> قال الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن عبدالكريم شائف إن الاحتفال في هذا العام بهذه الذكرى المباركة، يأتي وقد شهدت محافظة عدن افتتاح مشاريع بتكلفة 6.578 مليار، ووضع حجر الأساس لمشروعات بتكلفة 2.709 مليار ريال، موزعة على قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والسياحة والرعاية الاجتماعية والنقل والشباب والطرق والملاعب والحدائق والمتنزهات، وغيرها من القطاعات المرتبطة بحياة المواطنين.

وأشار شائف في الكلمة التي ألقاها في الحفل الخطابي والفني الذي نظمته وزارة الثقافة مساء أمس بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة إلى أن هذه المشروعات التي شهدتها المحافظة تجعلنا نقف لحظة تأمل أمام واقع العمل، وما يتحقق على الأرض اليوم، وأمام ذلك الماضي الرهيب المليء بالشعارات والعنف والقفز على الواقع.. مشيرا إلى أن هذه الاحتفالات نابعة من الإيمان بواحدية الثورة اليمنية المباركة.. معتبرا إياها مناسبات يجب الوقوف من خلالها أمام جملة الإنجازات والمكاسب التي تحققت في أرجاء الوطن الكبير.

ووصف عبدالكريم شائف هذه المناسبات بأنها ثمرة عطاء متجدد نابعة من قيم وكفاح الشعب اليمني المنتصر دائما على الاستبداد والاستعمار والتخلف والقهر.. مؤكدا أن هذا الشعب الذي أنجب الثوار والأحرار والمناضلين الأبرار، سيبذل الغالي والنفيس من أجل ديمومة الثورة والوحدة، وازدهار الوطن بحاية الحرية والعدالة الاجتماعية، وسيظل دوما يعتز ويفخر بشهداء النضال الوطني للثورة اليمنية المباركة والحفاظ على الوحدة الخالدة.

وأكد الأمين العام للمجلس المحلي أن السنوات القادمة ستكون مليئة بالأعمال التنموية الكبيرة، حيث سيتم إنجاز الطريق البحري بكلفة 34 مليون دولار، وإنجاز البنية التحتية للجميعات السكنية، وبناء مساكن ذوي الدخل المحدود للشباب، ضمن مشروع الصالح السكني في مدينة الشعب.. مشيرا في سياق كلمته إلى الأهمية التي ستحظى بها المحافظة عند استضافة خليجي 20، والذي سيخلصها من العجز في الطاقة الكهربائية وشحة المياه.

وأوضح شائف أن الأعمال جارية حاليا في تجهيز الملاعب الرياضية والحدائق وملاعب الأطفال ورصف الشوارع وبناء مركز الطوارئ وإكمال تجهيزات مستشفى عدن العام، وتجهيز مستشفى الشعب ومركزي القلب والسرطان ودعم المشاريع الاستثمارية بهدف خلق فرص عمل للشباب للحد من البطالة، وكذا دعم المشروعات السمكية المختلفة.. معتبرا عهد الثاني والعشرين من مايو عهد التنمية والاستثمار والسياحة والبناء.

ودعا شائف في ختام كلمته الجميع إلى تكريس قيم السلام والمحبة والاستقرار والبناء، والكف عن التفكير بأي طريق آخر غير طريق العملية الديمقراطية.. مذكرا أن عجلة التاريخ مستمرة، والجيل الجديد جيل العمل والمعرفة سيقضي على أوهام النفر الحالمين بعودة الماضي الدفين ومرحلة السواد الحالك بالظلم والظلام.

من جانبه أشار مدير عام مكتب الثقافة في عدن عبدالله باكدادة إلى أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان الشماء، ساهمت في تحرير جزء مهم من الوطن العربي، حيث فتحت آفاقا جديدة للتطور والتقدم والازدهار.. مضيفا بأن الثورة كانت بحق نبراسا مضيئا سار على دربه التواقون إلى الحرية والانعتاق لواحدية الثورة اليمنية السبتمبرية والأكتوبرية، ذلك النسق الرائع والانسجام البديع في العملية الثورية والتنظيم السوي للعمل التحرري الذي قاد إلى انبلاج صباح مشرق في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر وفجر الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر.

وقال باكدادة إن النضال استمر نورا يتلألأ حتى الثاني والعشرين من مايو 1990، بإشراقة شمس الوحدة اليمنية، ذلك الحلم الكبير الذي ظل يراود الجموع والنفوس المحبة للحرية والوحدة والسلام.. مشيرا إلى أن هذه اليوم الذي جاء بعد تضحيات حية ومواقف عبر عنها شعراؤنا تجسيدا لها، ولنا أن نتذكر تلك المعاناة الكبيرة في السجون الرهيبة التي جاءت في إحدى صورها لتجسد صلابة السجين في وجه سجانه على لسان أبي الأحرار محمد محمود الزبيري.

وأردف قائلا: لنا اليوم أن نفخر بهذه الإنجازات العظيمة التي نراها على مرأى العين، وتنتصب أمامنا يوما بعد يوم، والتي جاءت بأولئك الرجال الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم الزكية.. واليوم بعد مرور خمسة وأربعين عاما على هذه الثورة المباركة نعيش في ظل وحدتنا العظيمة تحت قيادة كريمة من قبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، حيث تتوالى الإنجازات في إرساء دعائم السلطة المحلية واسعة الصلاحيات وانتخاب المحافظين.