عيد الفضائية اليمنية.. غير!

> «الأيام» أحمد المهندس:

> عيد الفطر المبارك لهذا العام 1429هـ - 2008 لم يكن سعيدا في فضائيات السعيدة (اليمن/ يمانية) فقد كانت المعايدة (السهرة) في القناتين ماسخة وبايخة، ولاتمت للسهرات الفنية التي نعرفها بصلة ونسب.

والسبب.. أنه ولأول مرة في العالم يقدم تلفزيون وطني عبر قناتيه سهرة واحدة لفنانين أو ما يطلق عليهم جزافا هذا الاسم دون سواهم ليقدموا أعمالهم الغنائية الجديدة والقديمة للمستمعين من الساهرين والمحتفلين في العيد وأفراحه.

فقد قدمت الفضائية (يمانية) والفضائية (اليمن) في أول أيام عيد الفطر السعيدة سهرة فنية استضافت فيها الفنانين السعوديين عابد البلادي وحسين رامي، وفنانة صاعدة صغيرة في السن و التجربة اسمها أحلام.

وكانت الطامة الكبرى استضافة المدعو فضل محمد عقلان (الطيب) في سهرة اليمانية كنائب لرئيس الجالية اليمنية في السعودية.

وسبب الطامة و(أم الصبيان) التي حلت على البرنامج بهذه الاستضافة، أن هذا الطيب سبق أن نشرت «الأيام» خبرا بارزا عن الحكم الذي صدر في حقه بالسعودية بعد تلفظه بالسب والشتم على نائب القنصل اليمني، والذي شمل السجن لـ6 أشهر والجلد 120 جلدة على فترتين، ولم ينتظر التنفيذ وهرب عائدا إلى عدن.. إضافة إلى تاريخ (الرجل) المعروف في بلده للقاصي والداني.

فكيف يستضيفه معد ومقدم البرنامج الأستاذ الشاعر عبدالله باكدادة، مدير عام مكتب الثقافة في عدن.. العليم بهذه الأمور من خلال موقعه في برنامج فني وفضائية رسمية.

ويترك له الحبل على الغارب ليتحدث كما يشاء عن الاستثمار في اليمن والفن والجالية اليمنية ودورها.. والتي ليس له فيها ناقة أو جمل بعد طرده منها؟!.

هل يعني ذلك (لا قدر الله) استخفافا بعقلية المشاهدين والمثقفين في اليمن والسعودية والخليج، حيث تشاهد الفضائية والبرنامج.. أم عدم اهتمام بما حدث له والأمر وخطورته وإعطاء الفرصة لمتهم مذنب شرعا بالسب والشتم ليحدثنا عن الفضيلة والفن والاستثمار، وهو بعيد عن كل هذا، وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه.. ولم يكن ما قام به يستحق عليه العقاب والمقاطعة، والدليل استضافة مدير عام الثقافة له في برنامجه العيدي، وكيل المديح له بلا وزن ومقياس؟!.

أما الفنانون الذين تم استضافتهم في مسابقة جديدة في عالم اللقاءات التلفزيونية والسهرات، وأصبحوا بقدرة قادر ضيوفا مفروضين على المشاهدين عبر قناتين فضائيتين في آن واحد باليمن، وقبل ذلك لأكثر من ثلاث مرات كضيوف في التلفزيون اليمني.

فهما من الفنانين غير المعروفين في بلدهم (السعودية)، فالبلادي (عابد) فنان شعبي من الدرجة الرابعة، غير معروف، يغني اللون الخبيتي الذي تشتهر به (الطائف) المصيف الجميل، وصوته أشبه بمن يغني داخل علبة، أو كما يقول إخواننا في عدن (قصعة) مخرومة، وأغانيه برتم ولحن واحد متكرر اللزمة وممل، وليس كالألحان الشعبية التي نعرفها في الطائف والخبيتي لمحدودية ثقافته الفنية.

ولأنه غير مطلوب في السعودية، فقد وجد ضالته ومن يطلبه ويفتح له الأبواب في اليمن بأساليب تسويق مختلفة، عرف كما يبدو مفاتيحها، وأصبح مفروضا على العديد من البرامج والسهرات، وفنانا معروفا في اليمن أكثر مما يعرف في موطنه!.

أما حسين رامي، الذي أعرف أنه بدأ الفن في اليمن (الأصل) منذ سنوات تعدت العشرين عاما، ولم يعرفه ويسمع به أحد هناك.. فوجد نفسه أيضاً بعد أن لبس العقال وانتسب إلى السعودية موطنا لا فنا، وفجأة ظهر وأصبح فنانا يلقبه المذيع المخرج مع وقف العمل بالكبير والقدير، وهو يبتسم بسخاء وسرور.

وأغانيه ليست بعيدة عن الألحان اليمنية وإيقاعاتها الشحرية، المنبع والأساس، وإن لم تصل إلى مستوى الألحان المعروفة جمالا وأنغاما والمستنسخة.

أما الفنانة أمل كعدل، المخضرمة التي غنت للمبدعين الكبار كمحمد مرشد ناجي، وأحمد قاسم، أعذب الألحان وأصدق الكلمات لكبار شعراء عدن واليمن فقد وصل بها الحال تدهورا إلى الغناء (دويتو) مع عابد البلادي أغنية تعيسة أشبه بأغنية أطفال.. وكأنها تغني في صبحية عروس، ولم تحترم تاريخها الفني الطويل، وكتبت كما يبدو نهايتها، رغم أن صوتها أصبح (ماهلوش)!.

والسؤال الذي يفرض نفسه.. أين كان التنسيق بين الفضائيتين بدل تقديم سهرة واحدة لنفس الفنانين ونفس الأغاني والألحان في يوم العيد والزمان؟.

وهل عدمت (عدن) واليمن المدينة والوطن بصفة عامة من الفنانين الكبار أو الصغار أو حتى الواعدين ليمتعونا بأعذب الكلمات والأغاني في العيد من التراث اليمني الأصيل والغني، بدل الثنائي البلادي ورامي؟!.

أم أن هناك أمورا أخرى لانعرفها خلف الكواليس، أخرجت مثل هاتين السهرتين في هذه المناسبة المهمة والتوقيت.

إنها سقطة للفضائيتين والمقدمين للسهرة.. أصحاب المكانة الوظيفية الكبيرة في الثقافة والخبرة في التقديم والإعداد.

ونستحق أن نعرف كمشاهدين ومتابعين الإجابة عن أسئلتنا، وإزالة علامات التعجب من شفاهنا.

ويحتاج الأمر إلى وقفة جادة من المسئولين عن الفضائيتين، حتى لايردد المشاهدون بحزن وألم بعد هذه السهرات، وضياع وقتهم والمناسبة السعيدة بأسلوب الأمثال:

راح العيد والحنا .. وردينا كما كنا!

* أديب وصحفي سعودي - جدة

عضو هيئة الصحفيين السعوديين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى