كيف يصبح طفلك ناجحا؟

> «الأيام» متابعات:

> من منا لايحلم بان يصبح طفله ذكيا متفوقا في دراسته، ومن منا لايبحث عن الوسيلة؟. إن ذلك الحلم يجب ان يتبلور الى واقع، وعليك عزيزتي الام ان تقدمي ما يلزم لطفلك بين الثالثة والسادسة لتعزيز قدراته العقلية ووضعه على بداية طريق النجاح من الصف الأول الابتدائي؟ فالمدرسة لاتستطيع أن تقدم منهاجا يناسب جميع الأطفال والبيوت والآباء نتيجة اختلاف المواهب والمسئوليات والوقت المتاح، ولن يفلح اي منهاج يوضع مهما بذلت الجهود لذلك، لان للطفل نشاط جسمي وقدرات عقلية تفوق اي منهاج يوضع واي خطة تعليمية، فعقل الطفل يعمل بسرعة هائلة، وينطلق في نواحٍ غير متوقعة، لايمكن أن يصل إليها أي شكل من أشكال التعليم الرسمي، وإحدى مزايا التعلم في مرحلة ما قبل المدرسة التكيف مع حاجات الطفل واهتماماته الآنية، فهي الفرصة الأفضل للتعلم الفردي الذي نادرا ما يحدث خلال سنوات تعلم الطفل، ويبقى قرب الوالدين وساعات بقائهما مع الطفل اهم عوامل سرعة تعلم الطفل.

وعليك عزيزتي الام تنمية مفردات اللغة لدى طفلك بين الثالثة والسادسة بشكل سريع ومثير، ويمعن الطفل في تقليد والديه، فإذا كنت تتحدث اللغة بشكل سليم فسوف يصل الطفل إلى المستوى نفسه في نهاية هذه الفترة، لذا فإن من أهم الوسائل التي تستطيع أن تقدمها لابنك هي اللغة السليمة، ولايعني ذلك أن تتحدث باللغة الفصحى، ولكن نقصد أن على الوالدين استخدام جميع أشكال وأجزاء اللغة، الصفة والظرف والضمائر والأزمنة المختلفة والعبارات الفرعية كي يستوعبها، ولاتخش استخدام مفردات قد لايفهمها الطفل فسوف يعرفها ويفهم معناها تدريجيا، وهذه هي طريقة التعلم الأصلية، فلا تستهن بقدرة الطفل على فهم المفردات، لأنه يفهم عددا من المفردات أكثر مما يستخدم.

ويمكن أحيانا أن يتعلم الطفل بعض الكلمات الكبيرة، فطفل الرابعة والخامسة يستمتع بتعلم الأسماء الدقيقة للأشياء مثل أنواع الديناصورات وأجزاء السيارة، خصوصا إذا عرف مقصد هذه الأسماء.

ويمر كل الأطفال تقريبا في إحدى مراحل تطور الكلام بفترة تأتأة تنشأ بسبب تفوق التفكير على عدد المفردات، وكما يقول أحد أطفال الثالثة لأمه في قلق: «ليس لدي مفردات كافية تعبر عن أفكاري».

وبغض النظر عن سببها فإن هذه التأتأة الطبيعية تصاحب الطفل من سن السنتين ونصف إلى أن يبلغ الرابعة، ويجب تجاهلها، فهي تختفي دائما مع زيادة مهارة الطفل، ويحذر خبراء الكلام من أن الوالد الذي يلفت انتباه الصغير إلى التردد والفأفأة التأتأة وغيرها من عيوب الكلام قد يثبت هذه الصفة لديه، فالخطر لايكمن فقط في أن تقول له لاتتردد أو تتأتئ، ولكن في أن تقترح عليه أن يتوقف ويفكر أو يأخذ نفسا عميقا قبل الكلام، فهذا يجعل الطفل يفكر في آليات الكلام، مما يزيد من هذه العيوب وتتحول إلى عادة!. وإحدى طرق المساعدة هي الاستماع إلى الطفل بكل اهتمام واحترام، فإن شعر الطفل باهتمامك والاستماع له فلن يتعجل في كلامه، ولن يتخبط في استخدام الأصوات والمقاطع، ويزداد شعوره بالثقة بنفسه والتقدير لذاته، ويقول خبراء علاج النطق إن معظم الأطفال يستمرون في نطق صوت أو اثنين بطريقة خاطئة حتى سن الروضة أو الأول الابتدائي، وطالما كان حديث طفلك واضحاً بعد عامه الرابع فلا داعي للقلق تجاه بعض الأصوات حتى دخوله المدرسة.

ومع بداية إلمام الطفل بآليات اللغة سوف تزداد رغبتك في مساعدته على استخدام هذه الأداة العجيبة، فاللغة ترتبط بالفكر ارتباطا وثيقا، حتى إن بعض العلماء يعتبرون أنهما وجهان لعملة واحدة. وخلال هذه السنوات الغالية في عمر الطفل من 6-3 سنوات يمكنك مساعدته على تعلم استخدام اللغة لتعزيز تفكيره، فحينما تتحدث إلى طفلك شجعه على التخطيط المستقبلي مثل: إذا ساعدتني في غسل الصحون نستطيع أن نقرأ إحدى القصص معا. وكذلك إشراكه في التفكير بالبدائل مثل: هل نعمل الكعك أم تفضل أن نذهب إلى الملعب.

ومما يسهل الحياة على أفراد الأسرة مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره بلغة مفهومة، فإذا أدرك الصغير قدرته على توصيل مشاعره إليك فلن يئن أو يغضب أو يرمي الأشياء من حوله، ويمكنك باستخدام اللغة مساعدته على فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها مثل عبارة «قد تكون غاضبا لأن هذا الطفل الصغير سحب سيارتك الصغيرة، فهو معجب بك ويحاول أن يقلدك، لأنه يريد أن يكبر ويكون مثلك، فهل تساعدني أن أعلمه كي يصبح مثلك؟».

وباستخدام أسلوب اللعب يمكنك أن تعلمه كيف يختار الكلمات الدقيقة لوصف الأشياء والمشاعر المختلفة ومذاق طعام جديد وملمس قماش ما أو شكل زهرة جميلة، فسوف يفرح الطفل إذا أدرك سعادتك بتلك الخيارات ومشاركته في اللعبة.

كتب / المحررة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى