لا يأبهون ببطولاتهم القارية أمام دوري أبطال أوروبا .. العولمة تدفع جماهير أميركا الجنوبية لتشجيع الأندية الأوروبية

> لندن «الأيام الرياضي» متابعات:

>
كان من الغرابة جدًا أن يكون هناك عدد قليل من مشجعي الكرة يتابعون يوم الثلاثاء الماضي على شاشة التلفزيون في البرازيل المباراة التي أقيمت بين نادي سبورت انكاش من بيرو ونادي نابلينسي من تشيلي في تأهيلات كأس أميركا الجنوبية.

المباراة جرت بعد الظهر بالتوقيت المحلي، ما يعني أنها تزامنت مع يوم افتتاح منافسات المجموعات في دوري الأبطال للأندية الأوروبية، وكان ناديا برشلونة وتشلسي يلعبان في اليوم ذاته.

وكان الاعتقاد السائد بأن أكثر الجماهير في أنحاء أميركا الجنوبية وربما حتى في بيرو وتشيلي، كانت مهتمة بمشاهدة براعة ميسي أو لامبارد من أي أداء في مباراة انكاش ونابلينسي والنتيجة النهائية لها..ويبدو أن العلاقة بين أنصار الأندية في أميركا الجنوبية والأندية الأوروبية قد طرأ عليها تغيير كبير منذ أكثر من 14 سنة.

ففي عام 1994 كان هناك الكثير ممن يرتدون قمصان ديبورتيفو لا كورونا، إذ إنهم كانوا يعتبرونها لفتة لتأييد المهاجم البرازيلي بيبيتو الفائز بكأس العالم.

وكان هناك أيضًا الكثير من قمصان برشلونة تكريمًا لشريك بيبيتو المهاجم روماريو..وكان من الشائع أن يرى المرء قمصانًا بلوني الأحمر والأسود لميلان، لأنها هي أيضًا ألوان النادي المحلي البطل فلامنغو.

في ذلك الوقت ارتداء قمصان أندية أوروبية كانت مجرد وسيلة أخرى للجماهير للتعبير عن تشجيعها لناديها المحلي أو منتخبها الوطني..كل ذلك قد تغير، شوارع ريو مليئة الآن بقمصان تشلسي ومانشستر يونايتد وريال مدريد..الخ..حتى أرمينيا، المدينة الصغيرة في كولومبيا، ستشاهد فيها ملصقات لآرسنال في شوارعها معروضة للبيع.

على مدى السنوات القليلة وصلنا إلى نقطة حيث أن العديد من المشجعين في أميركا الجنوبية قد نمت فيهم رابطة عاطفية مع بعض الأندية الأوروبية البارزة بغض النظر عن اللاعبين المشاركين في هذه الأندية. فهم مثلاً كانوا في السابق يلبسون قمصان برشلونة بسبب روماريو أو رونالدو أو ريفالدو أو رونالدينيو.

أما الآن فإنهم يرتدون قمصان برشلونة لأنهم يتابعون عروض النادي وإنجازاته. وهذا التشجيع قد تطور كثيرًا حتى من دون أي علاقة بالأندية المحلية، وحتى قبل أن يتم تعيين سكولاري مديرًا فنيًا لتشلسي كانت هناك قمصانًا لـ«البلوز» في شوارع البرازيل، والتي هي لا علاقة لها بلاعبين مثل اليكس أو بيلاني، الأمر كله كان يتعلق بضم المشجع صوته إلى الفريق الناجح..وهذا بطبيعة الحال هو نتيجة العولمة في كرة القدم.

وفي البرازيل، كما هي الحال في معظم المناطق، العولمة معناها التركيز..مع فتح المجال لجميع القادمين، تحصل على عدد أقل من أكبر المصارف باستخدام وفورات الحجم والخبرة للحصول على رأس المال في العالم. وبالطريقة ذاتها ستحصل على عدد محدود من الأندية الأوروبية الغنية التي ستسرق لاعبي كرة القدم الموهوبين من أربعة أركان المعمورة والتنافس على بطولات كبرى..إنه لا مفر من دينامية عولمة الكرة.

لمصلحة اللعبة، ربما كرة القدم قد تمتد أكثر مما ينبغي لمقاومة الدينامية..لأنه إذا توسعت الثغرة بين الأندية العملاقة وغيرها على مستوى بطولات الأندية، فإن في المباريات الدولية العكس هو الصحيح.

لنأخذ باراغواي على سبيل المثال، التقدم الكبير الذي حصل عليه منتخب هذا البلد الفقير مع نسمة صغيرة من السكان وهو في طريقه إلى الوصول إلى نهائيات كأس العالم لعام 2010 للمرة الرابعة على التوالي.

إذ أنه بعد 8 مباريات في التأهيلات لمونديال جنوب افريقيا، فإنه يتقدم بأربع نقاط عن البرازيل والأرجنتين.

ومن اللاعبين الـ25 في هذا المنتخب، 4 منهم لا يزالون يلعبون للأندية المحلية وواحد من هؤلاء الأربعة يلعب أساسيًا..أما البقية فسبعة منهم يشاركون في البطولات الكبرى في الدوري الأوروبي، و9 منهم في المكسيك والبقية موزعين في بلدان أخرى في أميركا الجنوبية، خصوصًا الأرجنتين.

ومن خلال عولمة كرة القدم، تمكن لاعبو باراغواي من اللعب خارج البلاد في أكبر البطولات وأكثرها منافسة وإثارة، واكتسبوا الخبرة والثقة، وعاد الجميع ليستخدمهما في خدمة المنتخب الوطني..ولكن بعض المنتقدين يقولون من الذي سيتهم بباراغواي. وبكل بساطة، يمكن رفض مثل هذه الأفكار الضيقة الأفق، أو يمكن أن يتقرر أنه للأسف لا مفر من أن بعض الناس يعتقدون بمثل هذه الأمور في عصر عولمة كرة القدم.

ونظرًا إلى الاهتمام الممنوح للأندية مثل تشلسي ومانشستر يونايتد، فإنه ليس من المستغرب أن الكتابة بشأن أي موضوع آخر هو أقل من الخيال ومضيع للوقت..ولكن كرة القدم الدولية تثبت أنه ليس كذلك،لأن ما هو قائم وصحيح في باراغواي ينطبق أيضًا على الكثير من الدول الأخرى، خصوصًا في افريقيا.

تستعد القارة الافريقية لتنظيم أول نهائيات لكأس العالم مع عدد من البلدان يعتقد بأنها بإمكانها أن تنظم البطولة بصورة جيدة على أرضها.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى خبرة لاعبيها الذين اكتسبوها في أوروبا..ومن الممكن أن تكون مونديال جنوب افريقيا 2010 بطولة رائعة حقًا التي يمكن أن تذكّر بعض الناس بأن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى عدد قليل من الأندية العملاقة في دوري الأبطال للأندية الأوروبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى