فيما يرى خبراء عالميون أن النظام الرأسمالي يترنح..الأزمة المالية العالمية تغير العالم إلى الأبد

> لندن «الأيام» بي.بي.سي:

> استحوذت أخبار الأزمة المالية العالمية على صفحات الصحف البريطانية أمس الأول، وحفلت بتعليقات كثيرة حول كفاءة رئيس الوزراء جوردون براون المحنك اقتصاديا في التعامل مع الأزمة.

فالصحف تبحث إمكانيات انعكاس ذلك على شعبية براون- والتي كانت في الحضيض قبل فترة قصيرة- وحظوظ حزبه (العمال) في الانتخابات المقبلة.

لكن نبدأ بأنباء الشرق الأوسط وتداعيات الأزمة المالية على دولها.

صحيفة «الفاينانشيال تايمز» تبحث مقدرات منطقة الخليج وتأثير الأزمة العالمية عليها.

تتناول الصحيفة الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية برصد مبلغ 40 مليار دولار لمصارفها إذا ما احتاجت، وأيضا ما قامت به الإمارات العربية المتحدة لطمأنة السوق بضمان جميع الودائع والمدخرات في المصارف الوطنية، وكذلك الإقراض ما بين المصارف إضافة إلى ضخ السيولة اللازمة للنظام المصرفي.

وتقول «الفاينانشيال تايمز» إن المسئولين في دولة الإمارات العربية المتحدة يقرون بأنها تواجه أكبر تحد لها منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990. وتكشف الصحيفة عن اطلاعها على تقرير ستصدره الإثنين وكالة التصنيف العالمية (مودي) يقول إن حجم ديون إمارة دبي يقارب 100 % من دخلها القومي (50 مليار دولار) وهو مرشح للازدياد خلال الأعوام الخمسة المقبلة مما يجعلها عرضة بشكل خاص لتباطؤ النمو.

وتشير الصحيفة إلى أن اقتصاد دبي متنوع لكن ثروتها النفطية ضئيلة، وأن (مودي) تعتقد أن أبو ظبي التي تمتلك 90 % من ثروة الإمارات النفطية ستتقدم لإنقاذ الإمارات الصغيرة الأخرى، بما فيها دبي، إذا ما دعا الأمر.

وتضيف أنه رغم تأكيدات المسئولين على ثبات دعائم اقتصاد المنطقة إلا أن المحللين يخفضون توقعاتهم بالنسبة للنمو الاقتصادي في الخليج، ويرون أن الضغوط التضخمية ستخف إلا أنه سيتم تأجيل تنفيذ كثير من خطط المشاريع العملاقة.

العالم تغير إلى الأبد

صحيفة «الديلي تلجراف» تنشر حديثا مع العالم الاقتصادي الأمريكي مايكل سبينس الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2001.

تقول الصحيفة إن سبنس الذي فاز بالجائزة على أبحاثه في (كيفية استجابة الأسواق لنقص المعلومات) هو خير من يمكن أن يشخص الأزمة الحالية.

وتنقل الصحيفة عن سبنس قوله «رغم أن احتمالات تكرار الكساد العظيم صغيرة إلا أنه من الواضح أن العالم قد تغير إلى الأبد».

ويقول سبنس إن المشكلة هي أن الناس لم يكونوا يعون جيدا حجم المجازفة في النظام، «ببساطة ليس لدينا معيار لحساب المخاطرة».

ومن الأسباب أيضا في رأي سبنس إن الناس لم يعرفوا بالضبط قيمة الأوراق في النظام المالي مثل سندات الدين بضمان القروض العقارية، أو حجم الخسائر التي قد تتحملها المصارف.

وتقول الصحيفة إن سبنس يخشى من أن الدول- الصغيرة والكبيرة منها- قد تستغل هذه الأزمة لإغلاق حدودها والتنكر للعولمة، ويضرب مثلا على ذلك بالخلاف بين بريطانيا وآيسلندا حول مصير الاستثمارات البريطانية في الدولة الاسكندنافية بعد الانهيار الذي ضربها.

ويقترح سبنس لمنع ذلك تحديد القطاعات في الاقتصاد التي يجب معاقبتها، وبالتالي يقترح حظر صناديق التحوط، وفرض ضوابط أكبر على رؤوس الأموال وأسعار الأصول. ومن اقتراحاته أيضا إنشاء مؤسسة عالمية، لا لتشخيص مواطن ضعف الاقتصادات أو الأنظمة المالية فحسب، بل تكون لها السلطة لفعل شيء ما حيال ذلك. ويصف سبنس تلك المؤسسة بانها ستكون «كصندوق النقد الدولي لكن بأنياب».

«تحالف الراغبين» ضد إيران

وقد لايكون بعيدا عن الأزمة المالية العالمية تجدد الحديث عن الحصار الاقتصادي على إيران. إذ تقول صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبحثون إنشاء «تحالف الراغبين» لفرض عقوبات اقتصادية على قطاعات الطاقة والمال في إيران دون الحاجة إلى دعم الأمم المتحدة لتفادي معارضة دول مثل روسيا والصين، وذلك مع ازدياد القلق إزاء تسريع إيران لبرنامجها النووي، واحتمال قيام إسرائيل برد عسكري عليه.

وتقول الصحيفة إن دينيس روس مستشار باراك أوباما (المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية) للشؤون الخارجية قد اشترك مؤخرا في وضع تقرير حذر من أن «الأوروبيين يزيدون احتمالات الحرب إذا لم يشددوا العقوبات ضد إيران».

وتضيف «الفاينانشيال تايمز» أن التقرير الذي وضعه مركز أبحاث (بايبارتيزان بوليسي سنتر) في واشنطن يدعو إلى «اتخاذ خطوات عسكرية فورية للتعامل مع إيران، مثل إعادة نشر القوات الأمريكية والحليفة، وإرسال حاملات طائرات أخرى وكاسحات ألغام ومعدات عسكرية أخرى إلى المنطقة».

المالكي وحكم العراق

وعن العراق جارة إيران تنشر صحيفة «التايمز» لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحت عنوان (آمال ومخاوف والطريق إلى الأمام بالنسبة لصاحب أصعب مهنة في الشرق الأوسط). وتستهل الصحيفة تقريرها عن اللقاء بالقول إن من الخطأ الحكم على نوري المالكي من الانطباع الأول، إذ قد يبدو في مظهره كمدير بنك جاد إلا أنه لا أحد في هذا البلد الفوضوي والعنيف لديه أدنى شك بأن الرجل ذا الـ 58 عاما هو صاحب السلطة.

وتقول الصحيفة إن البعض يرى في المالكي خلاص البلاد، فيما يرى آخرون أنه سلطوي، لكن كل من شاهده وهو يعمل على اقتناع تام بأنه سيبقى على رأس السلطة لفترة طويلة.

تنقل الصحيفة عن المالكي نفيه لما ورد في فيلم وثائقي بثته محطة (بي.بي.إس) الأمريكية تقول فيه إن المالكي أقال عمدا أحد القضاة الخمسة في محاكمة صدام حسين واستبدله بقاض آخر «أكثر احتمالا لإدانة الدكتاتور العراقي وإصدار حكم الإعدام بحقه». وتقول الصحيفة إن المالكي بعد نجاحه في السيطرة على البصرة ومدينة الصدر ببغداد يخطط للمرحلة التالية في إعادة تأهيل بغداد.

وتقول الصحيفة إن «المالكي لايخفي ترحيبه فيما لو انسحبت القوات البريطانية الموجودة في جنوب العراق، إلا أنه يريد أن تبقى القوات الأمريكية في البلاد حتى عام 2011 حتى توفر القوة الجوية والتدريب والدعم لقواته الناشئة، إلا أن الحصول على الدعم السياسي لهذه الخطوة أمر صعب خاصة بين إخوانه الشيعة، وكثيرون منهم مرتبطون بإيران التي تريد خروج القوات الأمريكية من العراق بأسرع ما يمكن».

تقول الصحيفة أيضا إنه من الواضح أن المالكي يشعر بالقلق إزاء وضع مدينة كركوك، وتنقل عنه أن الحل الوحيد لوضع المدينة هو معاملتها معاملة خاصة كأن تكون منطقة مستقلة، «فكركوك تعود إلى الحكومة الاتحادية وهي خارج حدود المنطقة الكردية، ولن يتم حل مشكلتها بإرسال قوات».

وترى الصحيفة أن النقطة المضيئة الوحيدة في الأفق السياسي للمالكي هي الخطوة الرمزية بانتقال السفارة الأمريكية بنهاية العام من موقعها الحالي في القصر الجمهوري إلى موقها الجديد، وانتقال المالكي من ثم إلى القصر.

وتضيف التايمز أن المالكي سيتخذ خطوات لتفكيك المنطقة الخضراء، وهي المنطقة شديدة التحصين في وسط بغداد التي تضم السفارتين الأمريكية والبريطانية وعددا من المباني الحكومية.

وتختم الصحيفة تقريرها بقول المالكي «انتهى وجود منطقة خضراء في العراق ومنطقة حمراء في العراق، فكل بغداد يجب ان تكون خضراء».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى