شعور بالصدمة والغضب العارم في المنطقة عقب الغارة الامريكيةعلى سوريا

> اسطنبول «الأيام» آن - بياتريس كلاسمان :

>
لا أحد يعرف ما إذا كانت الحقيقة سوف تنكشف وأن الشكوك ستزول بشأن الذين قتلهم الجنود الامريكيون في غاراتهم على قرية نائية في منطقة دير الزور.

هل هم حقيقة عمال بناء وأطفال فقط حسبما تقول وسائل الاعلام السورية أم هم على الارجح مجاهدون إسلاميون متطوعون كانوا في طريقهم إلى العراق؟

لكن بصرف النظر عن الذين لقوا حتفهم في الغارة الامريكية أمس الأول فإن العالم العربي يعتبر هذه العملية لرجال الكوماندوز حادثة مرعبة إلى حد أن رؤساء دول وحكومات البلاد العربية انتابتهم في بادئ الامر حالة من الاندهاش والذهول إلى حد أنه سيطرت عليهم حالة من الصمت الغريب طيلة عدة ساعات.

فمنذ غزو العراق في عام 2003 لم يحدث من قبل على الاطلاق أن دخلت القوات الامريكية أراضي دولة ذات سيادة بهدف مهاجمة أفراد وقتلهم.

وقالت وكالة الاخبار العراقية /أنا/ التي تنتقد الحكومة العراقية "لقد أضافت الولايات المتحدة بندا جديدا في قائمة خطاياها فقد طال الارهاب الامريكي سورياأيضا.

أما عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية فقد أعرب عن غضبه الشديد قائلا بملء فيه القيام بعمل جديد يستهدف زعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط هو آخر شئ تحتاجه المنطقة في الوقت الراهن .

وربما تكون إسرائيل وحزب الاصلاح السوري الذي تدعمه الولايات المتحدة هما الوحيدان اللذان لا يجدان أي غضاضة في الغارةالامريكية.

وحتى لو أن الجنود الامريكيين كانوا في حقيقة الامر يلاحقون المتطرفين فلماذا لم ينتظروا ببساطة حتى عبورهم للحدود ودخول الاراضي التي في مقدورهم وبإذن من الحكومة العراقية مهاجمة أي أحد يعتبروه إرهابيا؟

وهذا يقودنا إلى السؤال التالي : هل غارة أمس الأول تعني أن في إمكان الجنود الامريكيين مهاجمة أعضاء الحرس الثوري الايراني داخل الاراضي الايرانية لانهم يشتبهون في أنهم يتحركون صوب العراق لجلب الذخائر الخارقة للدروع للميليشيات؟

لكن هنا يصطدم المرء بالحديث المتكرر وهو أن سوريا لديها عدد من أعمال العنف الغريبة التي لم يتم فك طلاسمها أبدا بدءا من واقعة الانتحار المزعومة لوزير الداخلية غازي كنعان وانتهاء باغتيال عماد مغنية أحد زعماء حزب الله وبالهجوم الارهابي الاخير على منشآة تابعة لجهاز المخابرات في دمشق.

حتى أولئك الذين يبغضون الرئيس السوري بشار الاسد مثل حزب الاصلاح فإنه من قبيل المبالغةالاعتقاد حتى من جانب الذين تحلو لهم نظرية المؤامرة أن السوريين أنفسهم هم الذين نفذوا الغارة بغية إلقاء اللوم على الجيش الامريكي.

وفي كافة الاحوال فإن هذا الهجوم داخل سوريا يمثل مشكلة بالنسبة للحكومة العراقية,فهو يجعل تعهد بغداد بعدم شن أي هجمات أمريكية على دول الجوارانطلاقا من الاراضي العراقية مجرد كلام أجوف.

فضلا على ذلك فإن هذه الغارة الامريكيةسوف تصعب أيضا من قدرة الولايات المتحدة والعراق على التوصل إلى اتفاق أمني مقترح حيث تتعثرالان المفاوضات حوله.

كما أن الهجوم الامريكي وضع الحكومة السورية في موقف لا تحمد عليه. فقد أظهر مرة أخرى كيف أن الجيش السوري لا يحرك ساكناحيال كل هجوم يشن على البلاد.

صحيح من وجهة النظر العسكرية لم يكن يقينا من السهل صدالهجوم الجوي الاسرائيلي الذي استهدف منشأة سورية يزعم أنها نووية في أيلول /سبتمبر 2007 تماما مثل غارة أمس الأول.

لكن أن تعبر أربع مروحيات أمريكية الحدود دون أن يعترضها أحد وتقتل أفرادا داخل سوريا ثم تدلف عائدة إلى داخل العراق بسهولة ويسر فإن هذا من المؤكد يجرح كرامة الاسد الذي يفتقر لاي خلفية عسكرية على نقيض والده الراحل حافظ الاسد. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى