أيها العير إنكم لمزورون

> «الأيام الرياضي» أحمد النويهي:

> كنا نأمل أن يأتي المؤتمر الصحفي للاتحاد العام الذي عقد أمس الأول الإثنين بشيء جديد يكشف فيه للجمهور الرياضي وثائقه الدامغة التي تؤكد مصداقيتنا وعدم وجود تلاعب في أعمار اللاعبين، لكن المؤتمر الصحفي كانت نتائجه تدور حول نفسها، الأمر الذي زاد من الشكوك بمصداقية القائمين على المنتخب وطريقة الاختيار.

ومهما كانت التصريحات والبيانات التي كرست لهدف وضعنا في خانة المقهورين والمعرضين للدسائس والمؤامرات إلا أن الحقيقة التي لاغبار عليها أننا فعلا مغالطون، فالقضية برمتها لا تحتاج إلى رنين مغناطيسي أو رقم آسيوي أو جواز سفر بقدر ما يحتاج إلى شهادة أولياء أمور اللاعبين ومدراء المدارس عن الأعمار الحقيقية التي لن يختلف عليها يمنيان أو أطباء الأسنان.

فقد دأب الاتحاد ومعه آلته الإعلامية في استباق القضية بتهيئة الشارع الرياضي في أن هناك مخططا لإخراجنا في محاولة لامتصاص الغضب قبل حدوثه، وهي لعبة مكشوفة من الاتحاد والقائمين على المنتخب الذين لا يهمهم سمعة البلد ولا سيادته، فإذا كانت اللجنة المنظمة احترمت سيادة الدولة واكتفت باتهام لاعب واحد فقط، فنحن قد كنا أكثر من أهان سيادة البلد حينما استخرجنا وثائق للاعبين تم فيها تزوير أعمارهم الحقيقية، وهي نتاج طبيعي للعشوائية التي تدار بها عملية الاختيار، الذي كان محقا فيها الكابتن مقبل الصلوي عندما ترك المنتخب بعد أن اشتم ربما حالة التزوير مبكرا.

ومما لا شك فيه أن ثلثي أعضاء المنتخب تجاوزت أعمارهم الـ19 عاما، وهي الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها والتذرع بأننا تعرضنا للظلم.

إذا كانت اللجنة المنظمة كشفت التلاعب بعد تأهلنا، وذلك بعد الاحتجاجين الإماراتي والاسترالي، فهو من حقهما أن يحتجا مثلما فعلنا بعد مباراتنا مع الإمارات، فعندما قبل احتجاجنا صفقنا ومدحنا حيادية اللجنة، وعندما كان الأمر ضدنا أقمنا الدنيا، وكنا أكثر أنانية، ونحن نعيش في غرة أفراحنا بالفوز على اليابان الأصغر منا عمرا، وأبصم بالعشر أنه لا يوجد لاعب ياباني عمره كبير، لذلك كان من السهل على منتخبنا الكبير في عمره الصغير في جوازات السفر أن يفوز على فريق أصغر منه عمرا، وهنا مربط الفرس، فما هي الفائدة التي سنجنيها عندما نلعب مع أصغر منا.

فالمسألة ليست البحث عن إنجازات بقدر ما هي تأسيس مستقبلي للرياضة اليمنية، خاصة وأننا لا نعرف بطولات للفئات العمرية، ولا نجعل اهتمامنا للرياضة المدرسية التي هي أساس التطور.

صحيح أن القضية كان وقعها كبيرعلينا، لكن هذا لا يعني أن نظل نبكي على اللبن المسكوب، ونعيش على الصدقات والهبات، إنما ما نريده هو النظر بجدية لكل ملابسات القضية، بعيدا عن التزلف وكيل الاتهامات للآخرين، وأن نحقق مع كل من اختار اللاعبين، ونكشف الأمر برمته للجمهور الرياضي، وأن نترفع عن البحث عن تأهل يأتي بتواطؤ وتلاعب من تحت الطاولات، فإما أن نتأهل بجدارة وبسن قانونية، وإما نظل نحفر في الجدار وحتما سنجد فتحة للضوء.

في الأخير ولكي نكون واضحين، اتحادنا الموقر والجهاز الفني هما سبب ما جرى ونحن المتهمين ولا أحد سوانا، ومبروك للمتأهلين الذين استفادوا من أخطائنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى