هل كتابة رسالة هو إنجاز عمل؟

> «الأيام الرياضي» أحمد محسن أحمد:

> سمعنا أن الاتحاد اليمني العام لكرة القدم قدم رسالة احتجاجية لما تعرض له منتخبنا الوطني لكرة القدم للناشئين الذي كان مشاركا في التصفيات النهائية لكأس آسيا للناشئين لكرة القدم..وسمعنا أيضا أن هناك إجراءات احتجاجية سيتم طرحها على طاولة (الفيفا).

يحتج الاتحاد بكل ذلك لما تعرض له فريقنا الوطني للناشئين لكرة القدم في هذه التصفيات!!..لكن هل بلغنا بكل هذه الخطوات الهدف الحقيقي الذي يمكن له إعادة ماء الوجه لكرتنا اليمنية؟!..وهل - بحكم خبرة - قيادات الاتحاد سيكون هناك اهتمام ومردود لهذه الخطوات التي نعتقد أن الاتحاد يلعبها خارج ملعب القضية وبعد أن أصبح وضعنا في صورة هذه المنافسة غير مرئي وغير واضح.. ومشوش؟!.

نحن نعرف جيدا أن الاتحاد الدولي (الفيفا) يعتبر قرارات لجانه الفنية شبيهة إلى حد بعيد بقرارات الحكم في الملعب والتي تعتبر قرارات نهائية مهما كانت ضخامة وكبُر وتأثير هذه القرارات الخاطئة التي اعتدنا كثيرا على سماع وقراءة الاحتجاجات الصاخبة ضد حكام المباريات وما يصدر عنهم من أخطاء؟..طبعا من حق الاتحاد أن يسلك هذا الطريق الاحتجاجي ويثير الدنيا ولا يقعدها ويملأ الساحة الرياضية ضجيجا ضد قرار اللجنة الفنية للمسابقة التي حرمت فريقنا من مواصلة مسيرته المشرفة للكرة اليمنية!.

وهذه الخطوات التي يقدم عليها الاتحاد بالاحتجاج شديد اللهجة لا تعدو كونها (تطييب) للنفوس أولا، وهي أيضا أسلوب تقليدي يتبع في مثل هذه الحالات لكي يقول الاتحاد لكل الجماهير الرياضية والشارع الرياضي«إننا لن نسكت، وإنه - أي الاتحاد - وحده الذي سيعيد الحق الضائع» ، بل وإنه سيقوم (بتجبير) الكسور والشروخ في زجاجات أبواب ونوافذ مبنى الاتحاد..ونحن (برضه) رغم معرفتنا جيدا بكل ما تعنيه وتعكسه هذه الخطوات ونتائجها سنقف مع اتحادنا المتحفز..وسندعم خطواته رغم كل قناعاتنا حول ما سينتج عن ذلك كتأكيد من جانبنا أننا مع إخواننا ضد إبن عمنا.. ومع إبن عمنا ضد الغريب..ولكن!..وآه ثم ألف آه من كلمة (ولكن).. فما سيرد بعد هذه الكلمة من آراء هي بيت القصيد.

وهي الأساس في المشكلة التي تترحل منذ زمن بعيد..ونعرف مسبقا أن هذه الآراء التي سنسجلها خدمة خالصة للوطن وللحفاظ على سمعة بلادنا ومستقبل هؤلاء البراعم الذين جاءت الفؤوس على رؤوسهم بفعل فاعل ، وهم أبعد من أن يكون لهم (شبر ميه) في البحر العميق الذي أغرق مستقبل الكرة اليمنية ومستقبل هذه البراعم الواعدة!..ومن البداية.

وقبل أن نقول آراءنا فإننا نشعر بأن هناك من كان ومازال بالمرصاد لمواجهة ما يصدر عنا من مساهمات مخلصة لتصحيح المسار المتعرج لكرتنا اليمنية، فيشوهوا هذه الآراء ويعطوها معان وأهداف بعيدة كل البعد عما هي عليه من نوايا حسنة وتوجه صادق لإصلاح حالنا الرياضي الكروي!.

ومع ذلك فإننا سنقول ما نؤمن به من قناعات وآراء صادقة ومخلصة للصالح العام وفي سبيل تجنب خط السير المتعرج نحو الأرضية الرخوة والموبوءة والمليئة بالأخطاء التي تسبب لبلادنا سمعة سيئة وغير مشرفة..لذلك.

فإننا نقولها صراحة أن النية إن كانت صادقة ومخلصة للقيادة الرياضية لتصحيح الوضع الذي تجنيه كل يوم رياضة بلادنا في مجال كرة القدم، فإن الخطوة الأولى هي إصلاح الداخل.. أي بدلا من الصراخ و(الهنجمة) على الاتحادات الدولية ونقل المشكلة من الداخل إلى الخارج، فهي عملية بائسة وفاشلة ولن تفي سوى أصحابها بذر الرماد على العيون وقلب وجه الحقيقة المرة وعكس ما هي عليه!..فحقيقة الوضع ونتائج ما نحن عليه من بؤس يتلخص في النقاط التالية:

أولا: هل نحن بكرتنا اليمنية ونشاطنا الكروي نمارس هذا النشاط خارج الخارطة الدولية والآسيوية والعربية؟.. وهل نحن سنغمض عيوننا عن ما أصبح معروفا لدى العالم الكروي كله بأن هناك عيونا من الداخل والخارج هي الرقيب على كل ما نقوم به من نشاط؟..وهل لا نعرف أن الاتحادات الدولية أصبحت الأقرب بحكم الإمكانات الممنوحة من جانبها لتطوير اللعبة (لا أن نستغل هذه الإمكانات لنمارس الفهلوة والشطارات الخائبة)؟!.

ثانيا: لماذا تتجاهل قيادتنا الرياضية في الاتحاد المسئولية والواجب عليهم للإعداد الجيد لفرقنا الوطنية المختلفة، ولأننا بصدد النشء فليعذرني القارئ الحصيف لعدم التعرض لبقية الفرق الوطنية لكرة القدم خارج إطار الناشئين؟!..ألا تعرف قيادتنا في اتحاد الكرة اليمني أن الكل يعرف في الداخل والخارج أن المسابقات الخاصة بالناشئين في جميع محافظات الجمهورية هي معدومة وغائبة عن خطط الاتحاد (إن وجدت)، والتي نسمع عنها ولا نرى منها شيئا على الواقع العملي؟.. فطالما الكل يعرف أن المسابقات الداخلية للناشئين معدومة فإن السؤال القاطع يقول من أين جاء هذا الفريق الذي أسميناه وفرضنا إسمه على الخارج بأنه فريق وطني للناشئين لكرة القدم تحت سن 17 عاما؟.

ثالثا: تتقاذفنا أمواج الاختلافات والتباينات حول طبيعة تكوين فرقنا الوطنية لكرة القدم، وأخص هنا بالذكر الفريق الوطني للناشئين منذ بدء اتحادنا الحالي يتصدر إدارة الدفة والقيادة الإدارية والمالية و(اللوجستية) للكرة اليمنية.

لتصدمنا هذه الاختلافات والتباينات وتعطينا دليلا قاطعا بأن ما يبنى على خطأ فإن مسيرته ونتائجه خاطئة!..فمن يستطيع منا ومن غيرنا ممن يريد حجب الشمس بمنخل لينسى ما وصل إليه الخبير الألماني الكروي السيد توريس سبيتلر الذي شكا وبكى من قصص التداخلات والمنازعات وتعطيل وصول المدرب الفني (الفاهم لشغله) أن يقدم التكوين السليم والصحيح للفريق الوطني للناشئين الأسبق!.

لقد شكا ذلك المدرب ما عاناه وما عطل عمله للاتحاد الآسيوي الذي بعثه ليساهم في إصلاح حالنا الكروي؟.. فهل وقفنا أمام هذه القضية بجدية لمعرفة ما يعطل المسار السليم للكرة اليمنية؟.

رابعا: هل يمكن لأي مدرب لأي فريق من فرقنا الوطنية لكرة القدم أن يمارس حقه الفني دون تداخلات؟..فالمعروف للقاصي والداني أن المدرب لايختار لاعبيه (يجهزون له فريقا ويقولون له قم درب)..فكيف سيعمل هذا المدرب في وضع كهذا؟!..ولكي لا نُتَّهم (والتهم بحقنا جاهزة مثل الكوفية الجاهزة) بأننا نعارض لمجرد المعارضة..علينا جميعا الانتظار لما سيسفر عنه الوضع التقييمي لهذه المشكلة التي تجرعها فريقنا الوطني لكرة القدم للناشئين؟..فقد بدأت الاتهامات تلوح في الأفق..وهناك من يحسن نفض غبار المسئولية عن نفسه ليرميها على كبش فداء معروف في مثل هذه الحالات!.

خامسا: على قيادة الوزارة وقيادة الاتحاد أن تقوم بالخطوة اللازمة في البحث الجاد والصادق وبشفافية كاملة عن أسباب هذه المشكلة..ولتبدأ من الداخل..لنبدأ من سلسلة الأخطاء السابقة التي أغرقت الاتحاد في هذه الأحوال ولم يحاول إخراج نفسه منها، وهو يعلم علم اليقين عن مصدرها وعن المسببات لهذه الأخطاء!..لكننا نعرف جيدا أن شيئا من ذلك لن يحدث!.

والسبب واحد لا سواه..وهو أن العناصر العابثة والأيادي الخفية التي عبثت ومازالت تعبث بهذا الصرح هي محصنة جيدا..وهي تملك بين يديها مستمسكات قد تضر وتجر معها قلاعا وأركانا قوية للفساد المستشري في هذا الحقل النزيه والشريف.

فهل يا ترى ستتمكن قياداتنا الأعلى والأوسط في الهرم الرياضي من الإمساك بزمام الأمور والمبادرات الجادة لإصلاح الحال المائل لكرتنا اليمنية؟.. فما رأيناه..ومازلنا نراه بتواصل واضح في مسيرات الأخطاء وأصبحت هذه الأخطاء مثل الجبال الشاهقة، ولعمري أن تكون هناك في طريقنا بادرة أمل للإصلاح المنشود؟..وأتصور أن القيادات الرياضية الأعلى تقف في حيرة أمام هذه الجبال العالية والراسخة من الأخطاء..فتسأل هذه القيادة نفسها و(لوحدها)..يا ترى من أين نبدأ؟.

فلا لوم عليهم وهم كانوا المساهمين بفعالية في كل هذه الأخطاء..أو أنهم كانوا في انشغال تام عن ما يمارسه الفاسدون والنفعيون الذين جعلوا سمعة البلاد في الدور الأسفل من الانحطاط والتلوث..نقول قولنا هذا تبرئة لذمتنا ومسئوليتنا تجاه حقنا المشروع في السعي الجاد لإصلاح حال كرة القدم اليمنية.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى