عزاء د. محمد عبده غانم والبقية في حياة المجتمع

> «الأيام» شوقي عوض:

> د.محمد عبده غانم عالم وشاعر ومثقف وتربوي كبـير، جمع بين شتى فنـون الإبداع في الـشعر والثقافة والـتربية والتعليم.

ولد في مدينة عدن عام 1912، ونال شهادة الثانوية العامة من جامعة لندن عام 1930، وبكالوريوس الآداب بدرجة امتياز من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1936، ودبلوم التربية العالي من جامعة لندن عام 1948، وبكالوريوس الآداب بمرتبة الشرف الأولى من جامعة لندن عام 1969.

كما قدم خلال مسيرته الثقافية والتربوية والتعليمية العديد من المؤلفات التربوية في الحقل التعليمي والتربوي خدمة لطلاب العلم والدارسين، وفي هذا السياق لاننسى كتابه البحثي الرصين عن (شعر الغناء الصنعاني)، الذي صدر عام 1970.

فيما تم نشر أول ديوان له عام 1945 (على الشاطئ المسحور)، وكذلك ديوانه الثاني والذي تم نشره في عام 62م والموسوم بـ(موج وصخر) إلى جانب نشره لدواوين أخرى (حتى يطلع الفجر)، (في المركبة)، (في موكب الحياة) إلخ.

إضافة إلى إسهامه المتجدد والمتنوع في الكتابة للمسرح الشعري، وقد رفد المكتبة اليمنية والعربية بمسرحياته الشعرية، ومنها المسرحية الشعرية التي كتبها عام 1964 عن (سيف بن ذي يزن)، كما نشر في عام 74م مسرحيتين شعريتين عن (الملكة أروى)، (عامر عبدالوهاب) إلخ.

ما دعاني إلى كتابة هذه الخواطر عن الشاعر الكبير د.محمد عبده غانم، الرغبة المتجددة في القراءة الشعرية لأعمال ذلك الشاعر الذي أحدث، على حد تعبير الدكتور عبدالعزيز المقالح، نقلة نوعية منذ أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، وقفز بالقصيدة العربية في اليمن، ليس في الشكل، بل وفي الصورة واللغة وطريقة التناول، ليشكل بذلك السبق في الريادة والتنوير الثقافي لما وضعه من بصمات في المجال التربوي والحياة الثقافية والاجتماعية.

وهو الأستاذ الذي كان قد تخصص بدراسة الطب، لكنه اختار بديلاً عنه الأدب والشعر، لذلك فإن تذكيرنا بهرم من أعلام الأدب والفكر والثقافة، يأتي بديلاً عن مواساتنا لأسرته ولأبنائه بوفاة والدتهم الفاضلة.

هو عزاء لأمة بأكملها ووفاء بتذكيرها لكتابات مازالت متوثبة في خيلائها وموضوعاتها المتوهجة في حسها النقدي الساحر وفي لغتها الرصينة الراسخة شعراً ونثراً، تتلاقى بجوهرها الرومانسي مع الأسى والوجود والحلم والخلود والتحرر، نظراً لقيمتها وأهميتها التاريخية في الشعر، ورؤاها الفنية الطامحة إلى التغيير والتجديد في المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى