السيدة الفاضلة (منيرة لقمان) عنصر في الثقافة

> «الأيام» أديب قاسم:

> شرف العائلة يتجسد في هذه السيدة الشريفة الفاضلة، كريمة المحتد، وسليلة بيت أدب وفكر وفن وثقافة، ذلك هو بيت آل لقمان.. البيت الذي أولانا الشرف، إذ جعل من (عدن) منارة لعصر التنوير في اليمن وجزيرة العرب.

وقد استهله عميد هذه الأسرة (محمد علي لقمان المحامي)، وتسلسل فيه أنجاله في كسر النسق القديم للثقافة الذي يذهب إلى السلطة، فجعل يقترب من المجتمع، ومن لبن الحنان الإنساني (على حد تعبير وليم شيكسبير) أخرج لنا هذا البيت رعيلا من المحامين والصحافيين والشعراء والمؤرخين والأطباء والمهندسين.. وفي ذلك شكلت الثلاثينيات والأربعينيات مثاقفة عالية لعصرنا، انبعثت من خلال هذا البيت، بل الصرح الذي لعب دورا كبيرا في الحياة العامة داخل المجتمع العدني، حيث قدم لنا نظريات وأفكارا ورؤى.

السيدة منيرة محمد علي إبراهيم لقمان شكلت عنصرا آخر فيما يمكن تسميته بالنقد الأدبي أو النقد الثقافي، خلال مسيرتها كرفيقة درب الشاعر الكبير الدكتور محمد عبده غانم، حيث كان كثيرا ما يقف في شعره على ذوقها الرفيع السليم في ما يتبدى لها من رأي في شعره، فكانت أول نقاده، كانت تصنع ما تصنعه الخنساء في مسار النقد.. «أما لو أنك قلت كذا لكان أجود..». كذلك مثلما عمل الفنان الخالد محمد عبدالوهاب مع أمير الشعراء أحمد شوقي، عندما أراد شوقي أن يقول شعرا في رثاء حافظ إبراهيم، فشرع بهذا المطلع: «قد كنتُ آمل أن تقول رثائي/ يا منصف الأموات والأحياء»، فاعترضه عبدالوهاب قائلا:«الأموات والأحياء!، هذا قول سهل وعاديّ»، وفكر شوقي مرة أخرى ليعدل عن قوله ذاك حتى جاء بالبيت على النحو التالي: «قد كنتُ آمل أن تقول رثائي/ يا منصف الموتى من الأحياء».. فهلل عبدالوهاب «ياسلام عليك يا باشا!، هذا هو الشعر».

كانت السيدة منيرة لقمان تتدخل في شعر بعلها الدكتور السيد محمد عبده غانم، وكثيرا ما يستثيرها فيه فتبدي نِعْمَ الرأي، ليمضي على ذلك مبدلا مغيرا في الكثير من شعره.. إلى ذلك فقد كانت هي نفسها نتاجا شعريا من بيت لعب دورا ملحوظا في تاريخ أدبنا وثقافتنا.. ومن خلال ملامستها للأدب كعنصر في الثقافة برزت فيها سمات الأم المثالية في التربية، فأنجبت للدكتور السيد محمد عبده غانم فحولا في الأدب والشعر والطب، يتشكل منهم اليوم هرم ثقافي.

رحم الله السيدة منيرة لقمان وطيب ثراها وأكرم مثواها!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى