«الأيام الرياضي» تفتش في خفايا وحيثيات قرار إقصاء منتخب الناشئين من نهائيات البطولة الآسيوية.. السؤال المحير: لماذا لـم يغادر المنتخب الإماراتي طشقند؟ القائمون على البطولة وبعض المسئولين في الاتحاد الآسيوي استقصدوا منتخبنا وحده

> طشقند/ صنعاء «الأيام الرياضي» خاص:

>
عاد منتخبنا الوطني للناشئين من طشقند لكن تداعيات قضية استبعاده من الدور ربع النهائي لنهائيات كأس آسيا لم تنته بعد، فمازال الشارع الرياضي اليمني يضرب أخماسا في أسداس، متسائلا وباحثا عن أسباب وخفايا قرار إقصاء الأحمر الصغير، وهو على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى نهائيات كأس العالم للناشئين 2009م.

«الأيام الرياضي» ستحاول- في السطور التالية- التفتيش في أوراق وحيثيات هذا القرار المفاجئ الذي صدم وهز الأوساط الجماهيرية والرياضية، وأصاب أحلامها وتطلعاتها في مقتل، خاصة بعد أن قدم منتخبنا في ختام الدور الأول مباراة كبيرة أمام نظيره الياباني، وحول تخلفه بهدف إلى فوز هام ومستحق بهدفين لواحد، وأصبح أول العرب المرشحين بقوة للتأهل إلى النهائيات العالمية في نيجيريا.

القرار لم يصدر عن اللجنة التأديبية (لجنة الانضباط) وإنما صدر عن لجنة الاستئناف بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ويوضح القرار أنه بعد إخضاع اللاعب وسام صالح أحمد الورافي للفحص من خلال الرنين المغناطيسي تبين أن اللاعب المذكور قد تجاوز السن القانوني الذي يؤهله للمشاركة في بطولة الناشئين تحت 16 سنة، وبما أنه قد نزل إلى الملعب في مباراتين من المباريات الثلاث في الجولة الأولى ضد الإمارات وماليزيا، فإن المنتخب اليمني يعتبر خاسرا للمباراتين، المباراة الأولى مع الإمارات تعتبر لاغية لأن المنتخب الإماراتي هو الآخر أنزل لاعبا غير مؤهل، أما المباراة الثانية فتحتسب نتيجتها 3/صفر لصالح ماليزيا.

ما يعني أن القرار لم يكن (إقصاء) مباشرا، ولكنه تضمن (الإقصاء) بعد أن سحب الفوز الذي منحه لمنتخبنا أمام الإمارات، وسحب نقطة التعادل أمام ماليزيا وأبقى على الفوز على اليابان 1/2 فأصبح رصيد منتخبنا 3 نقاط فقط، بعد أن كان قد أنهى الدور الأول متصدرا مجموعته بـ 7 نقاط..ويشيرالقرار في حيثياته إلى أنه تم فحص اللاعب أولا من قبل اللجنة الأولية لخبراء تحديد العمر باستخدام الرنين المغناطيسي، التي تكونت من ثلاثة أعضاء (ياباني، ماليزي ومالديفي) ولم يصدر الثلاثة رأيا واحدا ومتفقا حول عمر اللاعب، وإنما قرر الأول والثاني أن «عظام اللاعب المشعة قد أكملت الاندماج بشكل كامل (6 درجات) مما يعني أنه تجاوز 16 عاما»، بينما قرر عضو اللجنة الثالث المالديفي أن «فحص اللاعب أظهر (5 درجات) أي أنه غير متجاوز للعمر القانوني (16عاما)» لكن الاتحاد الآسيوي أحال نتيجة الفحص للمراجعة عن طريق إضافة خبيرين آخرين من (زيوريخ) اللذين قررا أن «نتيجة الفحص (6 درجات) وأن عمر اللاعب أكبر من 16 سنة».

الترجمة العربية لقرار لجنة الاستئناف بالاتحاد الآسيوي جاءت في خمس صفحات وعند قراءة حيثيات القرار بتمعن يمكن أن نستشف أن هناك في الاتحاد الآسيوي من وقف بقوة واستقصاد وإصرار وترصد لإثبات أن اللاعب اليمني وسام الورافي متجاوز للعمر القانوني.

قد يكون اللاعب فعلا متجاوز للسن، لكنه بالتأكيد ليس اللاعب الوحيد في البطولة المتجاوز للعمر المحدد، فقد شاهدنا لاعبي كل المنتخبات المشاركة، ويمكن الجزم بالنظر أنه يوجد في كل منتخب على الأقل ما بين ثلاثة إلى أربعة لاعبين فوق السن القانوني، بل إن بعض المنتخبات معظم لاعبيها أكبر من سن 16عاما، لكن يبدو جليا أن القائمين على البطولة وبعض المسئولين الكبار في الاتحاد الآسيوي استقصدوا المنتخب اليمني وحده، على الرغم من أن لاعبينا هذه المرة كانوا- بشكل عام- الأصغر سنا في تاريخ المشاركات اليمنية في بطولات الناشئين الآسيوية.

لايمكن القول- بشكل قاطع- أن قرار لجنة الاستئناف الآسيوية كان خاطئا، لكن يمكن وصفه بـ (الظالم)، من خلال خلفياته وحيثياته وتناقضاته وتوقيته، ودعونا نطرح الملاحظات التالية:

أولا: المنتخب الإماراتي احتج على تجاوز بعض لاعبي منتخبنا للأعمار وخاصة وسام الورافي، وقامت اللجنة التأديبية بفحص اللاعب، وأبلغت البعثة اليمنية بنتيجة الفحص يوم الخميس 2008/10/9 وطلبت منها إيضاحا فكان رد البعثة اليمنية أن اللاعب شارك مع المنتخب بناء على البطاقة الآسيوية الممنوحة له سابقا بعد أن كان قد شارك في بطولة البراعم 2006م والتصفيات الآسيوية 2007م، وأن هناك خطابا من الاتحاد الآسيوي يؤكد أن اللاعبين الذين لديهم بطاقات آسيوية ليس بالضرورة أن يخضعوا للفحص في بلدانهم، وبعدها قررت اللجنة التأديبية رفض الاحتجاج الإماراتي وأبلغت البعثة اليمنية أن منتخبها مازال مستمرا ومتواجدا في دور الثمانية.

ثانيا: الملاحظ أن اللجنة التأديبية رفضت يوم الخميس 2008/10/9 أي بعد نهاية الدور الأول احتجاج الإمارات التي لا يحق لها استئناف القرار، لكن بعثة المنتخب الإماراتي ظلت في طشقند ولم تغادر لأكثر من ثلاثة أيام حتى يوم الأحد 2008/10/12، وهو موعد الدور ربع النهائي، حيث ظهر الاحتجاج الاسترالي، وفي اليوم نفسه وقبل انطلاق المباريات وبعد أن حضرت قيادة بعثتنا الاجتماع الفني لمباراة منتخبنا أمام نظيره السعودي أصدرت اللجنة الاستئنافية قرارها، ووجد المنتخب اليمني نفسه خارج البطولة ووجد الجميع أن المنتخب الإماراتي أصبح طرفا في الدور ربع النهائي أمام استراليا، وأن السعودية ستقابل اليابان..فكيف حصل هذا في يوم المباراة نفسها؟! ولماذا لم يغادر المنتخب الإماراتي طشقند؟ إلا إذا كان لديه إيعاز وتأكيد أن مهمته لم تنته بعد، وأن هناك قرارا مازال يطبخ في الكواليس؟.. ثم كيف دخل المنتخب الأسترالي في الخط وهو ليس ضمن مجموعتنا، ولن نقابله في ربع النهائي؟!

هذه كلها - وغيرها- أسئلة توحي أن (وراء الأكمة ما وراءها)..وربما تأتي الأيام بإجابات شافية تكشف ما خفي أو بعض ما خفي في كواليس نهائيات كأس آسيا للناشئين 2008م بطشقند!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى