاة كوريا الشمالية للصحفيين يوم الخميس "نأمل أن تستطيع جميع الأطراف إظهار المرونة وحل قضية التحقق والقضايا الأخرى ذات الصلة في أسرع وقت ممكن."

وفي الشهر الماضي أعلنت كوريا الشمالية أنها تعتزم إعادة تشغيل محطة يونجبيون لأنها غاضبة من واشنطن لعدم حذفها من على قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب. وتقول واشنطن إنها ستحذف بيونجيانج متى تسمح للمفتشين بالتحقق من مزاعمها بشأن حصرها لمنشآتها النووية.

وربما تكون كوريا الشمالية التي قالت فيما بعد إنها لا تعبأ بحذفها من على قائمة الدول الراعية للإرهاب ما زالت تحاول الخروج منها لأنها حينذاك تستطيع زيادة حجم تجارتها الضئيل والاستفادة من التمويل الدولي بشكل أفضل.

غير أن بيونجيانج التي هي في امس الحاجة للطاقة معرضة لفقدان المتبقي من مليون طن من الوقود النفطي او مساعدات بنفس القيمة كانت في الطريق اليها على أجزاء مقابل التقدم الذي كانت قد أحرزته فيما سبق في صفقتها النووية.

لكن محللين قالوا إن الدولة اعتادت المصاعب وسينحي جهازها الدعائي باللائمة على الولايات المتحدة في عدم التزامها بالاتفاق النووي قائلا إن واشنطن تريد الإطاحة بزعماء بيونجيانج بالقوة.

وذكرت صحيفة الحزب الشيوعي بكوريا الشمالية يوم الأربعاء أن "دعوة الولايات المتحدة لتسوية سلمية للقضية النووية او المحادثات حيلة لخداع الرأي العام في الداخل والخارج والولايات المتحدة لا تسعى باستمرار الا لهجوم وقائي على كوريا الشمالية."

(شارك في التغطية كيم جونجهيون في سول وبين بلانشارد في بكين) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى