في الذكرى السنوية الـ 12 لآرسين فينغر في آرسنال .. مانشستر سيتي يشبع رغباته في «متجر هارودز» وآرسنال يرمي صنارته في الـ «ميني مارت»

> لندن «الأيام الرياضي» متابعات:

> صادف يوم أمس الأحد الذكرى السنوية الـ12 لوصول آرسين فينغر إلى آرسنال مناسبة لاحتفال حقيقي ليس فقط في «ستاد الإمارات»، بل حتى في «أولد ترافيلد» و«ستامفورد بريدج» والملاعب الانجليزية الأخرى، لما قدمه خلال هذه السنوات من خدمات في مبادئ كرة قدم هجومية وتنمية لاعبين ناشئين التي كان لهم تأثيرهم على كرة القدم الانجليزية لأكثر من عقد،ويبدو أن المدير الفني لآرسنال كثيراً ما يضحي من أجل قضيته وفكره، ولا سيما عند الهزيمة، على الرغم أنه لا يتبع بالضرورة أنه الإنسان المتجه إلى القداسة.

نقاط عدم التمييز عند فينغر هي مادة خامة، وعلى الأخص في ما يتعلق بالصرامة في مناطق الضعف عند بعض لاعبيه واستكشاف حامي هدف بدقة ليعول عليه، ولكنه أيضاً عرضة لإغفال نقاط ضعف عند الآخرين الذين يمكن أن يدينهم تماماً..المعنويات العالية قد تكون خطيرة في الملعب، لأن عثرة صغيرة قد تسبب إلى الانزلاق والاتجاه إلى تبادل الاتهامات بين اللاعبين.

في إدانته لمانشستر سيتي لتحويل كرة القدم إلى «سوبر ماركت» في الآونة الأخيرة، تجاهل فينغر حقيقة هي أن ناديه يعمل بطريقة مماثلة، وإن كان ذلك على مستوى أقل بكثير، باستخدام استطلاعاته وموارده لـ «بلع» أفضل لاعبين ناشئين في العالم..ويبدو أن الفرنسي إما أن يكون مخادعاً أو ساذجاً بشكل مذهل، حيث ينظر إلى لاعبي كرة القدم كسلع متداولة لأكثر من 20 عاماً.

في حين أن أموال أبوظبي تمكن مانشستر سيتي من التسوق في متجر «هارودز»، حيث يمكن أن يشبع رغباته بسخاء مثل شراء روبينيو، يجب على آرسنال أن يكتفي برمي صنارته في متاجر العالم الصغيرة (ميني مارت)، حيث توجد أكبر الصفقات التي من الممكن الحصول عليها.

سجل فينغر في مجال تنمية اللاعبين واستعداده لإعطاء الفرصة للناشئين يجعل من هذه السياسة ما يبررها، وإن كانت هناك تكلفة أيضاً، وعلى الأخص للأندية التي تفقد ناشئيها والتي كانت تخطط لبناء مستقبلهم.

وباستثناء اللاعب الناشئ جاك ويلشير (16 عاماً)، الذي بدأ حياته الرياضية في أكاديمية النادي، فإن اللاعبين الثلاثة الموهوبين كارلوس فيلا وفران ميريدا وآرون رامزي الذين سحقوا نادي شيفيلد يونايتد بستة أهداف نظيفة في كأس رابطة الأندية (كارلينغ كاب)، قد انضموا إلى آرسنال من أندية أخرى، حيث لم تكن لهم الفرص المناسبة للمساهمة في الفريق الأول..وكان كارديف سيتي سعيداً بعض الشيء لتأمين 4.8 ملايين جنيه استرليني بعد بيعه رامزي، حتى ولو أنه كان يفضل أن يبيعه لمانشستر يونايتد بسعر أعلى، ولكن استناداً إلى الطريقة البارعة في تمريره الكرات لزملائه في أول ظهور له على ستاد الإمارات، فإنه يبدو أن شراءه يعتبر سرقة.

ويدعي برشلونة أن ميريدا قد سُرق منه بعد أن كان قد انضم إلى النادي الكاتالوني وهو في الثامنة من عمره، مع أن آرسنال طعن في قرار محكمة اسبانية التي قررت أن عليه أن يدفع 2.5 مليون استرليني كتعويض، في حين أن مبلغ 2.5 مليون استرليني الذي دفعها آرسنال لشراء فيلا من شيفاز دي غوادالاخارا المكسيكي لا يتناسب مع قدراته ومهاراته الواضحة وقيمته المستقبلية..ولا أحد يستطيع أن ينسى في وقت سابق أن لون بعض المسؤولين في نادي باريس سان جيرمان تحول إلى الارجواني عندما انضم نيكولاس أنيلكا إلى آرسنال بمبلغ تافه قدره 500 ألف استرليني قبل أن يبيعه إلى ريال مدريد بعد سنتين بـ22.3 مليون استرليني.

لا يمكن لأحد أن يتهم آرسنال بأنه تصرف بشكل غير ملائم وغير لائق في أي من هذه الحالات، غير أنه سعى بقوة لمصلحته في إطار القوانين التي تنظم انتقالات اللاعبين، والتي هي من صميم أي منافسة رياضية. وبدلاً من انتقاد أولئك الذين يختارون القيام بأعمالهم التجارية بطريقة أكثر نضجاً في سوق انتقالات اللاعبين، فإن على فينغر أن يسمح لهم بها، ويعول نفسه محظوظاً، لأنه وضع نظاماً رائعاً على أرض الواقع يمكن آرسنال من حصوله على لاعبين ناشئين آخرين بأقل الأسعار..ويعرف فينغر كيف يكتشف ناشئين موهوبين، ويبدو أنه قد وجد لاعبا آخر مثل هؤلاء هو جاك ويلشير..فهذا اللاعب عندما شارك قبل أقل من أسبوعين في مباراة ناديه أمام بلاكبيرن، أصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك في الدوري. وقد سجل أول هدف له عندما استعرض ناشئو آرسنال (معدل أعمارهم 19 سنة) فنياتهم العالية وألحقوا هزيمة قاسية بشيفيلد يونايتد (6/ صفر) في كأس رابطة الاتحاد..وكان ويلشير قد انضم إلى النادي عندما كان عمره 9 سنوات، واكتشفه أسطورة نادي آرسنال ليام بريدي الذي يقوم بالاشراف على أكاديمية النادي الآن.

المكسيكي كارلوس فيلا
المكسيكي كارلوس فيلا
ومنذ هذا الفوز الرائع والأداء المبدع لهؤلاء الناشئين لم تكف الصحافة الانجليزية عن متابعة أخبارهم وإلقاء الضوء عليهم، فمن هم نجوم المستقبل لنادي آرسنال:

لوكاس فابيانسكي، 23، بولندا

انضم حارس مرمى بولندا إلى نادي آرسنال من ليجيا وارسو في مايو2007، وهو حارس مرمى الرقم 2 بعد مانويل ألمونيا في النادي اللندني.

غافين هويت، 18، انجلترا

كابتن الفريق الاحتياطي، وهو مع آرسنال منذ أن كان عمره تسع سنوات..يذكر أن شقيقه الأكبر، جاستين، ترك ستاد الإمارات وانضم إلى ميدلزبره في الصيف.

يوهان ديوريو، 21، سويسرا

انضم إلى النادي عندما كان عمره 16 عاماً، وفرض نفسه في التشكيلة الأساسية قبل موسمين، ولكنه قضى نصف الموسم الماضي على سبيل الإعارة في بيرمنغهام وكان مصاباً في النصف الثاني..وعلى رغم تجديد عقده قبل أسبوع، إلا أنه لم يثبت نفسه في مركز الدفاع.

اليكس سونغ، 21، كاميرون

يلعب بثقة عالية في مركزي الدفاع والوسط..وانضم إلى النادي من باستيا عندما كان في الـ17 عاماً..وقد أجاد بصورة مدهشة عندما كان معاراً لنادي تشارلتون قبل سنتين، وهو يشارك الآن بانتظام هذا الموسم.

كيران غيبس، 19، انجلترا

انضم غيبس إلى آرسنال عندما أغلقت أكاديمية نادي ويمبلدون سابقاً، وشارك مع آرسنال للمرة الأولى ضد شيفيلد يونايتد في مباراة كأس رابطة الاتحاد في الموسم الماضي، وهو يلعب في مركز الدفاع.

مارك راندال، 18، انجلترا

شارك لاعب خط الوسط مع آرسنال للمرة الأولى في مباراة شبه النهائي لكأس رابطة الاتحاد في الموسم الماضي عندما خسر آرسنال أمام جاره توتنهام، قبل أن يعار إلى برنلي حيث شارك معه في عشر مباريات في دوري الأبطال.

أرون رامزي، 17، ويلز

واحد من ألمع النجوم الصغار في كرة القدم البريطانية، لاعب خط وسط ماهر وذكي ، فضل الانضمام إلى آرسنال بمبلغ 4.8 مليون جنيه استرليني من نادي كارديف هذا الصيف، بعد أن رفض الذهاب إلى إيفرتون أو مانشستر يونايتد..كان أصغر لاعب أساسي في تاريخ نادي كارديف، وقد انضم إلى منتخب ويلز..وقد ذاق فعلاً طعم الدوري الممتاز الانجليزي بتسجيله هدفاً في مرمى بلاكبيرن.

فران ميريدا، 18، إسبانيا

مثل شك فابريغاس، ميريدا كان «مسلوقاً» في أكاديمية برشلونة للناشئين، حيث قضى هناك 8 سنوات، استغل آرسنال القوانين الاسبانية التي تمنع الناشئين بتوقيع عقد الاحتراف قبل وصولهم إلى سن الـ18، فقد أمرت السلطات المسؤولة لاعب الوسط بدفع 2.5 مليون استرليني كتعويضات، ولكنه طعن في القرار.

جاك ويلشير، 16، انجلترا

مع النادي منذ أن كان عمره 9 سنوات. لاعب خط الوسط اقتحم الفريق الاحتياطي بعد أن بلغ 16 عاماً مباشرة، وانضم إلى الفريق الأساسي بعد أن أظهر مهارات رائعة في المباريات التجريبية قبل بداية هذا الموسم..وأصبح أصغر لاعب في تاريخ آرسنال عندما شارك أمام بلاكبيرن، وسجل أول هدف له على مستوى الفريق الأساسي ضد شيفيلد يونايتد قبل أيام.

نيكلاس بندتنر، 20، الدنمارك

مهاجم وسط رائع، وصل إلى انجلترا من نادي كوبنهاغن عندما كان عمره 16 عاماً، ومنذ ذلك الحين شارك في 50 مباراة مع الفريق الأساسي لآرسنال، وغالباً ما يكون بديلاً، مسجلاً 13 هدفاً بضمنها هدفين في مرمى شيفيلد يونايتد قبل أيام.

كارلوس فيلا، 18، المكسيك

شاب آخر مع تاريخ طويل حافل..فيلا وصل إلى الصدارة عندما كان هدافا واختير كأحسن لاعب في بطولة كأس العالم لعام 2005 تحت 17 عاماً التي فاز بها منتخب المكسيك. «سرقه» آرسنال بمبلغ 2.5 مليون استرليني ولكنه لم يستطع أن يحصل على تصريح عمل في انجلترا، لذا وضعه في اسبانيا مع أوساسونا وسلتا فيغو..وفي نهاية المطاف انتقل إلى لندن خلال الصيف الحالي، وقدم لحظات رائعة مباشرة بعد مشاركته الأولى ضد شيفيلد يونايتد وتسجيله ثلاثة أهداف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى