سوريا تتهم واشنطن بشن عدوان ارهابي

> دمشق «الأيام» مروان مقدسي :

> اتهمت سوريا الولايات المتحدة أمس الإثنين بارتكاب "عدوان ارهابي" بعد غارة جوية وقعت قرب حدود سوريا مع العراق قالت دمشق إنها اسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين الا ان واشنطن ترفض الافصاح عما اذا كانت قواتها ضالعة في الهجوم.

وتقول سوريا إن أربع طائرات هليكوبتر امريكية هاجمت مزرعة السكرية في منطقة البوكمال بشرق سوريا أمس الأول وإن جنودا أمريكيين اقتحموا مبنى في المنطقة.

وتلقي واشنطن بالتبعة على دمشق لاخفاقها في وقف تدفق مقاتلي تنظيم القاعدة ومسلحين آخرين ومنعهم من العبور الى العراق.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي في لندن "لقد فعلها الامريكيون في وضح النهار وهذا يعني انه (الهجوم) ليس من قبيل الخطأ.. لقد ارتكب العمل السافر عن عمد. لذا فاننا نعتبر ذلك عدوانا اجراميا وارهابيا."

وقالت الحكومة العراقية إن الضربة استهدفت مسلحين يهاجمون العراق. واضاف المعلم إن سوريا ستطلب من الولايات المتحدة والعراق اجراء تحقيق في الهجوم.

وقال المعلم "إننا نلقي بالمسؤولية على عاتق الحكومة الامريكية (ونشدد) على ضرورة التحقيق والعودة الينا بنتيجة وتفسير لسبب اقدامهم على ذلك."

وقال إنه يتعين عدم استخدام اراضي العراق "لشن عدوان على سوريا."

وتجنبت الولايات المتحدة تأكيد الهجوم او نفيه. واذا تأكد ان واشنطن كانت وراء الهجوم فستكون هذه اول ضربة امريكية من نوعها داخل سوريا منذ غزو العراق عام 2003 .

وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) "ليس لدي تعليق على اي عملية مزعومة في سوريا."

ورفضت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرنو ايضا التعقيب على اي عمليات تتعلق بالهجوم الذي افادت الانباء بوقوعه في سوريا. وقالت "ليس بوسعي ان اعقب على تقارير بشأن هذا الحادث."

وسئل المعلم عما اذا كان السوريون سيلجأون البى القوة اذا قام الامريكيون بغارة مماثلة في المستقبل فرد المعلم بقوله "... سندافع عن اراضينا."

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية اليوم لرويترز في بغداد "ان هذه المنطقة كانت مسرحا لنشاط تنظيمات ارهابية ومعادية للعراق تنطلق من سوريا كان اخرها مجموعة ارهابية قتلت 13 منتسبا
لوزارة الداخلية في قرية حدودية."

وقال الدباغ "طلب العراق من السلطات السورية تسليم المجموعة التي تتخذ من سوريا مقرا لنشاطاتها الارهابية." الا ان الدباغ لم يذكر من الذي نفذ الهجوم.

وكان جنرال أمريكي قال الاسبوع الماضي إن إجراءات أمنية أمريكية وعراقية نجحت في وضع حد لتدفق المتمردين من سوريا.

وقال الميجر جنرال جون كيلي من قوات مشاة البحرية الامريكية والذي تضم منطقته غرب العراق للصحفيين "تشعر قوات الامن العراقية وقوات المخابرات العراقية بأن نشطاء القاعدة وغيرهم يعملون ويعيشون بحرية على الجانب السوري."

وأضاف "ونعلم دوما أنهم يحاولون العبور" مستشهدا بغارة شنت في الثاني من مايو أيار وأدت إلى مقتل 11 من متطوعي الجيش العراقي.

وقال وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد إن دمشق ترفض أن تكون قاعدة لاطلاق تهديدات ضد العراق.

ونفت القوات الامريكية في غرب العراق المشاركة في الهجوم الا ان رئيس بلدية القائم الواقعة على الحدود العراقية قال لرويترز امس إن طائرات هليكوبتر امريكية قصفت قرية على الجانب السوري من الحدود.

وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز مزرعة صغيرة محاطة بسور مساحتها نصف فدان وشاحنة عليها آثار إطلاق نار ودماء على الارض. وعرض التلفزيون السوري مشاهد لأعمدة مبنى تحت الانشاء وخيمة مجاورة بها أطعمة وأغطية. وتناثرت على الارض أظرف طلقات فارغة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن سعاد الجاسم التي نجت من الحادث القول "فوجئنا حوالي الساعة الخامسة عصرا بهبوط طائرتين في مكان اقامتنا ترجل منهما عدد من الجنود الامريكيين بينهم من يتكلم العربية ودخلوا الخيمة التي اسكن فيها انا وزوجي الذي يعمل بها حارسا للمشروع واولادي."

وقتل زوج سعاد في الهجوم كما اصيب احد اطفالها.

وقالت الوكالة إن آلاف الاشخاص حضروا جنازات من قتلوا في الغارة.

واستدعت وزارة الخارجية السورية القائمة بالاعمال الامريكية في دمشق أمس الأول للاحتجاج على الغارة.

واتهمت روسيا الولايات المتحدة بتأجيج التوتر الشديد الخطورة في الشرق الاوسط اليوم. وأدانت جامعة الدول العربية اليوم الغارة وطالبت بإجراء تحقيق لكشف ملابساتها.

(شاركت في التغطية سامية نخول ومارك تريفيليان من لندن ومريم قرعوني من بغداد ويارا بيومي من بيروت) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى