مقاطع من سيرة الجيل الذهبي للكرة اليمنية .. المهاجم المشاكس الكابتن أحمد محسن أحمد نجم فريق شباب الجزيرة

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

> المهاجم المشاكس الكابتن أحمد محسن أحمد هو ضمن من شملهم تكريم «الأيام» «والأيام الرياضي» في نخبة من الجيل الذهبي للكرة اليمنية وبهذه المناسبة «الأيام الرياضي» حاورته حواراً شاملاً وضافياً، نقدم لكم ياأعزائي القراء حصيلته في قادم السطور:

في البدء تحدث نجم شباب الجزيرة قائلاً:

«الاسم الكامل: أحمد محسن أحمد عبدالله من مواليد 5/12/1945م- حافون المعلا- عدن..بدأت اللعب في المدرسة وفي الأحياء الشعبية..برزت في خط الدفاع ثم الوسط (سنترهاف)، أسست نادي الانتصار في مدينة الروضة مع زميلي المرحوم أبوبكر حسين ناصر(رحمه الله) وفؤاد راشد عام 1958م.. كان حبي لفريق الجزيرة وعدم قبولي اللعب مع الفرق الكبرى التي كانت ترغب في ضمي إلى صفوفها قد سبب لي العديد من المشاكل.. فاضطررت للاستسلام والرضوخ لضغوط زملائي ورفاق دربي للعب مع الجزيرة في المباريات الودية - دون الرسمية.. حتى استكمل امتحانات المرحلة المتوسطة .. ولم تشفع لي شروطي أمام إصرار زملائي لأكون أساسيا في فريق الجزيرة الذي تعلقت به منذ صغري».

وتابع:«شكلت ثنائيا مع زميل عمري الكابتن (الذي لا يتكرر) المرحوم عبدالله خوباني (بوشكاش عدن (رحمه الله) وسار مشوارينا حتى اللعب مع منتخب عدن الذي شكل عام 1964م ولعبنا عدة مباريات في مصر العربية..وقد لعبت طوال مشواري مع الجزيرة كصانع ألعاب(team maker) إلى جانب الكابتن عبدالله خوباني وانتهى مشوارينا بعد الاستقلال عام 1967 ورحيل رديفي الذي لا ولن يعوض الكابتن عبدالله خوباني إلى نادي الحسيني ثم تعرضت للإصابة بتمزق عضلي..وقد تم انتخابي كأمين عام لنادي الجزيرة عام 1968م وكنت لاعباً وقائداً للفريق حتى 1972م وتركت اللعب لأترأس النادي حتى 1975م وفي ذلك العام تم انتخابي أمينا عاما لفرع الاتحاد العام اليمني لكرة القدم في عدن.. ثم عدت لرئاسة نادي الجزيرة الذي تم تغيير إسمه إلى شمسان.. وفي عام 1980م تم انتخابي كأمين عام لاتحاد عام كرة القدم حتى عام 1985م حينها قدمت استقالتي من الأمانة العامة بعد مشوار زاخر من العمل ترأست خلالها عدة وفود كروية أهمها الفريق الوطني للشباب الذي مثل البلاد في بنجلادش في الدورة الآسيوية للشباب عام 1978 وبعثة الفريق الوطني للناشئين عام 1984م في الرياض بالسعودية في التصفيات الأولى لكأس آسيا للناشئين وفي هذه الدورة حقق فريقنا الوطني للناشئين المركز الأول..كما ترأست نفس البعثة الكروية للناشئين في التصفيات النهائية لكأس آسيا للناشئين في قطر 1985م ثم تحملت مسؤولية الإشراف والتنسيق للتصفيات الأولى لكأس العالم لمجموعتنا التي كانت تضم اليمن،إيران،والبحرين وتم الإعداد لها لتقام بعدن وعلى ملعب الشهداء بأبين عام 1985».

< وحول مستوى الكرة زمان قال:« كانت الكرة لها نكهة خاصة واللعب كان له طابعه المميز واللاعب لوحده لا يمكن لنا وصفه بجملة من الحديث وكنت أعرف، كما كانت أسرتي ويمكن جميع الأسر العدنية أن اللعب مع الكبار ليس بالأمر الهين والبسيط ، ولكن ماذا نقول عن اللاعب الذي طبيعته المشاكسة والإصرار على دخول هذا الميدان الذي تكتنفه كوابيس التخويف والفزع من نتائج الإصرار عند اللاعب الذي أصر على أن يخوض هذا الميدان ليكون بين مطرقة الملاعب واللاعب القوي والمنذر بالخوف وبين سندان الأسرة التي تبدأ يومها بتلاوة التراتيل والمنبهات والمخوفات من اقتحام سور ملعب البلدية (سابقاً) ملعب الشهيد الحبيشي (حالياً) .

< ومن ذكرياته يشير الكابتن أحمد محسن قائلاً:

أنا وبنت الناس ومعتوق والبوشكاش

«لعبت أول مباراة في ملعب البلدية بكريتر مع فريق شباب اليمن في نهاية العام1958م وهو من فرق الدرجة الثانية وكنت أدرس حينها في السنة الثانية متوسط وحينها برزت موهبتي عندما كنت ألعب مع فريق المدرسة وكذا الفرق الشعبية وكانت المباراة أمام فريق اتحاد لحج الذي كان يلعب له اللاعب المعروف الحسيني الملقب بـ (بنت الناس)، ولعبت هذه المباراة ولكني لم أكملها وقد آذيت (بنت الناس) كثيراً في الشوط الأول وفي الاستراحة قابلت نجم فريق الجزيرة الكابتن معتوق خوباني ودخلت في حديث طويل معه ونسيت مواصلة اللعب في الشوط الثاني حيث كان اللاعب (بنت الناس) يدور عليَّ، وكانت مباراتي الأولى مع فريق شباب الجزيرة في ملعب الشيخ عثمان في مناسبة زيارة ولي الله الصالح (الهاشمي) وكانت المباراة بين فريقي الجزيرة والشعب ضد الواي والهلال والشباب المحمدي على كأس أمير لحج، ولعبت الشوط الأول كمهاجم مشاكس أمام عمالقة فرق الشيخ عثمان الكابتن علي الأوبلي والمرحوم العريجة والمرحوم ناصر يافعي وفي الشوط الثاني سجلت هدف الفوز وقد تسبب الأوبلي في إصابتي بكسر يدي اليمنى وكانت هي البداية غير الموفقة والمزعجة للأسرة ونلت رغم إصابتي علقة ساخنة من والدي رحمه الله وواصلت مشواري الكروي مع رفيق العمر الذي لا يتكرر الكابتن عبدالله خوباني (رحمه الله) بوشكاش عدن، حيث كنا نشكل ثنائياً جميلاً ومبدعاً، وكنت أحب الدخول في مشاكسة مع الدفاع القوي والعنود لأنني كنت اعتمد على قاعدة هي أن الربع الساعة الأولى من المباراة هي قياس سيطرة أو فرض وجود بين المهاجم والدفاع ولي قصص طويلة مع كل مدافع ومن هذه المواقف هي المباراة التي كانت بين فريقي الأحرار والجزيرة قبل يوم من سفر منتخب عدن إلى مصر بدعوة من زعيم مصر والأمة العربية جمال عبدالناصر (رحمه الله) وكانت هناك مواجهة ساخنة بيني وبين دفاع الأحرار القوي يسلم صالح وسببت له إصابة ساعدتني على الانفراد بحارس مرمى فريق الأحرار العملاق نديم عبده حزام، وسجلت أحد أهداف الفوز وفي اليوم الثاني ونحن في المطار للمغادرة إلى القاهرة وكان الحوار الجميل بين صاروخ الشعب سالم الزغير ومدافع الأحرار يسلم صالح عندما شاهد يسلم يتألم من رقبته وسأله: مالك؟ .. فأشار بإصبعه إليَّ دون كلام».

ليلة كاملة في حفره

وواصل قائلا:«ومن ذكرياتي عن هذه المرحلة هي كنا في الطريق إلى الإسماعيلية وقعت لنا حادثة، حيث وقع الباص في حفرة وقضينا ليلة كاملة داخل الباص وكانت المعاناة والتعب وشجار ومعاكسة كل من عباد أحمد وسالم زغير ونديم حزام لسائق الباص (عم شعبان) والجرشبوي حقه (جرجس) نكهة جميلة.. وفي الصباح خرجنا من الباص وعملنا دائرة وكنا نغني وكان نجم الغناء العملاق الذي لا يضاهى في مرحه وخفة دمه الكابتن نديم حزام الذي كان يغني الأغنية العدنية الشهيرة أيام زمان (ياشجرة البسابس..عاد الفل يابسي). وعندما جاء إلينا نائب وزير الداخلية المصري ورأى الفريق وهو يضحك ويغني قال كلمة لا زلت احتفظ بها حتى يومنا هذا، فقد ظل هو وطاقم الداخلية المصرية يبحثون عنا طوال الليل ونحن محبوسين في داخل الباص بسبب دخول الباص في حفرة لم يرها السائق (عم شعبان) بسبب المطر الغزير».

لكمة خليل

ويستطرد الكابتن أحمد محسن قائلاً: «أجمل المباريات التي لعبتها كانت ضد فريق القطيعي، وكنت أحب دائما أن ألعب أمامه لأنه فريق كان يملأ الملعب رغم أن الأحرار كان فريقي الثاني،ولأنه من طبيعتي المشاكسة فقد كنت أشعر بنفسي وقدرتي كلاعب عند مواجهتي لدفاع القطيعي وحارس مرماه النجم الكبير كرستوفر سلول، ورغم أننا هزمناهم بخمسة أهداف إلا أن المباراة كانت بيني والكابتن عبدالله خوباني وبين الكابتن خليل وعبدالعزيز والبرت بيتر وخلفهم كرستوفر سلول فبعد تسجيلي الهدف الثاني كنت استفز دفاع القطيعي بدخول مرماهم والتلاعب بالكرة داخل المرمى، ولكن هذه الحركة كلفتني (لكمة من خليل) لازالت آثارها حتى اليوم، ولازلنا نتبادل الذكريات بيني وبين خليل هذه الأيام وأقول له (بصمة يدك مسجلة على ذقني)، وأجمل هدف سجلته ضد شباب التواهي هذا الهدف لم أعرف الحركة التي سجلته بها إلا من شرح الصحفي المعروف الطيب محمد البيحي رحمه الله في صحيفة «الأيام» في ذلك الوقت.

حب عميق وموقف راقي

وحول بادرة«الأيام» في تكريم نخبة من الجيل الذهبي للكرة اليمنية قال الكابتن أحمد محسن: «مليون قبلة وحب عميق لـ«الأيام» وناشريها ومؤسسها العميد ورجالها الأفذاذ وكل يوم تزيد مساحة الحب لهذه الصحيفة العملاقة ولفتتها الكريمة بقيادتها النبيلة التي حققت مالم يحققه الذين يملكون كل الدعم والسخاء في الإمكانيات، وهي لفتة كريمة من أهل الكرم والأصالة، فتكريم الرعيل الأول من جيل الذهب هو موقف راقٍ وعظيم أضاف لـ«الأيام» مساحة أوسع من علاقتها بالناس التي تكبر كل يوم فلكم منا كل الاحترام ودمتم ذخراً».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى