بورصة بغداد تشهد استقرارا وسط اضطراب في عالم المال

> بغداد «الأيام» بنيامن مورغن :

>
خلافا للانهيارات في اكبر الاسواق المالية في العالم، اثبت المؤشر الرئيسي في بورصة العراق استقراره رغم العنف الذي ما يزال مستشريا خارج بغداد.

وحقق مؤشر البورصة "اي اس اكس" اكثر من خمسين بالمئة منذ مطلع السنة الحالية مسجلا نهاية الاسبوع الماضي 36،51 نقطة مقابل 6،34 قبل تسعة اشهر.

وخلال الاسابيع التي اهتزت خلالها الاسواق وعالم المال، استمر المؤشر في الارتفاع رغم تراجعه نقطتين في احد الايام.

ويقول الشاب نينوس اشماييل انه حقق نسبة اربعين في المئة من الارباح من خلال استثماراته منذ مطلع السنة الحالية، مؤكدا ان "الازمة المالية العالمية لم تؤثر فينا نظرا لانعدام علاقاتنا مع العالم الخارجي".

ويبدو مقر البورصة المحمي بجدران اسمنتية ومسلحين في حي الكرادة التجاري في وسط بغداد شبيها ببورصة وول ستريت في بداياتها ابان القرن التاسع عشر.

وتعمل البورصة بالاسلوب اليدوي بدلا من الاجهزة الحديثة. لكن رئيس البورصة طه احمد عبد السلام يقول ان التعامل بواسطة الاجهزة الالكترونية سيبدا خلال تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويضيف "سيسمح ذلك للمستثمرين بالقيام بعمليات البيع والشراء في الجلسة ذاتها" لانه يتعين على حملة الاسهم حاليا الحصول على شهادة شراء، الامر الذي قد يستغرق اسبوعين قبل امكانية بيعها مجددا.

اما التعامل في العقود الاجلة على غرار الاسواق الاخرى فليس مسموحا في بغداد حيث يوجد القليل من المستثمرين الاجانب.

ويتم تسجيل عمليات البيع او الشراء على لوح ابيض في القاعة الرئيسية.

وازداد الطلب على اسهم الفنادق في الاشهر الاخير باعتبار انها مضمونة من حيث تحقيق الارباح. فقد سجلت هذه الاسهم ارتفاعا في الشهرين الاخيرين بنسبة اربعين في المئة.

ويعزو بعض المتعاملين ذلك الى شائعات متداولة تتعلق باستثمارات في هذا القطاع.

ويضيف اشماييل (30 عاما) وهو المتعامل الاصغر سنا في قاعة المبادلات ان "للشائعات تاثيرا ضخما على هذه السوق ولا علاقة لارتفاع قيمة الاسهم بالحقائق الاقتصادية".

والمؤشر الذي يعمل ساعتين يوميا لثلاثة ايام في الاسبوع ليس بمنأى عن تقلبات الاسواق العالمية.

ويقول عادل الجواهري المتعامل في البورصة منذ اكثر من 15 عاما ان الازمة "العالمية قد تؤثر في العراق الذي يصدر النفط اساسا ويستورد كل انوع البضائع الاخرى,وفي حال حدوث تقلبات في الاسعار، فان ذلك قد يؤثر في الشركات".

اما اسهم القطاع المصرفي التي تشكل 94% من حجم المبادلات، فقد تراجعت أمس الأول الماضي حيث سجل سهم بنك كردستان الدولي في العراق انخفاضا نسبته 5،8% كما تراجع سهم مصرف الوركاء بنسبة 8،6%.

وتشكل الاستثمارات الاجنبية وغالبيتها من الدول العربية خمسة بالمئة فقط من الحجم الكلي للاستثمارات في السوق العراقية.

وفي 2007، بلغ حجم القيمة السوقية لبورصة بغداد 7،1 مليار دولار. وتم تجاوز هذا الرقم العام الحالي، لكنه يبقى بعيدا عن رقم العشرة مليارات دولار في عهد النظام السابق.

ويؤكد قدامى المتعاملين ان البورصة السابقة التي عرفت الفساد وتدخل المحسوبين على الرئيس السابق صدام حسسين مشيرين الى صعوبة تحقيق مكاسب في هذه الايام.

ويضيف الجواهري بحسرة "كانت الاوضاع افضل في السابق".

يذكر ان البورصة اعيد افتتاحها العام 2004 بعد عام من سقوط النظام السابق وكادت ان تغيب مجددا في ظل دوامة العنف وخصوصا في العامين الاخيرين.

ويختم عبد السلام الذي ما يزال يحمل سلاحا "كنت اتصل بالموظفين راجيا منهم المجئ الى العمل". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى