صدور مرسوم سوري للتبادل الدبلوماسي مع لبنان يمهد الطريق للخطوات العملية

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

>
اصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما باقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان أمس الثلاثاء ما يفتح الطريق امام البحث في الخطوات العملية لاقامة سفارات للمرة الاولى منذ استقلال البلدين قبل اكثر من 60 عاما.

وجاء هذا الاعلان عشية وصول وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ الى دمشق لاصدار بيان مشترك يحدد تاريخ بدء التبادل الدبلوماسي بين البلدين.

وجاء في المرسوم الذي وزعت نصه وكالة الانباء السورية الرسمية سانا "تنشأ علاقات دبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية" من دون ان يحدد تاريخ بدء العلاقات، و"تنشأ بعثة دبلوماسية للجمهورية العربية السورية بدرجة سفارة في عاصمة الجمهورية اللبنانية".

وكانت الحكومة اللبنانية قد وافقت على اقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا وفتح سفارة لبنانية في دمشق في 21 آب/اغسطس.

يذكر ان الاتفاق على التبادل الدبلوماسي اعلن في 13 آب/اغسطس خلال قمة الرئيسين ميشال سليمان والاسد وذلك في "اعلان خاص لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا في اطار تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين".

ونص الاعلان على تكليف وزيري خارجية لبنان وسوريا فوزي صلوخ ووليد المعلم "اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك وفق الاصول التشريعية والقانونية في كلا البلدين".

وقال صلوخ في مؤتمر صحافي انه "بعد استكمال الخطوات القانونية المطلوبة في البلدين (...) ساقوم الاربعاء بزيارة سوريا حيث سأعقد جولة محادثات مع زميلي الوزير وليد المعلم يتخللها توقيع بيان مشترك بين وزارتي الخارجية في البلدين ايذانا بدخول مرحلة العلاقات الديبلوماسية حيز التطبيق".

وردا عى سؤال، رفض صلوخ ترجيح اسم لسفير لبنان المقبل في سوريا.

وقال "لا يمكن ان نعطي اسم سفير. نحن اصدرنا مرسوما بانشاء سفارة في سوريا، والخطوة التالية تتم فيها تسمية السفير الذي يبقى اسمه في سرية تامة حتى تجري الموافقة عليه من الدولة المضيفة، وكذلك الامر بالنسبة الى سوريا".

وكان مسؤول في الخارجية اللبنانية قد ذكر في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان صلوخ سيتوجه الاربعاء الى العاصمة السورية لاصدار "بيان مشترك يحدد تاريخ سريان مفعول التبادل الدبلوماسي" وان الاتفاق سيتم بين صلوخ والمعلم خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا "على الخطوات العملية لاقامة سفارتين لكلا البلدين".

ورحب رئيسا الجمهورية والحكومة في لبنان بالقرار السوري.

وافاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئاسة الاولى ان سليمان "ابدى ارتياحه الى توقيع الرئيس الاسد مرسوم السفارات"، معربا عن امله ان يكون القرار "فاتحة لاعادة صفحة العلاقات المشرقة بين البلدين".

واعتبر رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان المرسوم السوري "خطوة متقدمة وتاريخية على طريق تأكيد وتثبيت استقلال وسيادة لبنان وقراره الحر، وخطوة اساسية على طريق تدعيم تلك العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والتعامل بالمثل والعلاقات الندية، وهي الحالة التي طالما امل بها لبنان واللبنانيون".

وفي اول تعليق من جانب قوى 14 اذار/مارس المناهضة لسوريا والتي تمثلها الاكثرية النيابية، اعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خطوة الاسد "تطورا ايجابيا وبداية طريق طويل لبناء علاقة صحية خطوة خطوة".

وفي حديث لهيئة الاذاعة البريطانية ادرج جنبلاط الخطوة في اطار "الترجمة العملية للتعهدات التي قطعها الاسد لنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي" خلال زيارته لدمشق مطلع أيلول الماضي.

وقال جنبلاط "ننتظر استكمال سوريا الايفاء بتعهداتها عبر ترسيم الحدود مع لبنان تمهيدا لاستعادة مزارع شبعا ووضعها تحت السيادة اللبنانية".

يذكر ان حل قضية التبادل الدبلوماسي التي تتمسك بها الاكثرية والتي نصت عليها قرارات دولية ليست الملف الوحيد العالق بين لبنان وسوريا، فهناك ملفات لترسيم الحدود وكشف مصير المفقودين ومراجعة الاتفاقات السابقة، وهي امور عهدت بها القمة الى لجان مختصة.

ففي شأن ترسيم الحدود تطالب الاكثرية بان تبدأ العملية من مزارع شبعا لتأمين مطلب الامم المتحدة بالعمل على انهاء احتلال اسرائيل لها، في حين سبق لسوريا ان اعلنت رغبتها في البدء بعملية الترسيم من الشمال رافضة ترسيم مزارع شبعا في ظل الاحتلال الاسرائيلي.

كما طالبت الاكثرية بالغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري ، بعد التبادل الدبلوماسي، لانه تأسس في عهد "هيمنة" سوريا على لبنان التي استمرت نحو 30 عاما.

ولم تقرر القمة اللبنانية الغاء المجلس انما "درس صلاحيات الامانة العامة لالغاء تلك التي تتعارض مع دور البعثات الدبلوماسية".

وكان هذا المجلس قد انبثق من معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق (1991) التي تشمل عشرات الاتفاقات والبرتوكولات التي ستتم مراجعتها "بصورة موضوعية ووفق قناعات مشتركة".

ويتزامن انطلاق الخطوات العملية للتبادل الديبلوماسي مع تعزيز سوريا اخيرا قواتها العسكرية على حدودها مع شمال لبنان في خطوة تخوفت الاكثرية من ان يكون هدفها السيطرة مجددا على لبنان بداعي ان هذه المنطقة مركز للمتطرفين الاصوليين كما اعلن الاسد في اواخر ايلول/سبتمبر.

لكن سوريا اوضحت تكرارا ان الهدف "ضبط الحدود لمنع التهريب وتحرك المخربين".. وكانت العلاقات بين لبنان وسوريا قد تدهورت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 وانسحاب القوات السورية في نيسان/ابريل من العام نفسه. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى