الموسم الكروي الجديدلن يأتي بجديد وستبقى أزمة النجوم مستمرة! ..اللائحة الجديدة هدفها إرضاء AFCوFIFA والمعايير النظرية لا تصنع بيئة احترافية! .. الانجازات وتحطيم الأرقام تحكمها معادلات معقدة والدعم الحكومي لا يكفي

> «الأيام الرياضي» محمد سعيد سالم :

>
ينطلق الموسم الكروي الجديد (-2008 2009) في نوفمبر القادم وليس هناك جديد يذكر في واقع الأندية واللعبة، إلا ما يتعلق بموضوع لائحة المسابقات الجديدة، التي أخذ اتحاد الكرة موافقة الأندية عليها،رغم الجدل الذي أثير حولها من أكثر من جهة! أو ما يتعلق ببعض القضايا الخاصة بالأندية ذاتها.

ومشكلة الكرة اليمنية، لا تقف عند حدود اتحاد الكرة وحده، ولكنها مشكلة الرياضة بصورة عامة، التي تشكل الأندية أهم حلقاتها ومفاصلها، ومن هذه الحلقة، يمكن أن تعرف تفاصيل ومسؤوليات أخرى عديدة!!

موسم لتبرئة الذمة

أولاً: ينبغي التأكيد على أن الموسم الكروي الجديد سينطلق، وستكون نهايته مثل بدايته، مجرد مباريات تتم ضمن برنامج الاتحاد، لا تقدم ولا تؤخر! ولا يرجى منها أي تطور حقيقي لواقع اللعبة على مستوى الداخل والخارج، وهي مجرد تحصيل حاصل، لتبرئة الذمة وإسقاط الواجب عن الاتحاد مثل كل عام!!

الاتحاد..ومحاولات إيجابية

وهنا، لابد من الإنصاف، بأن الاتحاد قد تحرك إيجاباً في قضية إعداد لائحة المسابقات للموسم الجديد، وفي وقت مبكر، ووضعها في متناول الأندية والمحافظات، لاستكمال النظر والمراجعة بشأنها وإثرائها، ثم أجرى اجتماعاً بمندوبي الأندية لإقرار اللائحة، واعتمادها للموسم الجديد.

كما أن الاتحاد، اجتهد في العمل على (تلبية) مطالب الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم بشأن العمل بالمعايير الاحترافية، المطلوب (تفعيلها) في الدول الأعضاء المتخلفة عن واجبات تطوير اللعبة، وخاصة في القارة الآسيوية، ووضع في اللائحة الجديدة بعض الشروط والمعايير (ذات طابع احترافي)!!

الأندية لا تقدر

أراد اتحاد الكرة مجاراة التسريع والتفعيل الجارية في دول المنطقة، والدول الأعضاء في القارة الآسيوية، وقبلت الأندية بما لا تقوى عليه، ولا تملك مقوماته، بما في ذلك النادي (الأنموذج) نادي الصقر بتعز ، والنادي البطل(حامل لقبي الدوري والكأس للموسم المنصرم الهلال بالحديدة، أو الأندية العريقة والكبرى، التي حملت الكثير من الألقاب، مثل: أهلى صنعاء، والتلال، وشعب إب، ووحدة صنعاء الذي يتجرع المرارة في دوري المظاليم).

لا جديد في الموسم

الموسم الجديد لن يأتي بجديد!! وربما أيضاً - على صعيد الألقاب، والنجوم! لأن الأندية في الأساس، لا يمكن (إقامة) المعايير الاحترافية التي يريدها AFC وFIFA عليها! حتى هذا لم يحدث في دول أعضاء في الاتحاد الآسيوي، على قدر كبير من الإمكانات والمكونات الاحترافية، على مستوى الأندية، أو على مستوى اتحادات كرة القدم، عدا سبع دول اعترف لها AFCبذلك، وهي:(من شرق آسيا) اليابان، استراليا كوريا الجنوبية، والصين. ومن (غرب آسيا) السعودية، الإمارات، وإيران.

هدف الاتحاد من اللائحة

المهم فيما يحدث بشأن الموسم الكروي الجديد، أن الاتحاد يريد من اللائحة الجديدة التأكيد للاتحادين الآسيوي والدولي، بأنه متجاوب مع تشريعاتهما وسياسات تطوير اللعبة على مستوى الاتحادات الأعضاء، ومع ذلك سيبقى الوضع على ماهو عليه (لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) والتغيير المطلوب هنا كبير وكبير جداً!!

أهلية الأندية مفقودة

إن المعايير الاحترافية لا يمكن تطبيقها على الأندية في بلادنا، لأنها فاقدة للأهلية!! ولا تملك الحد الأدنى من مقومات الاحتراف! وما يحدث عندنا في (عمليات صورية) للتعاقد مع لاعبين، أو اعتماد نصوص نظرية في اللوائح، لايمكن أن يؤدي إلى أي صيغة لها علاقة باحتراف، يُحدث تطوراً في واقع اللعبة!

.فالأندية الرياضية نشأت تاريخياً على قاعدة (الهواية)، وطوال نشأة الأندية التي بدأت عام 1905م بنواة التلال بعدن، إلى اليوم، عاشت على (الرضاعة) من ثدي الدولة، وما كان يصلها من مصادر أخرى،لايخرج عن كونه (معونات) وقتية، و(صدقات) ظرفية، لاعلاقة لها بالقواعد والأسس الاحترافية الحقيقية، وسأقول لكم:لماذا؟!

مشكلات الأندية

الأندية الرياضية في الأساس، غير منظمة على تشريعات احترافية نوعية، بل أن منظومة التشريعات القائمة ، هي مزيج من توجهات حكومية، بحكم الدعم شبه الكامل التي تقدمه الدولة والحكومة للعمل الشبابي والرياضي، في الداخل والخارج، مع توجهات الهيئات والمنظمات الرياضية الدولية، التي ترى في الأطر الرياضية عبارة عن (منظمات أهلية) .

الأندية الرياضية، لا تملك المنشآت الرياضية التي تسمح- ولو تدريجياً- بانتقالها إلى مؤسسات رياضية (تجارية - تسويقية) مستقلة.

الأندية الرياضية، تعاني من مشكلات عدم الاستقرار التنظيمي! فالإدارات تتغير باستمرار، ولا تعمل الأندية من خلال جمعيات عمومية فاعلة ومؤثرة، ولا تحصل على عائدات مالية من (العضوية) لعدم وجود نشاط للعضوية وللجمعية العمومية.

الأندية الرياضية(الكبيرة والصغيرة)مثل بعضها، من حيث الأوضاع والمستوى الرياضي العام في الألعاب، وهذا ليس من علامات (البيئة الاحترافية).

معظم العاملين في الأندية الرياضية الأهلية، من غير الكفاءآت والاختصاصيين، وعدم وجود مقومات احترافية في النظم وفي البيئة الرياضية، يعوق أي محاولة للتقدم باتجاه العمل بأي معايير احترافية!! وغير ذلك.. كثير!!

معاناة اتحاد الكرة

نفس المشكلة، يعاني منها اتحاد كرة القدم، فرغم أن قيادة وإدارة الاتحاد جاءت ضمن (القواعد الانتخابية الاحترافية)المعتمدة في FIFAوAFC، بعد (أحداث تاريخية، واحتقانات غير مسبوقة) في مسيرة اللعبة، بسبب(تدويل) أزمة الاتحاد على خلفية (صراعات وتجاذبات) من زمن الاتحاد الذي رأسه الأستاذ محمد القاضي، مروراً بالاتحاد المؤقت الذي رأسه الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر، وكانت المواجهة حينها مع وزارة الشباب والرياضة والوزير الأكوع، حتى جاء الاتحاد الحالي بقيادة الشيخ أحمد صالح العيسي، في صورة (الديمقراطية) القائمة على تشريعات ولوائح الاتحاد الدولي FIFA، وباشرافه مع الاتحاد الآسيوي AFC، وموافقة ودعم الوزارة واللجنة الأولمبية.

دعم حكومي كبير..ولكن

لكن هذه(الولادة) بالملامح التنظيمية الاحترافية، جاءت على واقعنا الذي ليس به أي قواعد تنظيمية احترافية، ولا حتى (مكونات البيئة الاحترافية) للرياضة، وقد أوضحت واقع الأندية في هذا المعنى، وهو نفس واقع اتحاد الكرة، الذي يعمل به الآن. وأثق - أيضاً- أن هذا الواقع هو نفسه واقع الاتحادات الرياضية كلها، التي تعيش على دعم الوزارة وصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، وهو دعم - مهما تعاظم- لايلبي الحاجة إلى إيجاد (بيئة احترافية) للرياضة في بلادنا!!

رغم أن وزارة الشباب والرياضة بقيادة الوزير حمود عباد، تمنح لعبة كرة القدم في العام الواحد، ما يزيد عن ثلث عائدات صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة (أكثر من مليار ريال)، مع ما يتردد عن الدعم المقدم من وزارة المالية، والتسويق لمباريات الموسم الكروي ومباريات المنتخبات الوطنية، ودعم رئيس الاتحاد العيسي.

إلا أن نتيجة كل ذلك، واقع متواضع للعبة كرة القدم، لايرقى إلى ما كان عليه مستوى اللعبة في سنوات سابقة!!

والمشكلة، هي نفس مشكلة الأندية، من حيث غياب شروط الأداء الاحترافي: تنظيمياً، إدارياً، مالياً،تسويقياً، قانونياً، وفنياً، كما يريدها بلاتر وبن همام؟.

لا أعضاء، ولا جمعيات عمومية

وإذا كانت هذه هي مشكلة الأندية والاتحادات في العمل بأي معايير احترافية، فهناك مشكلات - أيضاً - في الواقع الاعتيادي القائم اليوم على المعايير الأهلية السائدة تحت مظلة الدعم الحكومي.فالأندية والاتحادات في حالة (إخفاق مستمر) في (احترام) حقوق الجمعيات العمومية، بل إن كثيرا منها لايملك سجلات للأعضاء والمنتسبين إليه، ولا نسمع أو نقرأ عن نشاط لجمعية عمومية إلا فيما ندر، ولعل نادي الصقر الرياضي الثقافي الأكثر تميزاً في هذا الجانب!.

نحن والمنافسون في الخارج

إن الواقع المنظور أمامنا للأندية والاتحادات، هو سبب الجدل الكبير الذي يصاحب مشاركة الألعاب والرياضيين في الدورات الأولمبية، أو القارية أو العربية، التي يطالب أكثرنا بأن تكون نتائجها (عالية)، وهي مطالب لا يمكن أن تتحقق إلا بمعايير ومنطلقات احترافية، لأن المنافسين هم في الغالب لديهم (بيئة رياضية احترافية) أفضل مما لدينا!!.

صناعة البطل.. وتحطيم الأرقام

ولذلك،يقتضي الواجب الأخلاقي، والمنطلق الوطني الصادق، لدى كل واحد منا، أن يقول كلمته في شأن البحث عن (إنجازات رياضية كبرى)!!

فدعم الدولة والحكومة والوزارة المتاح للأندية والاتحادات، تنامى على مر السنوات، وقد وصل إلى أعلى مستوى له في الوقت الراهن!!

ولكن صناعة البطل، وتحطيم الأرقام القياسية، وانتزاع ألقاب حقيقية في ملاعب كرة القدم والألعاب الأخرى، تحتاج إلى أشكال ومعادلات أخرى في الممارسة الرياضية،الباحثة عن (بيئة احترافية) تواكب ما يجري من تطورات في (المجتمع الرياضي الدولي).ولو قرأتم- أيها الأعزاء - هذا الموضوع مرة أخرى، فسوف تستنتجون (تكوين المعادلة) المطلوبة لإعلان خطوة البداية على طريق طويل وشاق، من أجل خلق (بيئة حقيقية للاحتراف) في عالم الرياضة!.

خليجي 20، والبداية

الأمر له أهمية كبرى، في عالم لم يعد يعترف بالحدود ويصوغ تشريعاته على قاعدة أن الأرض (قرية صغيرة)! وعلينا أن نقرر - من الآن- أين نريد أن يكون ترتيبنا في القائمة؟!وسبق أن كتبت:(أن خليجي 20،يمكن أن يكون مدخلاً لذلك)! وللأسف ليس هناك ما يدل على شيء!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى