أزمة مالية.. أم أزمة ضمير؟

> «الأيام» صبري سالم بن شعيب /الشيخ عثمان - عدن

> منذ سقوط المعسكر الشيوعي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وبروز المعسكر الرأسمالي بشكل كبير في أنحاء مختلفة من العالم.. كواحد من الاتجاهات التي فرضتها على البلدان الشيوعية وبعد انتهاء الحرب الباردة.

نلاحظ هنا بأن الاشتراكيين كانوا متطرفين جدا في آرائهم التي كانوا يعتقدون بأنها هي الأنسب على الإطلاق لحل مشاكل العالم، من خلال سيطرة الدولة على كل شيء بما فيه حرية الإنسان، لذلك لم تصمد تلك الأفكار طويلا، وكنتيجة طبيعية لسيطرة الدولة انهارت المنظومة الاشتراكية، وتحولت جميع دولها إلى الرأسمالية التي أعطت الحرية للفرد في امتلاك ما يشاء بطرق قانونية وغير قانونية، وشريعتها هي القوة في المال والسلاح، وفتح الأسواق، والسوق الحرة وتنقل الأموال بحرية مطلقة ويسر، وعدم التدخل في الأسواق أو الرقابة عليها، وعدم تحمل الدولة الرأسمالية أية أعباء أو التزامات في الغذاء والدواء والسكن والتوظيف أو الدعم لمواطنيها.

لذا فإن أصل المشكلة المالية العالمية هو فشل في المعسكرين الاشتراكي أولا والآن الرأسمالي، لأن في الأول سيطرة الدولة على كل شيء، وجعل المواطن يعتمد عليها في كل شيء، لذا انهارات كليا، وأفلست سريعا، وفي الثانية ابتعاد الدولة عن مواطنيها وجعلهم تحت رحمة ومصير الأسواق المالية والعرض والطلب، وترك الحبل على الغارب، وعدم الرقابة على هذه الأموال، فانهارت جميع الأسواق بشكل مأساوي، حتى تدخلت الدولة، ولكن كان الوقت قد فات، وسبق السيف العذل.

وهي نتيجة طبيعية لانعدام الضمير الحي والصادق في كلا المعسكرين، إذ لو كان هناك توازن صادق للحقوق والواجبات، وأخذ مبدأ الثواب والعقاب، وعدم التطرف في الآراء والأفكار، وترك الفقراء يصارعون الموت وإنهاء الطبقة الوسطى من المجتمع من الوجود وإطلاق العنان للثراء الفاحش وجمع الأموال بطرق شرعية وغير شرعية لفئة لاتتعدى 2 % من تعداد سكان العالم تجمع الثروات والأموال بيدها، وترك بقية الناس لمصير مجهول، وعدم مساعدتهم.. كل هذه العوامل بالإضافة إلى التعامل مع الربا وهو بلا شك حرب مع الله ورسوله، لأن المال الحرام الذي ينبت على السحت ينهار ولو بعد حين.

والصورة جلية وواضحة وضوح الشمس في هذه الأزمة المالية، وبالتالي فعقلاء معسكر الرأسمالية بدأوا يفكرون في طرح بديل مناسب لحل هذه المشكلة، والأخذ بنظام التعامل الإسلامي، وهو المرابحة والدخول في الكسب والخسارة بالتساوي، بحيث يصدق مبدأ لا ضرر ولا ضرار.

في الأخير هل ستتحرك البلاد الإسلامية بشكل جدي بحيث تنأى بنفسها عن الربا، لأن لديها كتاب الله وسنة سوله، وفيها كل الحلول الممكنة لمشاكل ومتاعب الناس في أنحاء المعمورة بضمير حي وإخلاص النية لله تعالى؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى