الجيش ينتشر في شوارع بانكوك بعد اشتباكات

> بانكوك «الأيام» براتشا هاريراكسابيتاك :

>
نشر الجيش التايلاندي القوات في شوارع بانكوك أمس الثلاثاء للحفاظ على النظام بعد يوم من الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين مناهضين للحكومة والتي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 380 آخرين.

وقالت الشرطة إن رجلا قتل في انفجار سيارة ملغومة بالقرب من البرلمان حيث اشتبك محتجون يخوضون حملة منذ أربعة شهور للإطاحة بالحكومة مع شرطة مكافحة الشغب وسط سحب من الغاز المسيل للدموع.

وقال أنوبونج باوتشيندا قائد الجيش إن الشرطة طلبت المساعدة ونفى شائعات عن أن الجيش يدبر لانقلاب بعد مرور عامين على إطاحة الجيش برئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا في محاولة انقلاب غير دامية.

وقال للصحفيين "الناس لا يجب أن ينزعجوا. الجنود لن يبدأوا انقلابا لأن ذلك لن يكون في صالح البلاد."

وبدأت الاشتباكات بعد الفجر بعدما فتحت الشرطة طريقا وسط نحو خمسة آلاف محتج من التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية الذين يحاصرون البرلمان منذ يوم أمس الأول في محاولة لمنع الوزراء من حضور الجلسة الافتتاحية.

وقال مسؤولو صحة إنه بحلول الليل بلغ عدد المصابين 381 شخصا من بينهم 48 شخصا إصاباتهم خطيرة وإن امرأة توفيت إثر أسوأ أعمال عنف في الشارع منذ اشتباكات بين الجيش ونشطاء مؤيدين للديمقراطية في عام 1992.

وأصيب اثنان من رجال الشرطة بالرصاص بينما طعن شرطي آخر أثناء الاضطرابات التي وقعت أساسا في المنطقة الإدارية في بانكوك ولم تمتد لمناطق سياحية أخرى.

واستقال شافاليت يونجشايود نائب رئيس الوزراء وأكبر مفاوضي الحكومة مع التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية بعدما قال إن الشرطة لم تستجب لأوامره بضبط النفس.

وقال في خطاب استقالته "لأن هذه الخطوة لم تحقق ما خططت له أريد أن أتحمل المسؤولية عن هذه العملية."

وبانتشار الجنود في الشوارع بدأ التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية وهو ائتلاف خارج البرلمان يضم رجال أعمال وأكاديميين ونشطاء الانسحاب إلى مجمع مقر الحكومة الذين يحتلونه منذ أواخر أغسطس آب الماضي.

ويتهم التحالف رئيس الوزراء الجديد سومتشاي وونجساوات بأنه ممثل سياسي لصهره الملياردير تاكسين الذي فر إلى بريطانيا في أغسطس آب لتفادي مزاعم كسب غير مشروع.

ويرى أن تاكسين أضعف الديمقراطية في تايلاند هو وحلفاءه الذين فازوا بسهولة في الانتخابات الثلاث الأخيرة ويدعون إلى "سياسة جديدة" تتضمن نسبة لأعضاء البرلمان المنتخبين.

وقال أنتشالي بيريراك زعيم التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية " أطيحوا بنظام تاكسين.. معا نفوز أو نخسر. سنعلم ما سيحدث اليوم. نحن لا نستسلم."

ورغم قطع التيار الكهربائي عن مبنى البرلمان فشل التحالف في منع سومتشاي من إلقاء كلمته أمام البرلمان. ودعا للمصالحة الوطنية لانهاء أزمة مستمرة منذ ثلاثة أعوام في البلاد تضع تاكسين وقاعدته الريفية في مواجهة المؤسسة الملكية والجيش التي يعتقد أنها تؤيد التحالف من أجل الديمقراطية.

وقال سومتشاي "هذه الحكومة مصممة على التعامل مع المشكلات الاقتصادية والاستماع لكل الأطراف للعثور على حل لإنهاء الأزمة."

وخرج من البرلمان عبر بوابة خلفية وتوجه بسيارة إلى طائرة هليكوبتر في انتظاره نقلته خارج مجمع البرلمان المحاصر.

ويقول محللون إن عدم الاستقرار أضر بثقة المستثمرين وصرف أنظار صانعي السياسة في وقت كان يجب عليهم أن يركزوا على تباطؤ النمو الاقتصادي والآثار المترتبة على أزمة الائتمان العالمية.

وقال تجار إن عملة تايلاند تراجعت أمام الدولار وتراجعت البورصة مرجعين ذلك للاضطرابات رغم أن أزمة الائتمان العالمية كانت عاملا رئيسيا في الحالتين.

وأدت أعمال عنف مماثلة في الشهر الماضي بعد مقتل رجل إلى إعلان حالة طوارئ في بانكوك لمدة أسبوعين. ولكن الجيش رفض فرضها وتم التراجع عن الإجراء بعد أن أدى إلى تراجع السياحة,وقال سومتشاي إنه لا يفكر في إصدار مرسوم آخر.

وحاول سومتشاي فتح حوار مع التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية لكن لم تبدأ أي محادثات حقيقية ولا يوجد احتمال يذكر لأن ينهي التحالف احتلاله لمقر رئيس الوزراء مما يجبر سومتشاي على إدارة شؤون البلاد من مطار قلما يستخدم.

ويقول التحالف إنه يتحرك لحماية الملكية والملك بوميبون ادولياديج الذي يتمتع بمكانة خاصة لدى كثير من التايلانديين في مواجهة معسكر تاكسين الذي يسعى إلى تحويل تايلاند إلى جمهورية. وهو اتهام ينفيه تاكسين.

(شارك في التغطية نوبورن وونج أنان وإد كروبلي وادريس لطيف) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى