> «الأيام» صالح حمود:

1

شعري/ صديقي

شعري.. أنا.. صديقي ويسبقني

حزني إليه في شوق.. ويدمعهُ

قطراً على ورق الأحلام.. ينثرهُ

للعاشقات أناشيد.. ويجمعهُ

كم قلت زيفاً أنا من صاغ أبحرهُ

قلاعهُ بيدي.. متى ما شئت أشرعهُ

لاتصنع الشعر.. البلاغات.. وتولده

الأحزان.. تضنينا وترضعه

شعري صديقي أنا.. أأكتبه؟

ويمعن البوح عما كنت أمنعه..

أصادق الشعر والأحزان تكتبه

والعشق يرويه.. والثورات تصنعه

2

سجادة الصبر

هو الصبر أيقونة الانتصار

تعويذة المبحرين لصيف الألق

هو الصبر سجادة الانتظار

فأي المرافئ تعدو بها..

تصالح منفاك فيها وتمضي

إلى ما وراء الحدق؟

ومن سيصّلي عليك

إذا أحرقت قدميك القبائل بالنفط

وسدت بوجه رحيلك للروح

كل الطرق؟

3

لا ذلّ دمع ذويك

..................

..................

فلا ذل دمع ذويك

رحيلك أرقى

ابتليت على هذه الأرض.. المسافات

أما جئت إلا لتشقى

لك الله ياصاحبي...

أنا باحث عن بلاد تسكنني

قبل أن تطأها قوافل حزني

وتبقى

أنا ساهم في وميض النجوم

اللواتي تصلي على كتف الدهر

توضأت في مقلتيك

لتلقاك أتقى..

أنا متعب من صحارٍ يقيم بها القيظ سلطانه..

ولست بمثلك آت من عصر نوح

مراكبنا (راجمات)

تحمل موتاً محقاً..

3

فضاء الكتابة

لأن الكلام يئن من بوحه

لأن الحديث

يلبس ضيم الرتابهْ

لأن القصائد تلبس

عري المساء الرتيب

تفقد أعصابها باسقات الكآبة

وتهرب من شفتينا.. تهرب حتى

بقايا رماد الدعابة..

لأن القصائد تلبس عري المسائل المساء الكئيب

تبدأ أنفاسها بالتهام حريق اغتراباتنا

وسط هذا الزحام/ الخواء

تنفث جذوة أحلامنا بغرابة

وتدفعني هارباً..

لفضاء الكتابة
جحاف / أكتوبر 2008