> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

الإسم الكامل الكابتن عبدالجليل عبدالقادر الرعدي المدافع الجسور ونجم فريق شباب التواهي الرياضي من مواليد 26 ديسمبر 1936م، وهو أحد المكرمين من قبل «الأيام» و «الأيام الرياضي» ضمن نخبة من الجيل الذهبي للكرة اليمنية.

«الأيام الرياضي» حاورته بهذه المناسبة..ونستعرض في هذا الحيز حصاد هذا الحوار المفيد والممتع:

رضعنا الرياضة

استهل الكابتن عبدالجليل الرعدي حواره معنا قائلا:«لقد رضعنا الرياضة نحن في المرحلة الابتدائية، حيث كان المدرسون في المدرسة هم أنفسهم المسئولون في نادي شباب التواهي الرياضي في الوقت نفسه، وكنا في وضع آمن لأننا كنا نحظى بالرعاية الشاملة في المدرسة والنادي من قبل المربين أنفسهم وعلى رأسهم الأستاذ محمد عبده نعمان الحكيمي والأستاذ طه محمد سعد والأستاذ عبدالله الميسري، وكنت مع الكابتن علي محسن المريسي في الصف نفسه في مدرسة بندر جديد الابتدائية.

ولعبت مع الزملاء سليمان طربوش وبوجي خان وألن كبرول وجعفرين وعباد أحمد اسماعيل وتوفيق خان ومحمود علي خان واسماعيل كوكني وحسن عيسى وإلبرت جوانيز وموريس والمهاجم الانجليزي شيب الذي منع في البداية من قبل القوات البريطانية من اللعب مع فريق شباب التواهي».

ذكرياتي مع الإصابات والعناد

عن أبرز ذكرياته تحدث الكابتن عبدالجليل الرعدي قائلا:«في الخمسينات كنت ألعب مع فريق المدرسة المتوسطة وأنا أدرس في الصف الأول، ولعبت مع الفريق الثاني فترة طويلة، وكان المسئول عن الفريق الأستاذ عبده خليل سليمان وأول مباراة لعبتها مع الفريق الأول لنادي شباب التواهي كانت ضد فريق الأحرار على ملعب الهلال في التواهي، وحضرها الممثل الهندي الشهير شيخ مختار، وأصبت بكسر في يدي من قبل لاعب الأحرار الزبيدي، وكان يربط منديلا على رأسه، وقام بربط منديله على موضع الإصابة، وقمت بنزع المنديل ورميته، ورفضت الخروج من الملعب للعلاج، ولكنهم أجبروني على ذلك، وتمَّ علاجي وعدت إلى الملعب، كما لعبت أمام فريق انجليزي في ملعب طرشان في التواهي، ورغم أننا كنا بطل الدوري، لكنهم تلاعبوا بنا وسجلوا ثلاثة أهداف في الشوط الأول، وأضافوا هدفا رابعا في الشوط الثاني، وأصبت في الرأس وطلبناهم مرة أخرى على ملعب المدرج البلدي، وكانت المباراة سجالا والجماهير تشجعنا، وكان المهاجم الإنجليزي مهيأ لتحويل الكرة إلى المرمى بسقف قدمه فضربت الكرة مع رجله ليصاب، وركز علي لاعب الفريق الانجليزي وطلب مني قائد الفريق الكابتن بوجي خان الخروج من الملعب لتفادي الإصابة، ورفضت ذلك مفضلا الموت على الخروج من الملعب وتحمل سخرية الجماهير بأنني خفت منهم وغادرت الملعب، وكنت أتخلص من الكرة بسرعة واستهدفني أحد المدافعين الإنجليز بأن وضع الكرة بن قدميه فابتعدت الكرة من بين قدميه، وقام بضربي بالحذاء في ساقي ، وكنت خلفه وسمع صوت الضربة القوية إلى المدرجات، وأصبت بورم كبير في الساق وغضب حكم المباراة الإنجليزي وقام بتهديد اللاعب الإنجليزي بالطرد من الملعب في حال تكرار هذا الفعل غير الرياضي..وبعد لعب الفاول انتقمت من اللاعب الإنجليزي بعد لحظات، ونظرا لسرعته ضربته في رجله ليخرج مصابا، وكان رد فعل الجماهير إيجابيا إلى حد بعيد، حيث قاموا بالنزول إلى الملعب واحتضاني وتقبيلي بعد أن شعروا بالارتياح من رد فعلي على اللاعب الإنجليزي..وقد فزنا في هذه المباراة».

الصيني فريق بذاته

واستطرد الكابتن عبدالجليل الرعدي في سرد ذكرياته قائلا:«كنا في الدفاع نضع خططا خاصة للاعب الكبير الكابتن علي الصيني الذي أعتبره شخصيا فريقا قائما بذاته، حيث كان عنيفا وسريعا وله حركات فنية، وكان يلعب رأس حربة أمامي، حيث كنت أشترك بقوة مع علي الصيني وأتيح الفرصة أمام المدافع المعروف عبدالله المنصوري ليبعد الكرة من منطقة الخطر.

ومن ذكرياتي أنني كنت أشارك في الجانب العمالي والنضالي ضمن المظاهرات والإضرابات تعاطفا مع الزعماء الجزائريين الذين اعتقلتهم حكومة الاحتلال الفرنسي، وقد أضعت بسبب ذلك منحة دراسية إلى بريطانيا في مجال ربان في أعالي البحار، ولم أندم على ذلك كثيرا، ولقد كان لنادي شباب التواهي دور اجتماعي ونضالي وعمالي أثناء تحملي مسئولية رئاسة النادي».

القيادة الجيدة

ويشير الكابتن عبدالجليل الرعدي في حديثه عن مشواره الرياضي قائلا: «من محاسن الصدف أنني كنت في فصل واحد وعمر واحد في المدرسة المتوسطة بكريتر مع الزملاء الأعزاء سعيد عبدالله ناجي رئيس نادي الهلال الرياضي ونصر عبدالرحمن شاذلي رئيس نادي الشباب الرياضي وفضل سعيد عاطف رئيس نادي الشبيبة المتحدة (الواي) الرياضي وهذا الأمر ساهم كثيرا في الالتقاء والإخاء بين شباب الأندية وفي مباريات هذه الفرق، حيث ساد التنافس الشريف، وكان هناك احترام وتقدير بين اللاعبين بسبب أن القيادة كانت توجيهاتها بعيدا عن الأخطاء والتعصب والضغائن، وكانت المواقف مشرفة لهذه الفرق، رغم التنافس الشريف في الملعب الأمر الذي ساعد على ارتفاع المستوى الفني للاعبين والفرق بشكل جيد وكبير، هذا الأمر ساعدني كثيرا عندما تحملت رئاسة نادي شباب التواهي الرياضي بعد الاستقلال خلال الفترة 1968 - 1974م، حيث توسعت المفاهيم وتبلورت الطموحات وتوضح النهج، حيث سعيت جاهدا لرفع وتطبيق كل من الشعار القائل:«بقدر الفهم الصحيح يكون التطور الصحيح»، والشعار الآخر القائل:«الرياضة ما هي إلا وسيلة لصقل مواهب الشباب وتجنيدهم لخدمة المجتمع»، على الواقع الرياضي المعاش..وفي عام 1972م بادر نادي شباب التواهي الرياضي بالدعوة لعقد المؤتمر الرياضي الأول، وكانت الدعوة موضع إشادة وتقدير جميع الرياضيين ورؤساء الأندية في عدن وحضرموت، وحاولت قدر المستطاع تطبيق وبلورة الشعارين السابقين، والسعي لتطوير أداء نادي شباب التواهي رياضيا وثقافيا واجتماعيا على مستوى مدينة التواهي وعدن بشكل عام، وكذا تعزيز مكانته الرياضية في رحاب الرياضة اليمنية، وقد حالفنا التوفيق والنجاح إلى حد ما».

المواقف المشرفة

وحول بادرة «الأيام» و«الأيام الرياضي» بتكريم نخبة من الجيل الذهبي للكرة اليمنية قال الكابتن عبدالجليل الرعدي:«إن فكرة «الأيام» ومشروعها بتكريم اللاعبين أو كما سمتهم «الأيام» الجيل الذهبي فالقائمون عليها ليسوا دخلاء على المهنة، ولا لغرض المكسب المادي، ولكن «الأيام» هذه الصحيفة الخلاقة والمبدعة التي سكنت قلوب اليمنيين بكل اتجاهاتهم لا لشيء إلا لأن «الأيام» تقوم بالأعمال الإنسانية مثلما تقوم به منظمات حقوق الإنسان والإغاثة المحلية والعربية والدولية نيابة عن المجتمع والدولة، ولأنها تقف مع الحق وتعمل على رفع الظلم، وتغيث الملهوف وكل متضرر يصل إليها بروح المسئولية والتضحية التي تفتقر إليها كثير من المؤسسات في مجتمعنا، بل إن شعورنا الصادق يؤكد لنا أنها بهذه المواقف المشرفة يكون وجودها رسالة تهدف لرفع مستوى الوعي في بلادنا، وتثبيت الفهم الصحيح، وتمد المواطن بالحيوية والأمل حين يصاب بالإحباط واليأس، تبرز «الأيام» بمصابيحها الوضاءة لتنير الطريق».

الظهير الجاد الكابتن سالم الغراب نجم فريقي الهلال والأحرار

< بمناسبة تكريم الظهير الجاد الكابتن سالم بن سالم الغراب نجم فريقي الهلال والأحرار، من مواليد 1932/11/28 في الشيخ عثمان - عدن، من قبل «الأيام الرياضي» حاورته بهذه المناسبة.. ونقدم في قادم السطور حصاد هذا الحوار الذي استهله بالقول:«لعبت في البداية مع فريق الهلال في الفترة من 1952-1957 مع الزملاء ناصر مريدي، وعبدالله وإبراهيم أحمد عبيد، وأحمد عبدالله حيدرة (الباشا)، وناصر عمر فرتوت، وعلي المنصوري، وانتقلت في عام 1957م إلى نادي الأحرار الرياضي في كريتر بعد أن طلب مني ذلك المدافع الكبير الكابتن محمد إبراهيم التمباكو اللعب مع الأحرار، وقبلت رغم احتجاج المرحوم عبدالرزاق معتوق، سكرتير نادي الهلال على ذلك..وقد لعبت في فريق الأحرار مع الزملاء التمباكو، وعلي خيران، وعباس غلام، وتوفيق سعيد، ومصطفى عبدالله سكران، وعلي وناصر الماس، وأحمد صالح موشجي، وعبدالله علي حسن، وجعفر وعبدالمجيد مرشد، وإبراهيم علي أحمد، ونديم عبده حزام».

ومن ذكرياته يروي لنا الكابتن سالم غراب قائلا:«في مباراة الأحرار والحسيني أكد علي التمباكو بالانتباه للاعب الحسيني خليفة عبدالله خليفة، فبقيت أراقبه طويلا، وقد أتى بحركة غريبة وكنت أعتقد أنه سيهاجمني، وبدأت العراك معه، فيما رفع هو يديه وأشار الحكم الإنجليزي إلى مواصلة اللعب، واعتقدنا أنه يطردنا فغادرنا الملعب في الشوط الأول، وفي الاستراحة أخبر الحكم الإنجليزي اللاعب خليفة أنه لم يطردنا بل إشارته لنا كانت لمواصلة اللعب، فعدنا للعب في الشوط الثاني».

ومن ذكرياتي أيضاً أني سجلت هدفي الوحيد مع فريق الأحرار في مرمى فريق النجم الأفريقي وزهرة الشباب (البارك بوي) والذي كان من أقوى الفرق حينها».

ويواصل الكابتن سالم الغراب حديثه قائلا:«يعجبني الآن وجود التدريبات للفرق وتدريبهم على المهارات الفنية والمناولات، ولكن المستوى العام أضعف من زمان، بسبب دخول المادة بشكل كبير، حيث كنا نلعب زمان دون أن نحصل على أي شيء، إلا ما كان يقدمه المرحوم الحاج محمد عبدالعزيز الأغبري، رئيس نادي الأحرار في ذلك الوقت..وتوقفت عن اللعب بعد قرار اللعب بالأحذية عام 1965م، وقد لعبت في دوري الوحدات العسكرية الداخلي بالأحذية، وكنت أشعر أني أفضل باللعب بالأحذية رغم فارق السن في ذلك الوقت».

عمل لن ننساه

وعن بادرة «الأيام» و «الأيام الرياضي» بتكريم نخبة من الجيل الذهبي قال الكابتن سالم الغراب:«نشكر الناشرين هشام وتمام باشراحيل وكل العاملين في الصحيفة الغراء الذين عملوا على تطوير فكرة مسابقة كأس الاستقلال الوطني 30 نوفمبر، وذلك بتكريم نخبة من الجيل الذهبي للكرة اليمنية، وهذا التكريم يعد عملا جيدا، لن ننساه أبدا لصحيفتي «الأيام» و«الأيام الرياضي».