> لطالما تطلعت الجماهير الرياضية في بلادنا إلى مشاهدة نجومها وهي تلعب أمام فرق عربية وشقيقة وبالذات الفرق المصرية حتى تختبر مستوى نجومها التي بلغت بعضها مستوى مشرفاً وكان نادي الموردة السوداني أول نادٍ عربي تستضيفه الجمعية الرياضية العدنية، فاستقبلته الجماهير بكل الحفاوة والتكريم عند وصوله إلى أرض مطار عدن الدولي في 13 يناير 1963م وفي خلال إقامته نظمت له الجمعية الرياضية بعض المباريات، لعب مباراتين ضد منتخبنا الوطني، ففي الأولى فاز الفريق السوداني بهدفين، وفي الثانية تعادل مع المنتخب، وفي المباراة الثالثة التي لعبها أمام (منتخب من فرق الجيش البريطاني خرج منها الموردة منتصراً وكانت جميع المباريات التي لعبها الفريق السوداني في عدن، حديث الأوساط الرياضية نظراً للعروض الجميلة التي قدمها وقد أبدى لاعبو الفريق الضيف إعجابهم بمستوى بعض نجومنا وبالذات النجم الكروي الكبير عباس غلام، وقد قدم له نادي الموردة كأساً في ختام مبارياته بعدن باعتبار أنه من أحسن لاعبي المنتخب العدني.

وتستضيف الجمعية الرياضية العدنية بعد ذلك نادي الإسماعيلي المصري، الذي استقبلته الجماهير ووفود الهيئات الرياضية لدى وصوله مطار عدن الدولي في 10 سبتمبر 1963م وفي أولى مباريات الإسماعيلي جسدت الجماهير الرياضية أسمى مشاعرها القومية والوطنية وأصدق أحاسيسها الثورية، حيث هرعت إلى الملعب بصورة لم يسبق لها مثيل، فشكلت مظاهرة وطنية هتفت فيها بحرارة لأبطال مصر الذين كانوا يمثلون ثورة 23 يوليو 1952م وقائدها الخالد جمال عبدالناصر، وكانت صورة رائعة تلك التي شهدتها الجماهير الرياضية لعلم الجمهورية العربية المتحدة وأفراد البعثة الإسماعيلية يطوفون به في الملعب فكان ذلك أحسن رد لتحية الجماهير التي كانت تهتف بإسم ناصر ووسط مظاهر التشجيع الكبير لنادي الإسماعيلي جرت المباراة الأولى التي قدم فيها الإسماعيلي عرضاً كروياً جميلاً ، وانتهت المباراة بفوز الإسماعيلي على منتخبنا الوطني بـ 1/3 .. وفي المباراة الثانية فاز أيضاً على منتخبنا بـ 1/2 .. أما المباراة الثالثة فقد ظهر فيها المنتخب بمستوى ضعيف فانهزم من الإسماعيلي بـ 1/6 .. وتوج الإسماعيلي انتصاراته في مباراته الختامية ضد منتخب سلاح الطيران، حيث سجل عدة أهداف في مرمى سلاح الطيران .

* كاتب ومؤرخ رياضي معروف