> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

البنك الأهلي  أنقذ النهائي بكأس البطولة
البنك الأهلي أنقذ النهائي بكأس البطولة
سندان الإنارة.. لا أتحامل على أحد، ولا أنكر أي دور مهما صغر، ولا أبخس أحدا جهده وعطاءه مهما قل، ولكنها الحقيقة المجردة والساطعة التي برزت على أرض الواقع، وبما يشبه إجماع آراء الرياضيين في عدن التي تمثلت وتجسدت في أن مسابقة كأس الفقيد المريسي الرمضانية لهذا العام والتي ينظمها الإتحاد اليمني لكرة القدم فرع عدن كانت الأضعف فنيا وتنظيميا والأقل جماهيرية، ولذلك أسبابه المتباينة والمتعددة، حيث إن إقامة هذه المسابقة كان أشبه بالاستحالة، وان إقامتها في الأخير جاءت من خلال عملية قيصرية تمت في ظروف عسيرة وعبر مخاض عصيب، وإن أبرز الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك عدم الجدية في متابعة قضية إنارة ملعب الشهيد الحبيشي في كريتر من قبل الجميع وفي وقت مبكر، الأمر الذي جعل الوقت يمر هباءً منثورا ودون استفادة حقيقية منه في معالجة وإصلاح حال الإنارة المزمنة ليفاجأ الجميع بأن شهر رمضان على الأبواب، ولم يعد في الوقت فسحة زمنية مناسبة للقيام بإصلاح وإعادة تأهيل الإنارة وإعادة قدرتها على التشغيل والاستخدام الجيد في الوقت المناسب، ليسود التخبط والاتكالية، ويلوح في الأفق السؤال الحائر الذي يواجهنا كل عام:هل ستقام مسابقة كأس الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية .. أم تدخل هذه المسابقة في دائرة الصيام الكروي في هذا الشهر الفضيل؟!.

مطرقة الدعم

وبعد أن وصلت الأمور إلى نقطة اللا عودة، كان الحل هو الانتقال المؤقت لمنافسات مسابقة المريسي إلى ستاد 22 مايو الدولي بعدن في ظل وجود بصيص أمل في إعادة إصلاح حال إنارة ملعب الشهيد الحبيشي في كريتر، وذلك انطلاقا من قاعدة «ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل» ، وثاني الأسباب تمحور حول رحلة البحث المضني عن الدعم، وكان لتأخر عملية التواصل أثره السلبي في ذلك، كما أن ترك ملف المسابقة عند بوابة هذه المؤسسة أو تلك دون متابعة حقيقية وجادة ومتواصلة يعد قمة الاتكالية، وهكذا وجد اتحاد الكرة بعدن نفسه في ورطة حقيقية في التعامل مع توفير الدعم اللازم لتسيير هذه المسابقة، وظل في وضع ترقب لوصول واستلام الدعم من دقيق السنابل، وكان أقرب ما يكون إلى وصول (شحن غوار)، حيث مرت الأيام سريعة واقترب موعد انطلاق مسابقة الفقيد المريسي الرمضانية، بل مضت بعض وقائع مبارياتها و(شحن السنابل) أقصد (دعم السنابل)! لم يصل إلى محطة الحصاد، ليصطدم اتحاد الكرة في عدن بإشكالية جديدة تمثلت في عدم استلام الدعم، بل وتنصل دقيق السنابل عن تقديم الدعم لهذه المسابقة.

ملعب 22 مايو استفاد منه اللاعبون وخسرت الجماهير
ملعب 22 مايو استفاد منه اللاعبون وخسرت الجماهير
ولجأ اتحاد الكرة في عدن إلى الاستعانة بصديق صدوق هو م. حسن سعيد قاسم عضو المجلس المحلي لمحافظة عدن نائب رئيس نادي التلال الرياضي، ورغم مشاغل هذا الصديق الوفي الجمة والكثيرة وانهماكه في إيجاد الحلول الناجعة لأزمة مياه عدن الطارئة والجادة، إلا أن كثف من اتصالاته وضاعف جهوده لإنقاذ اتحاد الكرة في عدن، واستطاع بحنكته المعروفة إقناع رجل الأعمال المعروف الأستاذ رشاد هائل سعيد أنعم الرئيس الأسبق لنادي التلال الرياضي بتقديم دعمه الشخصي الكريم لضمان تواصل سير هذه المسابقة الكروية التي تحمل إسم قامة كروية باسقة وأشهر لاعب يمني على الاطلاق والسفير الأول للكرة اليمنية في بلاط الكرة العربية، ونجم نجوم نادي الزمالك المصري أبو الكباتن الفقيد علي محسن المريسي..وجاء هذا الدعم المقدم من قبل الأستاذ رشاد هائل في وقته المناسب، خاصة بعد أن تخلت وتنصلت الجهة الداعمة (دقيق السنابل) عن تقديم دعمها لمسابقة المريسي لأسباب غير معروفة.

وخلال رحلة البحث عن الدعم، وكذا استلامه، دخل اتحاد الكرة في عدن في إشكاليات عدة مع مكتب الشباب والرياضة في المحافظة ومدير ستاد 22 مايو الدولي، وكذا حكام عدن حول عدم استلام المخصصات المالية المحددة لتسيير منافسات مسابقة المريسي الرمضانية كل في مجاله.

مشاركة مفتوحة

والغريب في الأمر حقا أنه رغم كل ما أحاط باتحاد الكرة في عدن من إشكاليات وأزمات في ظل معاناة البحث عن الدعم، إلا أن اتحاد الكرة في عدن فتح باب المشاركة في مسابقة المريسي على مصراعيه وفي كل الاتجاهات ليشترك في المسابقة 21 فريقا ولأول مرة، ولست أدري من الذي اقترح ذلك؟ حيث اشتركت في هذه المسابقة أندية عدن التسعة وهي (التلال، الوحدة، الشعلة، شمسان، الميناء، الروضة، الجلاء، النصر والمنصورة).. ومن أبين (حسان، خنفر، هلال جعار وبنا)..ومن لحج (الطليعة والشرارة).. ومن الضالع (النصر وقعطبة)..ومن تعز (الصقر والرشيد)..ومن إب (شعب إب).

هذا التوسع في المشاركة شكل عبئا إضافيا على إجمالي مسار المسابقة وأسهم كثيرا في إضعافها من حيث الجانب الفني، وذلك لأن أغلب هذه الفرق لم تلتزم بالمشاركة بلاعبيها الأساسيين واكتفت بالمشاركة الهامشية من خلال الزج بلاعبي الصف الثاني أو الثالث في بعض الأحيان، وكأن مشاركتها في مسابقة كأس الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية مجرد إسقاط واجب وتمضية للوقت، وهكذا دون اهتمام حقيقي..كما شهدت المسابقة انسحاب كل من شعب إب والرشيد من تعز وتأخر شرارة لحج عن الحضور في الموعد المحدد للمباراة أمام الروضة ليعتبر منسحبا.

وهكذا حلّقت مسابقة كأس الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية بأجنحة متكسرة في سماء ليالي الشهر الفضيل.

ملعب الحبيشي..حضور رسمي وكثافة جماهيرية
ملعب الحبيشي..حضور رسمي وكثافة جماهيرية
حصاد المسابقة

نستعرض في قادم السطور الحصاد العام لمنافسات مسابقة كأس الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية الخامسة عشرة لهذا العام، وذلك على النحو التالي:

نتائج الدور التمهيدي للمجموعات السبع كما يلي:

المجموعة الأولى:

التلال × خنفر - 1/صفر

خنفر × قعطبة - 5/صفر

التلال × قعطبة- 5/صفر

وتأهل عن هذه المجموعة فريق التلال.

المجموعة الثانية:

طليعة لحج × وحدة عدن - 1/2

بنا × طليعة لحج - 1/2

وحدة عدن × بنا - 2/صفر

وتأهل عن هذه المجموعة فريق وحدة عدن.

المجموعة الثالثة:

الشعلة × هلال جعار - 3/5

نصر عدن × هلال جعار - 1/2

الشعلة × نصر عدن - 6/صفر

وتأهل عن هذه المجموعة فريق الشعلة.

المجموعة الرابعة:

الميناء × حسان - 1/2

المنصورة × الميناء - 1/2

حسان × المنصورة - 2/7

وتأهل عن هذه المجموعة فريق حسان.

المجموعة الخامسة:

الصقر × الروضة - 1/2

(انسحاب فريق شرارة لحج)

وتأهل عن هذه المجموعة فريق الصقر.

المجموعة السادسة:

الفجر الجديد × شمسان - 2/صفر

(انسحاب فريق شعب إب)

وتأهل عن هذه المجموعة فريق الفجر الجديد.

المجموعة السابعة:

نصر الضالع × الجلاء - 2/4 بضربات الترجيح بعد التعادل 1/1

(انسحاب فريق الرشيد)

وتأهل عن هذه المجموعة فريق نصر الضالع.

الدور الثاني:

نصر الضالع × الفجر الجديد - 4/5 بضربات الترجيح بعد التعادل 1/1

حسان × وحدة عدن - 4/صفر

الشعلة × التلال - 1/2

خنفر × الصقر- 1/3 بضربات الترجيح بعد التعادل 1/1.

دور الأربعة

نصر الضالع × حسان - 1/3

الشعلة × خنفر - 2/صفر.

المباراة النهائية

الشعلة × نصر الضالع - 3/صفر، وتوج الشعلة بطلا للمسابقة.

أرضية الملعب والإنارة أنهكت ملعب الحبيشي
أرضية الملعب والإنارة أنهكت ملعب الحبيشي
الإنقاذ الأخير

وكان آخر طوق نجاة لمسابقة كأس الفقيد المريسي الرمضانية المسابقة الأشهر كرويا في ليالي شهر رمضان النيرة والبهيجة تجسد من خلال قيام البنك الأهلي اليمني ممثلا بـ د. أحمد علي بن سنكر المدير العام للشؤون الإدارية والمالية بعملية الإنفاذ الأخير لهذه المسابقة.

وذلك عندما تبنى رعاية المباراة النهائية لمسابقة كأس الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية التي جمعت فريقي الشعلة ونصر الضالع.

والتي فاز فيها الشعلة بثلاثية نظيفة وتوج بطلا للنسخة الخامسة عشرة للمسابقة، وذلك بتقديم كؤوس المسابقة..إن كل ما شهدته مسابقة كأس الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية لهذا العام من أحداث وأزمات وإشكاليات يدفعنا إلى التساؤل إلى متى ستظل هذه المسابقة واقعة بين سندان الإنارة ومطرقة الدعم؟!.

هذا التساؤل نضعه على طاولة د. عدنان عمر الجفري محافظ عدن والمجلس المحلي في المحافظة لإيجاد الإجابة الشافية لهذا التساؤل وإخراج مسابقة المريسي من دائرة التوهان والعبث والإهمال ووضعها في الإطار اللائق بها كمسابقة كروية تحمل إسم أغلى وأعز وأشهر لاعب يمني داعب المستديرة وكان نجمها الأوحد على الإطلاق.