فيما يتواصل مسلسل نزوح اللاجئين الصوماليين إلى سواحل شبوة .. الكلاب والطيور تعبث بالجثث والأشلاء الآدمية للغرقى الأفارقة على طول السواحل اليمنية
> أحور/عتق «الأيام» خاص:
نازحون صوماليون يحاولون الذهاب إلى المدن
وقال لـ«الأيام» مصدر أمني مسئول بأحور:«أضحت ظاهرة النزوح اليومي للأفارقة شيئا اعتياديا على السواحل اليمنية فعند ساعات الصباح الباكر رست على سواحل منطقة حصن بلعيد سفينة كانت تقل 157 نازحا، 113 من الذكور، 39 من الإناث و5 أطفال، بينما أكد لنا النازحون أن القراصنة قد قاموا بقذف 4 جثث بعرض البحر لنازحين أثيوبيين بينهم فتاة أثيوبية حاول القراصنة اغتصابها بالقوة، ولكنهم لم يستطيعوا فعل لك فقذفوها وثلاثة من مرافقيها الأثيوبيين بعرض البحر».
وقال:«لقد تبين من عرض النازحين أن من بينهم ثلاثة إرتيريين لاتتجاوز أعمارهم 30 عاما، وبعد ذلك همّ النازحون بالاتجاه صوب محافظة حضرموت دون أن يصل إليهم العاملون بالمفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلاحدود العالمية كي يتم فحصهم أو حتى تقديم شيء من الغذاء لهم، ومن ثم يتم نقلهم إلى مخيم إيواء اللاجئين بمنطقة خرز».
وفي منطقتي حناذ والملحة الساحليتين بأحور طفت عدد من الجثث والأشلاء الآدمية على طول الشريط الساحلي للمنطقتين، وقام الصيادون بدفنها على بعد أمتار من الشاطئ.
وبحسب شهود عيان من الصيادين فإن هناك عددا كبيرا من الكلاب أخذت تعبث بأشلاء وجثث الغرقى، ناهيك عن الطيور وبعض الأحياء البحرية التي توجد على شاطئي المنطقتين اللذين يكتظان بعشرات المقابر الجماعية التي يبلغ عمقها ثلاثة أمتار، وحفرت بالقرب من مياه البحر، وهو ما سبب نزوح عدد كبير من الأسر القاطنة بمناطق الملحة والشاقة وحناذ والمساني وحصن بلعيد صوب مدينة أحور خاصة بعد انتشار الروائح العفنة الكريهة المنبعثة من المقابر الجماعية وكذلك قيام الحيوانات والطيور بنبش القبور والتغذي من تلك الجثث والأشلاء.
وعلى الصعيد نفسه شوهد العشرات من اللاجئين الصوماليين أمس في عدد من مناطق محافظة شبوة (مانه، بئر علي، عين بامعبد، وخط ميفعة - عتق)، حيث كان عدد منهم يتجهون إلى مدينة عتق سيرا على الأقدام على طول الخط العام، والآخرون ملقى على الأرض، وقد بدت عليهم مظاهر التعب والإرهاق.
وأكد لـ «الأيام» عدد من النازحين أنهم قدموا من الصومال على ظهر سفن تهريب صومالية، وتحدثوا عن الانتهاكات التي تعرضوا لها من قبل المهربين الذين تقاضوا مئات الدولارات مقابل عملية تهريبهم إلى اليمن.
وفي هذا السياق أفادت «الأيام» مصادر رسمية بأن الأجهزة الأمنية بمديرية رضوم قامت في وقت سابق من هذا الأسبوع بضبط سفينة تهريب صومالية، كان على متنها 115 صوماليا، بالإضافة إلى طاقم السفينة المكون من ثلاثة أشخاص، حيث تم ترحيلهم جميعاً إلى مخيم اللاجئين بمديرية ميفعة بشبوة.
وفي أحد ردود فعل السلطة المحلية بالمحافظة على تفشي ظاهرة نزوح اللاجئين صرح لـ «الأيام» الأخ سعيد طالب القميشي مدير عام شئون المغتربين بشبوة قائلاً:«على الرغم من أن الموضوع لا يدخل في اختصاصنا بصورة مباشرة إلا أننا كمسئولين في المحافظة يهمنا ذلك.
وأصبحت هذه الهجرة تشكل عبئا كبيرا على الوطن، حيث لم يقتصر النزوح على القادمين من الصومال فحسب، الذين شملتهم بعض الاتفاقيات بين بلادنا والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، لكن هناك جنسيات أخرى لم تشملهم الاتفاقيات مثل الأثيوبيين والإرتيريين وغيرهم من الجنسيات الأفريقية الأخرى..
وفي الحقيقة لقد تسبب هذا النزوح في كثير من المشاكل والاختلالات الأمنية، وكذا انتشار الأمراض التي يحملها الكثير منهم، وذلك في ظل شحة الإمكانيات وضعف المراقبة والضبط على امتداد شواطئ البلد.
لذلك نتمنى وقف عمليات التهريب هذه والحد منها، وذلك بتكثيف الرقابة البحرية وإيصال النازحين الذين شملتهم الاتفاقية إلى مراكز الإيواء ومنع خروجهم إلا وفقاً لما أشارت إليه الاتفاقية، مع مراعاة بعض الجوانب الإنسانية للاجئين، وبما لا يضر بأمن واستقرار وصحة المواطن اليمني».