بمنتدى أنصار الثقافة والتراث في غيل باوزير.. مدينة غيل باوزير دراسة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية (1967-1936)

> غيل باوزير «الأيام» عمر فرج عبد:

>
المحاضر جروان وهو يحاضر الأدباء والمثقفين
المحاضر جروان وهو يحاضر الأدباء والمثقفين
وسط حضور كبير من الأدباء والمثقفين أقامت جمعية أنصار الثقافة والتراث بمدينة غيل باوزير في منتداها الثقافي مساء أمس الأول، وضمن فعاليات برنامجها الثقافي أمسية أدبية، ألقيت فيها محاضرة للأستاذ عدنان محمد جروان، قدم فيها عرضا لكتابه القادم الذي يحمل عنوان (مدينة غيل باوزير.. دراسة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، من 1936 - 1967)، حيث حاول الكاتب جاهدا من خلال هذه الدراسة تغطية فترة مهمة من تاريخ حضرموت الحديث والمعاصر، يمتد من عام 1936 - 1967، تناول فيها بالتحديد دراسة مدينة غيل باوزير في النواحي السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية.

وتكمن أهمية الفترة التي تناولتها الدراسة في أنها مثلت مرحلة خاصة ومميزة في تاريخ مدينة غيل باوزير لأهميتها كرافد اقتصادي مالي لخزينة السلطنة القعيطية من ناحية، ولأهميتها الثقافية في النهضة التعليمية التي أفرزت فئة متنورة، بدأت تشعر بواجبها السياسي تجاه وطنها، فتطور الجانب السياسي في المنطقة وكذا الاجتماعي، مما رفع مستوى المدينة إلى مستوى مدن اليمن المتميزة.

وأوضح الكاتب أن الهدف من هذا الكتاب إعداد رسالة علمية أكاديمية عن مدينة غيل باوزير في تلك الفترة، مؤكدا أن الدافع إلى ذلك هو الأحداث الزاخرة في هذه الفترة التي لا وجود لها في كتابات كثيرة من الكتاب والمؤرخين، وإن وجدت فهي نادرة وعلى استحياء وتركز على جانب بسيط دون الآخر، بالرغم من النهضة الفكرية وما تميزت به غيل باوزير من موارد اقتصادية، حيث تم تقسيم البحث إلى أربعة فصول، يضاف إليها تمهيد وخاتمة.

حيث تناول الفصل الأول الخلفية التاريخية لمدينة غيل باوزير، لأنه من الصعوبة الخوض في الحديث عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الفترة التي تناولتها الدراسة دون الحديث عن الخلفية المدنية التاريخية، فأشار الفصل إلى نشأة مدينة غيل باوزير وظهورها كمعلم مدني في حضرموت، مرورا برحلة آل باوزير حتى استيطانهم الغيل، والصراع السياسي في حضرموت وتأثيره على غيل باوزير، حتى خضوعها لحكم السلطنة القعيطية ومحاولة تنظيم الأوضاع من قبل السلطنة، خاصة في عهد الجمعدار منصر، وبناء الحصن الأزهر والأوضاع التي تلت هذه الفترة حتى عام 1936.

وحمل الفصل الثاني جوهر الموضوع البحثي، وذلك في الجانب السياسي الذي يعد امتدادا للأحداث التي شهدها الغيل، خاصة على الصعيد الداخلي، وتناول فترة تولي السلطان صالح عرش السلطنة، الذي بدأت معه بوادر نهضة فكرية وعلمية وزراعية، أثرت بدورها على الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتطرق هذا الفصل إلى التقسيم الرسمي للمدينة إلى (مقد) و(مسيلة) عام 1957، والذي لم يأت إلا كامتداد لتقسيم عضوي منذ عهد الجمعدار منصر على الغيل، وكان لدراسة المجلس البلدي أهمية خاصة في المدينة في محاولة الوقوف على الأوضاع الداخلية المختلفة، وفي هذه الفترة ظهرت في غيل باوزير حركة وطنية ممثلة بالانتفاضة الطلابية، وتحديدا في مارس عام 1958، ساعدت على انتشار وامتداد الأعمال الوطنية في المدينة منذ بداية الستينات حتى الاستقلال.

بينما تناول الفصل الثالث الأوضاع الاقتصادية ممثلة بالزراعة وأنظمة الري فيها، حيث تميزت الغيل بمصادر المياه المختلفة والزراعة والمحاصيل النقدية مثل التمباك والحناء، أدت إلى بروز حركة تجارية في الغيل، وازدهرت الصناعات والمهن الحرفية، كما أن سوء الأوضاع السياسية في فترة الستينات ألقت بظلالها على مختلف الأوضاع، خاصة الاقتصادية منها، وهو ما أدى إلى حركة هجرة واسعة عن المدينة.

وأفاد الباحث جردان أن الفصل الرابع خصص لدراسة الأوضاع الاجتماعية مثل التركيبة الاجتماعية لسكان غيل باوزير والعادات والتقاليد الاجتماعية والأوضاع الثقافية، وكذا الأوضاع التعليمية التي كان أبرزها التعليم الديني المتمثل بدور المعلامة ورباط الغيل، وظهر التعليم الحكومي في عام 1936، بتأسيس مدارس ابتدائية في الغيل والقارة وبعد ذلك في شحير، وتحولت المدرسة الوسطى من المكلا إلى غيل باوزير عام 1944، وتحدث الكاتب في هذا الفصل عن الأغاني والرقصات الشعبية والأنشطة الرياضية والثقافية ومكتبة المعارف عام 1951 والمعهد الديني عام 1949، وهو ما جعل من غيل باوزير منطقة تعليمية للسلطنة القعيطية ومنبرا علميا لمختلف مدن حضرموت، موضحا أن هناك صعوبات رافقت الدراسة كعدم تمكنه من الحصول على جميع الوثائق المهمة، شاكرا كل من وقف معه وسانده في الدراسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى