ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الفم و الأسنان في اليمن و السودان يرجع إلى استخدام الشمة

> «الأيام» أ.د.مهجت أحمد علي:

> الأسباب الأساسية لكتابتي هذا المقال هي ازدياد نسبة استخدام التمبل والشمة من قبل طلبة مدارس محافظة عدن. إن برنامج كلية طب الأسنان جامعة عدن ومن خلال النزول الميداني والبحثي السنوي لمدارس الثانوية العامة تبين أن نسبة عدد مستخدمي التمبل 16% و الشمة بنسبة 9% وقد أوضح الفحص الطبي للفم والأسنان وجود بداية تغيرات في الغشاء المخاطي للفم في 11% من جميع الحالات التي تتعاطى التمبل و الشمة وهي تغيرات بيضاء مع تخدشات وندبات بسيطة على المناطق التي تخزن بها هذه المواد في الفم قد تنتهي بعد أعوام قليلة إلى سرطانات الفم والأسنان. لقد أجري هذا البحث على طلاب الثانوية العامة لمختلف مدارس محافظة عدن من سن 14- 20.

هذة المقدمة البسيطة والمهمة للغاية هي مؤشر خطير إلى مستقبل فيه أعداد كبيرة من مرضى السرطان بالفم وخاصة أذا لم يتم الإقلاع الفوري عن هذه العادات غير الطبيعية والسيئة.

الشمة هي عبارة عن تبغ غير محروق تخلط معه مواد كثيرة منها العطرون والتراب والأسمنت والملح والرماد والحناء والطحين ومواد أخرى متنوعة وهناك أيضا شمة سادة أي غير مضاف إليها أي شيء وذلك على حسب رغبة متعاطيها.

وللشمة أسماء كثيرة تعرف بها فهي تسمى بالتنباك والسعوط والنشوق والمضغة والسفة والسويكة والبردقان، كما أن للشمة ألوانا كثيرة فمنها السوداء والحمراء والخضراء والصفراء والبيضاء، وللشمة أنواع تختلف باختلاف أماكن وجودها فمنها الشمة السعودية والشمة اليمنية والشمة السودانية والشمة الباكستانية والشمة الهندية ومهما تعددت أنواع وأشكال الشمة فهي خبيثة، قال تعالى: { قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون } .

أسباب تعاطي الشمة :

إذا أردنا أن نتحدث عن أسباب تعاطي الشمة فنقول، لتعاطي الشمة أسباب كثيرة منها :

السبب الأول: عدم وجود الإرشادات و الوعي الصحي، غياب التثقيف الصحي والاجتماعي في المدارس .

السبب الثاني: أصحاب السوء الذين يحثون غيرهم على كل معصية وشر ومنها الشمة فكم من أناس لايعرفون الشمة وبسبب قرناء السوء تعرفوا عليها فأدمنوها، فلا تصغوا لكلام أصحاب السوء إذا قالوا لكم جربوها فهي ضارة ولا خير فيها ولا تقبلوها إذا أهديت لكم بل أتلفوها لأنها هدية ضارة بل قاتلة.

السبب الثالث: التجربة وحب الاستطلاع.

السبب الرابع: سهولة الحصول عليها.

السبب الخامس: الاعتقاد الخاطئ بأن الشمة لا تسبب أمراضاً خطيرة.

السبب السادس: رخص ثمنها :

فقيمة شراء مسحوق الشمة مثلا أرخص من بعض أنواع التدخين وهذا سبب قوي لإقبال الناس على شرائها وتعاطيها.

السبب السابع: الفراغ وغياب المهارات العلمية والأنشطة الثقافية الدورية التي تشغل أوقات طلاب مدارس الثانوية العامة والتي تؤدي إلى تجربة كل جديد ولو كان ضاراً.

ونأتي إلى أهم الأسباب الرئيسية والناتج من هذا البحث الميداني وهو غياب الأسرة في التربية والإرشاد الصحي وتراجع دور المعلم التربوي في المدارس. صحيح أن 85% من هذا البحث من الذين يتعاطون الشمة بدون علم والديهم وأقرب الناس لديهم ولكن يمكن لنا وبسهولة معرفة ذلك.

أضرار تعاطي الشمة:

إن للشمة أضرارا صحية على من يتعاطاها ومنها :

1-أن فيها مادة النيكوتين السامة وهي مادة تسبب الإدمان وموجودة في جميع أنواع التدخين فالذي يتعاطى الشمة لايستطيع الفكاك منها بسهولة لأنه أدمن عليها بسبب مادة النيكوتين الخبيثة بل أن بعضهم يفضلها على الأكل والشرب ويقدمها عليهما وذلك لأنه تعلق بها.

2-تشوه منظر الفم فتكون رائحته كريهة، ويلاحظ على من يتعاطونها كثرة البصق في الشوارع وغيرها من الأماكن.

3- التهابات اللثة الحادة والمزمنة التي تودي إلى انحسارها.

4- اصفرار الأسنان وتسوسها.

5- تشكل خطورة على الفم, وأنه من خلال مضغ الشمة واستحلابها واحتكاكها في الفم يؤدي إلى تهيج كيميائي للغشاء المخاطي وهذا يؤدي إلى وجود بقع بيضاء مكان استعمال الشمة تؤدي هذه البقع البيضاء إلى سرطان الفم والفكيين.. نسأل الله السلامة والعافية.

وأثبتت الدراسات والبحوث مؤخراً تفشي ظاهرة سرطان الفم والوجه في أوساط سكان الساحل الغربي لليمن على نطاق كبير خلال السنوات الأخيرة، مرجعين ذلك إلى تعاطي الناس في هذه المناطق لمادة (الشمة) المكونة من (التبغ المطحون، والملح الكيني)، التي تستخدم في أوساط المواطنين، وبشكل كبير؛ حيث تستخدم من قبل (الرجال والنساء والأطفال)، والتي تعد من المنشطات التي يرى مستخدموها بأن الإقلاع عنها أمر مستحيل بالنسبة لهم.

الحالات المتقدمة والمزمنة في الفم والأسنان من تعاطي الشمة كثيرة:

قروح ما قبل سرطان الفم واللسان: من يمضغون التبغ والشمة ترتفع بينهم إصابات لوكوبلاكياه leukoplakia في الفم والبعلوم وهي بقع بيضاء تظهر ملتصقة بأنسجة أجزاء الفم، وتعتبر أحد مظاهر ما قبل ظهور حالات سرطان الفم. بمعنى أن من المحتمل تحول إحداها إلى سرطان الفم.

سرطان الفم: وترتفع احتمالات خطورة الإصابة بسرطان الفم لدى ماضغي التبغ والشمة. وسرطان الفم يعني ظهور أورام إما في اللسان أو الشفاه أو اللثة أو الحلق أو غيرها من أجزاء الفم. وإزالة الورم بالعملية الجراحية لايزال هو أحد أهم وسائل المعالجة لها. وهو ما يعني تشويه شكل وصورة الوجه آنذاك.

ماهي الحلول المناسبة للإقلاع عن الشمة عند طلاب مدارس الثانوية العامة

-برنامج تثقيف صحي مدرسي لتعريف الطلاب على أضرار استخدام الشمة وسبل الحفاظ على صحتهم من بعض الظواهر السلبية التي قد تودي بحياتهم نتيجة لما تخلفه تلك الظواهر من أمراض قاتلة, وأهم أعضائه طلاب المدارس.

-ملء فراغ طلاب المدارس بفعاليات ونشاطات لا صفية اجتماعية مثل الرياضة بمختلف أنواعها, والقيام بأبحاث علمية بسيطة لخدمة المجتمع, و تنمية مهاراتهم المختلفة.

-حظر دخول الشمة إلى المدارس وذلك في سبيل الحد من تعاطيها وانتشارها بين طلاب المدارس غير البالغين.

-تفعيل دور المعلم لتعريف الطلاب بحقوقهم وواجباتهم الأساسية.

-دور الأسرة في متابعة الأبناء المستمرة والتقرب منهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم الاجتماعية.

-إدماج وتطوير مواضيع البحث العلمي لخدمة المجتمع اليمني بين الجامعات و وزارة التربية والتعليم.

-تدشين الحملات التوعوية لمكافحة مرض سرطان الفم في اليمن من قبل كليات طب الأسنان و وزارة الصحة العامة.

أتمنى من الله سيحانه وتعالى أن أكون وفقت في توصيل رسالتي إلى أخواني وأبناء مستقبل هذا البلد الأصيل اليمن وكل عام وأنتم جميعا بصحة و سلامة.

أستاذ مساعد- دكتوراه في جراحة الفم والأسنان-رئيس قسم طب الأسنان الحيوي-جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى