زوجات اللاعبين..نعمة أم نقمة ؟

> عواصم «الأيام الرياضي» وكالات:

>
الإنجليزي ديفيد بيكهام وزوجته فكتوريا
الإنجليزي ديفيد بيكهام وزوجته فكتوريا
نجحت رياضة كرة القدم في تكوين عالمها الخاص المستقل بأفراده وسياسته واقتصاده، وفي ظل هذا التوسّع الهائل، والأرباح الخيالية التي تدرها هذه الرياضة توجّهت العديد من العناصر المختلفة إلى شقّ طريقها لتحجز لها مكاناً في هذا الكيان وتسعى جاهدة لفرض نفوذها وتأثيرها في معظم جوانب اللعبة من انتقالات وقرارات المدربين واللاعبين.

ودون أدنى شك، استطاعت الكثير من هذه العناصر الوصول إلى مبتغاها وفرضت نفسها كأحد أبرز العوامل المؤثرة في صنع القرار في هذه الرياضة، لكن لم يكن لأحدٍ أن يتفوّق في ذلك على زوجات اللاعبين وصديقاتهم، اللواتي بات لهن دور مفصلي ومؤثر للغاية في مسيرة أزواجهن الكروية، من شأنه أن يحدّد مستقبله أو وجهته المقبلة، أو حتى تمنحه هي نفسها الشهرة الإعلامية، التي لم يكن ليحصل عليها لمجرد كونه لاعب كرة قدم.

اعتادت المرأة أن تكون دوماً محور الاهتمام في شتى المجالات، ولم تكن كرة القدم لتغيّر هذه القاعدة، إذ لم تكتفِ زوجات اللاعبين وصديقاتهم بتقديم التشجيع والمساندة أو حتى المشورة لزوجها، بل امتد دورها لتؤثّر بشكلٍ ملفت للغاية في جوانب متعددة من مسيرته كلاعب، سواء كان هذا التأثير سلبياً أم إيجابياً، وكم سمعنا وتابعنا الانخفاض المفاجئ في مستوى لاعبٍ متميز أو رغبة ملحّة من أحد أبرز نجوم الكرة في مغادرة ناديه الحالي، والتي يتبين فيما بعد أن شريكته كانت الدافع المباشر وراء هذا السبب أو ذاك.

الهولندي فان دير فارت وزوجته سيلفي مايز
الهولندي فان دير فارت وزوجته سيلفي مايز
عند الحديث عن هذا الموضوع، لا بد من ذكر النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي يعدُّ الرائد في هذا المجال إن صح التعبير، فلا أحد يستطيع أن ينكر الموهبة الكروية التي يتمتع بها، خصوصاً في تنفيذ الركلات الحرة المتقنة، لكنّ الحقيقة تشير إلى أن هذه الشهرة اللامتناهية التي يحظى بها اللاعب الوسيم لم يكن ليحصل عليها لولا ارتباطه بفيكتوريا آدامز نجمة فريق «سبايس غيرلز» الغنائي، صاحب الشعبية الكبيرة في العالم آنذاك.

والذي بات من خلاله أحد أكثر الشخصيات المعروفة في انجلترا والعالم على حد سواء، على الرغم من أنه - في ذلك الوقت- لا يزال لاعباً صاعداً في صفوف نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، في الوقت الذي لم يتمكن فيه نخبة من أفضل لاعبي كرة القدم في تلك الفترة من الحصول ولو على نصف الشهرة التي حظي بها بيكهام رغم المستويات الفنية العالية التي يتمتعون بها.

خروج بيكهام من مانشستر يونايتد جاء كما هو معروف؛ نتيجة تدهور علاقته مع المدير الفني للفريق السير أليكس فيرغسون، وكما قلنا دائماً أن دوراً خفياً للزوجة عادة ما يدور في كواليس معظم هذه المشاكل، إذ اتضح أن فيكتوريا ألحت على زوجها ترك مانشستر؛ لانزعاجها من تصريحات فيرغسون التي دعا من خلالها بيكهام إلى التوقف عن مصاحبة زوجته في كافة سهراتها وارتباطاتها الاجتماعية.

الإيطالي باولو مالديني وزوجته
الإيطالي باولو مالديني وزوجته
وأن يبدأ التصرف كلاعب كرة قدم محترف فحسب، ونتيجة لذلك جاء انتقال بيكهام المدوي إلى نادي ريال مدريد الإسباني، حيث أمضى أربعة مواسم قبل أن يقرّر بشكل مفاجئ التوجّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعب في صفوف نادي لوس أنجيلوس غالاكسي في الوقت الذي لا يبدو أن مسيرته الكروية هي المستفيدة من هذا الانتقال بقدر حياة زوجته الاجتماعية التي اكتسبت من خلالها مكانة متقدّمة بين نخبة مشاهير هوليود.

ارتباط اللاعب من شأنه أن يحمل تأثيراً إيجابياً، هذا ما تنبهت له إدارة نادي ريال مدريد الإسباني منذ وقت طويل، حين بدأ قائد الفريق راؤول غونزاليس بفرض نفسه كنجمٍ بين جماهير النادي، في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام الإسبانية تتناقل بشكلٍ واسع الحياة الشخصية للاعب، والتي كانت تتفاوت بين سهراته الكثيرة وعلاقاته العاطفية؛ الأمر الذي لم يعجب المسؤولين في النادي الملكي الذين كانوا يرون فيه القائد الجديد للفريق، وتداولت وسائل الإعلام قيام النادي بالضغط على اللاعب للارتباط حيث أعلن راؤول في وقت قصير زواجه من عارضة الأزياء الإسبانية مامين سانز عام 1999م في سنٍ مبكر للغاية إذ لم يتجاوز 22 عاماً.

وبالفعل تحوّل راؤول بارتباطه إلى القائد الذي طالما سعت إليه إدارة ريال مدريد، فأصبح الهدّاف المطلق للفريق، وحظي بجماهيرية وشعبية واحترام لدى أنصار النادي في مدريد وإسبانيا بشكلٍ عام، بفضل شخصيته الأكثر وقاراً ومسؤولية، إلا أن الأمور لم تبقَ على حالها ولم يلبث راؤول أن افتقد بشكلٍ مفاجئٍ وملحوظ إلى مستواه المعهود وحسّه التهديفي الأمر الذي ترافق مع تناقل وسائل الإعلام المحلية بشكلٍ موسع شائعات حول تعرّضه للخيانة من قبل زوجته.

الفرنسي فرانك ريبيري وزوجته
الفرنسي فرانك ريبيري وزوجته
الأمثلة في هذا السياق بالتحديد كثيرة جداً، والتي كان أحدثها الجدل الواسع الذي أثير حول صديقة البرتغالي كريستيانو رونالدو السابقة نيريدا غاياردو؛ بسبب علاقتها العاطفية مع مدافع نادي ريال مدريد الإسباني سيرخيو راموس، الذي أشيع أنه قد يكون أحد الأسباب التي دفعت رونالدو للتخلي عن رغبته في الانضمام إلى النادي الإسباني بعد أشهر عديدة من التصريحات والمفاوضات.

كما نتذكر جميعاً مطالبة البرازيلي رونالدو عام 2002م الملحّة بمغادرة ناديه آنذاك إنتر ميلان، وانتقاله إلى ريال مدريد الإسباني، ولم يلبث بعد فترة قصيرة أن أعلن انفصاله عن زوجته ووالدة ابنه الوحيد ميلاني دومينغيز، حيث اتضح أنها كانت على علاقة عاطفية سرية مع زميله الهولندي في الفريق آنذاك كلارنس سيدورف الأمر الذي دفعه لطلب مغادرة النادي الإيطالي.

وكذلك مسيرة المهاجم الأوكراني أندريه شيفشينكو الكروية وصلت إلى ذروتها خلال فترة لعبه في صفوف نادي ميلان الإيطالي، التي استمرت حوالي سبعة أعوام سجّل خلالها 172 هدفاً في 208 مباريات لعبها، وسرعان ما بدأت نجوميته تتراجع بصورة لافتة بعد انتقاله إلى نادي تشيلسي الانجليزي.

حيث أكّد اللاعب نفسه أن قراره بهذا الانتقال جاء لأسباب شخصية بالدرجة الأولى ذلك أن زوجته عارضة الأزياء الأمريكية كريستين بازيك أرادت الاستقرار في العاصمة البريطانية لندن حين كانت تنتظر إنجاب طفلهما الثاني وكذلك رغبتها بأن يتمكن زوجها من تعلّم اللغة الإنجليزية.

الألماني كلوزه وزوجته
الألماني كلوزه وزوجته
بدورها باتت البطولات الكبرى مثل كأس العالم وأمم أوروبا على وجه الخصوص، فرصة مواتية أمام وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات لزيادة مبيعاتها من خلال نشر تقارير وأخبار وصور حول أدق تفاصيل تحركات اللاعبين وزوجاتهم أو صديقاتهم اللاتي غالباً ما يكنَّ عارضات أزياء أو ملكات جمال، محاولة استغلال تجمّع عددٍ كبير منهم في مكان واحد، أضف إلى ذلك تعطش جماهير رياضة كرة القدم الهائلة والمتزايدة إلى مثل هذا النوع من الأخبار التي تدخل في تفاصيل الحياة الشخصية للاعبيهم المفضلين.

وكم قرأنا وسمعنا في مثل هذه الأحداث أنباء تتحدّث عن اختيار زوجة هذا اللاعب أو صديقة ذاك اللاعب كأجمل جميلات زوجات اللاعبين، من خلال استفتاءات خاصة تعدّها هذه الصحف والمجلات لجذب انتباه الجماهير في إطار سعيها الاستفادة من كرة القدم التي أصبحت سلعة تجارية مربحة في مختلف جوانبها.

وكان تقديم الهولندي رافائيل فان دير فارت مؤخراً كلاعبٍ جديد في صفوف ريال مدريد، شاهداً حياً على هذا الكلام، حيث تركّزت معظم كاميرات وسائل الإعلام على التقاط صور سيلفي مايز زوجة فان دير فارت، وهي ممثلة ومقدّمة برامج هولندية مشهورة، حيث سرقت الأضواء من زوجها بمجرّد نزولها إلى أرض ملعب سانتياغو بيرنابيو.

كغيرها من القضايا ينطوي هذا الموضوع على إيجابيات وسلبيات لكن في ضوء تحولها إلى ظاهرة متفشية بشكلٍ ملفت في أوساط رياضة كرة القدم فإن الأمر بات يستوجّب التنبه لتفادي أي نوعٍ كان من التأثير السلبي على اللعبة الأكثر شعبية في العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى