بعد فوات الأوان

> «الأيام» علي محمد خديش /الحمراء - لحج

> فوجئت في ساعات النهار برائحة زكية تجذب الأنوف وطقطقات كعب راقص تدخل مملكتي الصغيرة، نظرت إليها وجدت أمامي فتاة دون العشرين ربيعاً، جميلة ممشوقة القوام تلبس ثوبا مضغوطا وقصيرا شفافا، يبرز مفاتنها الناضجة وأنوثتها الصارخة التي تروي الظمأ الشديد، ذات عينين واسعتين، فيهما عمق ليس له قرار وإصرار لايلين، تحمل في يدها حقيبة سوداء مدلاة بسلسة ذهبية، وقد أخرجت منها أحمر الشفاه وأصباغ الأظافر، وطلت ما تحتاجه وتأبطت زوجي الغارق في غيبوبة الأحلام.

فركت عيني بقوة لأتحقق مما أرى، نظرت في مرآة مشروخة كانت بحوزتي، وجدت نفسي فيها، قذرة منكوشة الرأس تفوح من أثوابي رائحة الطعام، وملابس متسخة بأتربة الكنس والتنظيف، أسرعت في إصلاح نفسي كي أدرك زوجي المسلوب لإنقاذه من يدها، لكنه توارى عن ناظري وذاب في الزحام، وعيناي لاتبرحان النظر إليه، على أمل العودة، وفيهما دمعتان تترقرق إحداهما ندما والأخرى رحمة بالصبية الذين أحاطوا بي ومنعوني اللحاق به، لم تصدق عيناي ما حدث، وكأنه حلم.. إنها صديقتي العزيزة الخائنة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى