من يحمي جمهور المشاهدين من خداع ونصب بعض القنوات الفضائية؟

> «الأيام» سالم لعور:

> في الوقت الذي تبرز فيه الملحة للاستفادة من التقدم العلمي التكنولوجي في مختلف المجالات وعلى سبيل المثال لا الحصر في عالم الاتصالات والمعلوماتية الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة وبإمكانك متابعة أي حدث في أي بقعة على الكرة الأرضية ومحيطها عن طريق القنوات الفضائية أو مواقع الشبكة العنكبوتية، إلا أن الشيء المؤسف أن يساء استخدام مثل هذه الوسائل من قبل القائمين عليها في عمليات نصب وخداع وغش على جمهور المشاهدين ممن يشاركون في مسابقات وهمية (يتفنن) فيها القائمون على هذه القنوات باختبار مذيعات لديهن قدرة فائقة في التأثير على الجمهور لدرجة يتوهم فيها أنه قاب قوسين أو أدنى من نيله جائزة (السؤال الواحد) أو اللغز الذي لن تخطئ جدتي في الإجابة عنه رغم تجاوزها الـ80 سنة من عمرها، وجائزة هذا السؤال السهل تتصاعد في الارتفاع إلى أن تصل إلى مائة ألف دولار يسيل لها لعاب المشاهد المغلوب على أمره، فيشارك ويستغرق الكثير من أمواله ليكتشف بعد أسبوع أو شهر أحيانا أنه لم يستطع أحد الوصول إلى السؤال اللغز من مختلف أصقاع المعمورة، ويفاجأ بنفس السؤال على قناة أخرى من قنوات أخوات كان (التي تنصب خبر جمهور المشاهدين) وتضحك على ذقونهم!.

فاللغز (مدينة خضراء وديانها حمراء وسكانها عبيد ومفتاحها حديد) وهي البطيخ (الحبحب)، تكرر على مدى عدة شهور على القنوات الفضائية (strike) (الإمارة) (سهم) وغيرها، ولم يستطع أحد الإجابة عنه، وكانت الإجابات التي تلقتها القنوات من جمهور المشاهدين خاطئة جميعها، بينما في برامج مسابقات القنوات التي تحترم نفسها وتحترم الملايين من مشاهديها كقناة (mbc) في (حروف وألوف) لمقدمه الرائع (محمد الشهري) أبو فهد، تتم الإجابة عن عشرات الأسئلة الصعبة من آلاف المكالمات التي تتلقاها القناة خلال فترة ساعة واحدة فقط.

وعلى المشاهدين التنبه من عمليات النصب عليهم في أمثال هذه القنوات التي لاتحترم رسالتها الإعلامية.

هذه القنوات التي تظن أنها تستغفل المشاهدين مخطئة وواهمة لأنها لاتخدع إلا النزر اليسير، ولفترة مؤقتة، ثم تكتشف عيوبها التي تنصب بها على المشاهدين (عيني عينك) دون حياء، وللأسف فإن جهات الاختصاص في وزارات الإعلام والثقافة والاتصالات لم تضطلع بدورها بالتدخل لتعريف جمهور المشاهدين بمثل هذه (الجرائم) التي ترتكبها مثل هذه القنوات، والتدخل عبر القنوات المختصة لإيقاف الضرر على المشاهدين المغلوبين على أمرهم.

ويقع اللوم أيضا على شبكات الهواتف النقالة والثابتة التي تبرم الاتفاقيات مع هذه القنوات الوهمية نظير الرسائل التي يرسلها جمهور الزبائن لهذه الشبكات في مثل هذه المسابقات، ويفترض على هذه الشبكات حماية زبائنها من الوقوع ضحايا لخدمات هذه القنوات القائمة على أساليب النصب وعمليات الخداع والاحتيال بإيقاف التعامل مع هذه القنوات التي تفتقد لأبسط قيم الرسالة الإنسانية، متناسية أن الإنسان هو أغلى رأسمال والثروة التي ينبغي الحفاظ عليها من جشع العامة.

وفي الأخير ينبغي حماية جمهور المشاهدين بتدخل جهات الاختصاص عبر القنوات الرسمية، ويجب على الجهات ذات العلاقة نشر الوعي الاجتماعي لدى المشاهدين وتقديم النصائح لهم من خلال كافة الرسائل الإعلامية المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة والندوات والمحاضرات وغيرها، وهذا هو أقل ما ينبغي تقديمه للمحاربة والحد من خطورة هذا الإعلام الذي يفتقد لأبسط مقومات تأدية الرسالة بعيدا عن المثل والقيم والأخلاق.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى