(واقع المسلمين وأهل الكتاب في الغرب) محاضرة في مركز ابن عبيدالله السقاف

> «الأيام» محمد السقاف:

> هو سفير للإسلام بجدارة، طاف العديد من دول أوروبا بدعوة من بعض مؤسساتها الاجتماعية، وفيها التقى خاصتهم وعامتهم، عرف أين وكيف يلتقي المسلم والكتابي، تعامل معهم وتجول في أسواقهم ودخل بيوتهم وخطب في منابرهم وقاعاتهم، أحبهم وأحبوه، بدد شكوكهم ووساوسهم عن الإسلام، دلهم إلى الفضيلة وسموها ومكارمها وفق خطاب ونهج رسول الإسلام، ففتح الله قلوب الكثير منهم على يده، ولا غرابة في ذلك فهذا نهج وإرث أصيل وعتيق وعلم بسند متواتر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لهذه الأسرة الكريمة والمشهورة في اليمن وفي كل البلاد الإسلامية والتي أسلم على أيدي رجالها مئات الملايين، بل لقد أسلم على يد شخص واحد مئات الآلاف في لحظات.

السيد الحبيب كاظم بن جعفر السقاف، ينحدر من هذه الشجرة المباركة، وهو من أبرز محاضري دار المصطفى في تريم، وقد لخص الحبيب كاظم هذه التجربة الرائدة في محاضرة بعنوان (واقع المسلمين وأهل الكتاب في الغرب) ألقاها هذا الأسبوع في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيئون في حضرموت ضمن محاضرات المركز الأسبوعية.

المحاضرة تعد غاية في الأهمية، لكونها تجربة حية تلامس واقع وحقائق غائبة تجاهلها الكثير من المسلمين، على الرغم من أنها من أهم وأقدس واجباتهم، فالإسلام دين للجميع، وكل مسلم هو في الأصل داعية إلى الإسلام، مع الإدراك والالتزام بأهم وسائل هذه الدعوة، وهو السلوك والقدوة الشخصية والموعظة الحسنة.

خلال ذلك أوضح المحاضر بأنه على الرغم من ضعف الدعوة إلى الإسلام في أوروبا إلا أن الأوروبيين، خاصة النصارى منهم وحتى القساوسة، يتعطشون إلى ندى الإسلام، ولايمنعهم من اعتناقه إلا الجهل به أو التشويه الذي أحدثه بعض الخارجين منه، وعمقته الكثير من وسائل الإعلام الإسلامية قبل العالمية في نفوس بعضهم بشتى الصور.كما أكد الحبيب كاظم أن أوروبا مقبلة على الإسلام أفواجا، وأن المرأة الغربية في العموم مقتنعة بالضوابط الإسلامية.

وقال إن المسلمين استفادوا إلى حد كبير من قوة وعدالة أنظمة وقوانين تلك الدول، فحرية التربية والعبادات هناك مكفولة إلى حد كبير، ومظاهر الحياة الإسلامية منتشرة، وقد تكون سمة لهذا أو ذاك الحي أو تلك المدينة، خاصة ما يخص المرأة المسلمة كالحجاب، فهي حرية شخصية محترمة في كثير من دول أوروبا، في حين أنها منتهكة بل ويعاقب عليها القانون في بعض الدول التي خرج منها نور الإسلام وفيما بعد خرج منها الإسلام.

كما أكد الحبيب كاظم أن أبرز مشاكل المسلمين وأهمها في بلادهم وفي كل مكان هي عدم وجود من يلتفون حوله، وكذا ظهور التيارات التكفيرية التي عملت وتعمل على شق عصا المسلمين وبذر الفتن بينهم والترويج لإسلام جديد أوجده وحي التحالفات الاستعمارية وشرعته خوارج العصر في محاولة لنسف الإسلام المحمدي الحنيف وتمزيقه في كل بقعة.

كما أكد المحاضر حاجة العالم بأسره اليوم أكثر من ذي قبل إلى منهج وسلوك وسبيل الدعاة الحضارمة الذين نشروا الإسلام في كل بقاع الأرض بلا دبابات أو أحزمة وبلا استخبارات أو إعلام، بل بالسلوك الذاتي الأمثل واحترام الآخر والتعايش الإسلامي الحميم مع الجميع، والتاريخ شاهد مبين.

وفي تلك المحاضرة الشفافة والمتفائلة بواقع المسلمين نسبيا ومستقبلهم الواعد، خلص الحبيب كاظم السقاف إلى ضرورة استشعار كل مسلم أهمية هذا النمط من الدعوة، وبذل قصارى جهده في إيصال خير رساله سماوية إلى نفسه أولا ثم محيطه وإلى كل مكان وفق ذلك النهج السمح ودور الحضارمة الرائد الذي جعل من الإسلام في تلك البقاع شجرة وارفة أصلها ثابت وفرعها في السماء يتفيأ ظلالها المسلمون عبر القرون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى