> اسنسيون «الأيام الرياضي» وكالات:

بعد 8 مباريات من أصل 18 بين دول أميركا الجنوبية للتأهل إلى نهائي كأس العالم، يجلس منتخب باراغواي بكل راحة في مركز الصدارة، متفوقاً على أقرب منافسيه بأربع نقاط، وهو في طريقه إلى نهائيات المونديال للمرة الرابعة على التوالي، ويعتبر هذا إنجازاً رائعاً لبلد ساحر الجمال ويمتاز بهدوء شعبه.

من 10 بلدان في القارة تعداد سكان باراغواي هو الأقل، وبوليفيا الدولة الوحيدة التي تتقدمها بالنسبة إلى الفقر الموجود في القارة.

وعلى رغم ذلك فإن باراغواي تستطيع أن تتفوق على بلد مجنون بكرة القدم مثل كولومبيا الذي تعداد سكانه أكبر منه بحوالي ثمانية أضعاف.

وتعتمد لعبة كرة القدم في هذا البلد دائماً على الروح القتالية، وتظهر اللعبة الحماسة الشديدة في الجماهير الذي يشده برباط اجتماعي طبيعي لبناء منتخب كروي جيد تخشى منه منتخبات البلدان الأخرى لقوة تحمله.

مع ذلك، وكما هي الحال دائماً، اعتمد تقدم باراغواي في السنوات الأخيرة على إضافة أشياء أخرى إلى هذا المزيج.

أسلوب تنمية قدرات الشباب ودعمهم كان جيدا جداً، مع لاعبين يتأهلون من منتخب الشباب تحت 20 سنة إلى الفريق الرئيسي، بالإضافة إلى أن الدوري المحلي أصبح أكثر قدرة على التنافس بعدما تم خفض عدد الأندية في دوري الدرجة الأولى، في حين المشاركة في بطولة «كوبا أميركا» لعام 1999 أدت إلى تغيير طفيف في اللا مركزية اللعبة،حيث أن معظم الأندية الكبيرة بدأت تتمركز خارج محيط العاصمة أسونسيون. أما في الحملة الحالية فقد استفادت باراغواي من وجود مدرب أجنبي حريص على تنفيذ أفكار جديدة.

إذ أدخل المدرب الجديد الأرجنتيني جيراردو مارتينو أسلوب الطموح في الهجوم ليتماشى مع المرونة المألوفة للاعبي المنتخب. وفي البداية حاول إجراء التغييرات بسرعة، وكانت مفاجئة وخاطئة، بسبب أنه درب أندية كبيرة في البلاد، وكان ينبغي عليه أن يعرف ما يمكن أن يتوقعه.

أسلوبه كان يعتمد على أن يلعب لاعبو باراغواي في منطقة الفريق المنافس في معظم الأوقات لفرض أنفسهم على المباراة. وفي أول مباراة له في نهائيات بطولة «كوبا أميركا» العام الماضي باراغواي سحقت كولومبيا بخمسة أهداف نظيفة، وعلى رغم ذلك لم يكن مارتينو سعيداً..لقد كان انتصارا في الهجوم المضاد وليس على الإطلاق النهج التكتيكي الذي كان يبحث عنه.

والمشكلة تفاقمت وأصبحت واضحة عندما طرد الحكم حارس مرمى باراغواي في بداية المباراة أمام المكسيك في مرحلة الربع النهائي. المدافعون الثلاثة وقعوا في شرك بين تنفيذ رغبة مارتينو بالاندفاع إلى الأمام وإرسال كرات عالية إلى منطقة جزاء المكسيك، وبين رغبتهم في الدفاع عن منطقة مرماهم، وبدأت المكسيك بالرقص بسبب هذا الارتباك لتفوز 6/صفر..هذه الهزيمة أدت إلى أن يكون مارتينو أكثر واقعية..وعاد إلى أسلوب وضع 4 لاعبين في خط الدفاع، وجعلهم أكثر تأثيراً بسبب منحهم حرية الحركة.

ففي مباريات الذهاب القوية كان يطلب منهم البقاء في الخلف للتغطية، أما في مباريات الإياب فإنهم كانوا يهاجمون بشراسة ويدعمون خط الهجوم بتمريرات طويلة.

وكان له خط وسط باستطاعته أن يغطي المنطقة بنجاح ويحد من تحركات اللاعبين المنافسين أو دعم المهاجمين حسب مقتضيات الحال.

وخلافاً لبعض من الذين سبقوه، فإن مارتينو يعتمد على مجموعة من مهاجمين موهوبين ومغامرين. و«الأمير» من بين هؤلاء هو، بطبيعة الحال، روكي سانتا كروز (لاعب بلاكبيرن الانجليزي) الذي ساعد في تسجيل الهدفين اللذين فازت بهما باراغواي على فنزويلا في المرحلة الثامنة من تصفيات أميركا الجنوبية لنهائيات كأس العالم.

ولعله من المدهش حقاً أن الأندية الانجليزية في الدوري الممتاز لم تتبع بلاكبيرن في شراء لاعبين من باراغواي، ولكن هذا جلب انتباه أندية الدوري المكسيكي، إذ أن 9 من لاعبي المنتخب الذي يشاركون في التصفيات الأخيرة لكأس العالم، يلعبون في أندية مكسيكية وبعض من الباقين قد انضموا إلى هذه الأندية لفترات متفاوتة.

ومن الناحية النظرية، قد يتبادر إلى الذهن لاعب واحد قد يتناسب في اللعب مع الأندية الانجليزية وهو لاعب خط الوسط كريستيان ريفيرو الذي يلعب حالياً لنادي كروز أزول.

ففي مباراة الذهاب أمام الأرجنتين وبغياب لاعب خط الوسط الرئيسي، قام بأداء جيد عندما حد من تحركات خوان ريكيلمي.

وبعدها بثلاثة أيام في مباراة الإياب أمام فنزويلا دعم خط الهجوم وسجل هدفه الثالث في تصفيات هذه البطولة والسابع في 33 مباراة دولية لعبها لبلاده.

مع المزيج من روح المحارب والموهبة والبراعة فإن ريفيرو هو رمز المدرب مارتينو في منتخب باراغواي، وهو لا يفكر بالنظر إلى ملاعب أندية الدوري الممتاز الانجليزي.

يذكر أن باراغواي تتصدر مجموعة أميركا الجنوبية بـ17 نقطة من 8 مباريات ويليها كل من البرازيل والأرجنتين وتشيلي على التوالي ولكل منهم 13 نقطة.

علماً بأن المنتخبات الأربع الأوائل ستصل إلى نهائيات مونديال افريقيا الجنوبية 2010، أما الحاصل على المركز الخامس فسيواجه الرابع من مجموعة شمال ووسط أميركا في مباراتي ذهاب وإياب والفائز منهما سيصل إلى نهائيات هذه البطولة.

وسيستضيف منتخب باراغواي منتخب كولومبيا في المباراة التاسعة في 11 الشهر الجاري بينما سيسافر البرازيل إلى فنزويلا ويحل منتخب أروغواي ضيفاً على الأرجنتين.