أكثر من 400 مليون ريال أضرار مؤسسة المياه بوادي حضرموت جراء كارثة الأمطار والسيول

> «الأيام» علوي بن سميط/عبدالله بن حازب/ محمد الحداد/ علي باسعيدة/ صلاح العماري/محمد سالم قطن/ قيس الدوعني/ عمر فرج عبد:

>
منزل منهار وسيارة مدمرة ومتضرر حائر غرب شبام
منزل منهار وسيارة مدمرة ومتضرر حائر غرب شبام
ساه والسوم من دون كهرباء فاعل خير يقدم معونة مادية مباشرة لمنطقة في ساه ..تصل اليوم الثلاثاء 4/11 طائرتا إغاثة إلى مطار سيئون تتبع منظمة الدعوة الإسلامية (الطائرتان سودانيتان) تحملان معونات عاجلة لمتضرري الأمطار والسيول بحضرموت.

كما وصلت أمس طائرة عمانية بها معونات للمتضررين، وتتواصل أعمال الإغاثة ومساعدة المنكوبين في مناطق متعددة من وادي حضرموت، وخصوصا من الجمعيات والمؤسسات الخيرية وفاعلي الخير من رجال الأعمال، إذ تواصل جمعية حضرموت الخيرية الاجتماعية بشبام تقديم الوجبات الجاهزة المطبوخة منذ وقوع الكارثة وحتى أمس الإثنين وجبات (الإفطار، الغداء، العشاء) للمتضررين من القاطنين بالمدرسة بسحيل شبام بإجمالي 300 فرد في اليوم.

فيما تواصل الجمعية الإسلامية الخيرية عملها الإغاثي من شباب متطوع من أبناء المديرية يدرسون بجامعة الأحقاف هم عبدالقادر أحمد سديس، نجيب محفوظ صابر، وسيم سبيت باشعيوث، صالح بن فاضل، محمد محسن بن طالب، محمد عاشور بن كده، سعيد عويض وانضم للفريق من أبناء شبام صالح سالم بن مبارك، وهو مساعد طبي ليعمل متطوعا في مجال اختصاصه.

وفي مديرية القطن تتواصل أعمال الإغاثة من جمعية الإحسان، التي امتدت أنشطتها إلى مديريات شبام وتريم وساه.

من جهة أخرى قدم فاعل خير من الإمارات مبلغا من المال (مليون درهم) لمتضرري إحدى المناطق بوادي عدم، وزع أمس الإثنين للمستحقين الذين فقدوا كل شيء بحضور د. صالح موسى الطائي أمين عام الهلال الأحمرالإماراتي والوكيل أحمد جنيد الجنيد.

وتفيد معلومات أولية بأن أكثر من 15 مشروع مياه أهليا متوقفة عن الضخ للمياه بالمناطق الشرقية تحتاج إلى مضخات بشكل عاجل، كما أرسلت إدارة الصحة بوادي حضرموت فرقا طبية إلى القوز وعينات وما جاورهما، وشكلت السلطات المحلية بالوادي ثلاث فرق لمعالجة نتائج الأضرار جراء نفوق الحيوانات وانعكاس نتائجها السلبية وتحللها الذي قد يضر بمياه الشرب، إذ شكلت ثلاث فرق في تريم والقطن وساه. جاء ذلك إثر لقاء حضره مندوب منظمة الصحة العالمية ووكيل وزارة المياه والبيئة ووكيل محافظة حضرموت.

متضرر من مناطق غرب الوادي أعياه الحزن فاستظل بخيمة وافترش كرتونا أمس
متضرر من مناطق غرب الوادي أعياه الحزن فاستظل بخيمة وافترش كرتونا أمس
وحتى أمس فإن مديريتي ساه والسوم ومنذ الكارثة لم يصل إليها التيار الكهربائي، إذ تعمل الفرق الفنية التابعة لمؤسسة الكهرباء بوادي حضرموت على مدار الساعة للتعجيل بإعادتها، رغم الموانع والمخلفات.

وكانت الفرق قد بذلت جهودا غير عادية لإعادة الكهرباء الأسبوع الماضي إلى معظم مناطق الوادي بما نسبته 85% إلا أنه أيضا إلى جانب المديريتين المنكوبتين فإن 10 آلاف نقطة (مستهلك) تحاول إدارة الكهرباء إعادة التيار إليهم.

وأعلن الأخ وزير الكهرباء والمسئولون بالوادي أنه يتوقع خلال اليومين القادمين إعادة التيار لأولئك المستهلكين.

وأصدرت الهيئة العامة لحماية البيئة بوادي حضرموت تقريرا عن الأضرار الناتجة عن الأمطار والسيول بوادي حضرموت- حصلت «الأيام» على نسخة منه - مما جاء فيه: «إن هناك أعدادا كبيرة من الحيوانات قد نفقت، ولكن ولتعذر دخول الآليات للقيام بدفنها فقد تم حرقها، والعمل جار للتخلص من ما تبقى وذلك بمديرية السوم، كما أن هناك حالات إسهال ظهرت مؤخرا على بعض المواطنين في المواقع المتضررة في السوم، وفي ساه فإن النفوق كان بأعداد كبيرة مازالت بعضها تحت الأنقاض، وتنبعث منها روائح كريهة، وهي على مقربة من التجمعات السكانية، وهذا ما ينذر بمخاطر بيئية إن لم تتم المعالجات السريعة، كما أن حالات كثيرة مشابهة في مناطق القوز وثبي ومشطة لم يتم التخلص منها لوجودها تحت الأنقاض فيما الأخرى جرفتها السيول».

وأكد التقرير أن عمليات الرش تحتاج إلى سرعة وتواصل للقضاء على الحشرات التي تتوالد على برك المياه والمستنقعات.

وكان التقرير الصادر قد شمل بصورة عامة تأثر البنية التحتية وكل ما يدخل في نطاق البيئة.

وفي مديرية القطن بمنقطة ساحة آل علي الحاج شرق المدينة فإن 407 أفراد هم إجمالي 81 أسرة متضررة من الأمطار والسيول، وبلغ عدد البيوت المنهارة 45 منزلا.

ويقول الأخ مجاهد سالمين بن علي الحاج من الذين تهدمت منازلهم كليا: «إنها كارثة بمعنى الكلمة، والدولة والجمعيات الخيرية قدمت مساعدات للمتضررين، كما أن رجال الخير قدموا مؤنا وأغذية مطبوخة منذ اليوم الثاني للكارثة».

تضرر أعمدة الكهرباء وخزاناتها
تضرر أعمدة الكهرباء وخزاناتها
ويقول محسن سالم بن علي الحاج: «تهدم بيتي كليا وأصبح كوما من الطين، ودفنت أو جرفت ممتلكاتنا، والأهم هو أن ننتبه للحالة الصحية الناتجة عن الأمطار والسيول، ففي المنطقة بدأت الإسهالات عند الأطفال والآلام، وهناك حيوانات كالحمير والأغنام والكلاب نافقة تحت الأنقاض، ونطالب بسرعة مكافحة الحشرات والمستنقعات وكذا سرعة التعويضات المناسبة لكل المتضررين».

وهكذا فإن مناطق شبام ودار الراك والسحيل ووادي بن علي تقدم عدد من أهاليها مناشدين بسرعة تدخل السلطات لمكافحة الحشرات وتكاثر الذباب، كما أن عمليات الرش الرذاذي لم تصل إلى كثير من المناطق.

وعلمت «الأيام» أن المخيمين الطبيين في مستشفى سيئون: مخيم الحرس الجمهوري، ومخيم القوات المسلحة الإماراتية استقبلا آلاف الحالات من مختلف المناطق، وتدرس الآن وزارة الصحة وعبر مكتبها بوادي حضرموت إقامة مخيم طبي بالقطن للتخفيف عن أبناء المناطق المنكوبة بالمديريات الغربية.

عموما يحتاج المتضررون لمزيد من الزيارات وتفقد الأوضاع والجلوس معهم، خصوصا في بعض المناطق بعيدا عن أعين المزايدين من أعضاء اللجان حتى يقول المتضرر كل الحقائق.

الغريب في الأمور أن منزلا تهدم جراء الأمطار وآخر جراء السيول، نرى قلة ممن ولوا أمر المتضررين يصنفون هذا درجة أولى وذاك درجة ثانية، ناسين أن نتيجة الكارثة هي الانهيار والتشرد.

أكثر من 400 مليون ريال أضرار المؤسسة المحلية للمياه بوادي حضرموت جراء كارثة الأمطار والسيول

بلغ حجم الخسائر والأضرار الناتجة عن كارثة الأمطار والسيول التي لحقت بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمناطق الوادي والصحراء وفروعها في سيئون والقطن وتريم وشبام وساه أكثر من 431 مليون ريال، شملت جرف 74 كليومترا من شبكات المياه الرئيسة والفرعية وإلحاق أضرار بحقول التغذية ومحطات إعادة الضخ والمباني والمنشآت.

وفي تصريح لـ «الأيام» قال الأخ بدر يماني باجري نائب مدير عام المؤسسة:«إن منطقة ساه تعد أكثر فروع المؤسسة تضررا، حيث دمرت الشبكة كليا بعد أن جرفت السيول الحقل القديم (الجرحبة) المغذي للبلاد مع المستودعات ومولد كهربائي قوة KVA150، بالإضافة إلى جرف خط التيار الكهربائي المغذي للحقل الجديد + الخط الطالع للخزان القديم قطر 4 انش بطول 5 كلم، والخط النازل من الخزان الجديد البالغ طوله 12 كلم وبقطر 6 انش+ الشبكة الداخلية للمدينة والعدادات المنزلية، كما أتلفت الشبكة الكهربائية والطبلونات للبئر الجديد والمضخات، وقدرت خسائر منطقة ساه بأكثر من 70 مليون ريال.

برك المياه الراكدة غرب الوادي
برك المياه الراكدة غرب الوادي
في حين بلغت خسائر فرع المؤسسة بشبام أكثر من 66 مليون ريال، تمثلت في إلحاق أضرار كبيرة بحقل جوجه وإعطاب مضخة غاطسة 37 كيلووات قطر 6، وطبلون كهربائي 37-45 كليو وات وقاطع كهربائي زيتي قوة 380 فولت، كما جرفت السيول الخط الناقل من البلولثلين حجم 250 ملم الذي يبلغ طوله 2500 متر، والذي يربط حقل جوجه والخزان والخط النازل من خزان شبام، بالإضافة إلى تهدم مبنى الحقل وتعطل وحدة الكلور وجرف خط الطوارئ في مدينة شبام القديمة، وجرف أكثر من 7 آلاف متر في الشبكات الرئيسة والفرعية لتبلغ خسائر الفرع نحو 86 مليون ريال».

وأضاف:«إن أضرار فرع المؤسسة بالقطن قدرت بـ 53 مليون ريال، تركزت في شبكات المياه وتهدم بعض أسوار مباني فرع المؤسسة وآبار المياه ومحطة الضخ بحصن الحمضان.

كما أحدثت السيول أضرارا كبيرة بالشبكات الرئيسة والفرعية بفرع تريم، حيث جرفت السيول أكثر من 28 كيلومترا بكلفة تقدر بـ 70 مليون ريال، وتضررت الطرق من وإلى الحقول بمسافة 1500 متر، إضافة إلى ما قيمته 10 مليون ريال قيمة مياه مهدرة، وإحداث أضرار في المباني في حقل دمون لتصل كلفة الأضرار التي لحقت بفرع تريم نحو 90 مليون ريال».

واختتم تصريحه بالتقدير والامتنان لجهود واهتمام الحكومة والسلطة المحلية بمحافظة حضرموت في التغلب على آثار هذه الكارثة وإعادة البنية التحتية للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، وتزويد المؤسسة بالمتطلبات الضرورية حتى تتعامل وتتغلب على الأضرار التي تحدثها مثل هذه الكوارث الطبيعية بالشكل المطلوب.

فرق الإنقاذ زارت مناطق دوعن ووادي العين

أمين عام الهلال الأحمر الإماراتي يطلع على الأضرار في وادي حضرموت

وصل أمس إلى مطار سيئون في محافظة حضرموت أمين عام الهلال الأحمر الإماراتي على رأس وفد من الهلال الأحمر للاطلاع على الأضرار التي خلفتها الأمطار والسيول في محافظة حضرموت.

وكان في استقباله الأخوان أحمد جنيد الجنيد وكيل محافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء والأستاذ عبدالله محمد باهارون رئيس جامعة الأحقاف بحضرموت، وفور وصوله استقبلوا طائرة مروحية، طافت بهم على بعض المناطق المتضررة، وهي منطقة (مشطة) بمديرية تريم ومناطق (ضمر نهر) وعدد من مناطق مديرية ساه التي شهدت تضررا كبيرا وطمس الكثير منها.

متضررون يحملون ماتبقى من متاعهم بالقطن
متضررون يحملون ماتبقى من متاعهم بالقطن
وعلى الصعيد نفسه أفادت الأخبار الواردة من غرفة العمليات التابعة للجمعية الإسلامية بحضرموت بأن الاتصال مفقود مع المنطقتين اللتين وصلتهما فرق الجمعية الإغاثية، وهي منطقتا (أم العضب وصيقة السود) لكن الجمعية أرسلت لهما قافلة طبية مكونة من طبيبين ومساعدين صحيين ومندوب أدوية من الهلال الأحمر اليمني من أجل تقديم المساعدات العلاجية الضرورية لمناطق مديرية ساه.

وأفادت الأنباء بأن 12 حالة مرضية في تينك المنطقتين بحاجة ماسة لسرعة النقل إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

تجدر الإشارة إلى أن منطقة (مشطة) في مديرية ساه لم تتبق بها سوى 9 منازل من أصل البيوت القائمة بالمنطقة، فيما تنتشر فرق الإنقاذ التابعة للجمعية الإسلامية في مناطق (صيقة السود وكبكب، سوخة، فطمون، الريدي وأم العضب).

وفي وادي دوعن أفادت الأنباء الواردة من فرق الإنقاذ التابعة للجمعية الإسلامية بأنهم وصلوا إلى منطقتي الدهماء ويدفون والمناطق المجاورة لهما، التي لم تصلها أي فرق إنقاذ من قبل، وقالوا إنهم وجدوا أهالي هذه المناطق يعانون من نقص الغذاء وأن أضرارهم بشكل أساسي تمثلت في إحداث أضرار في أسقف منازلهم بفعل الأمطار الغزيرة وباتوا بحاجة ماسة إلى مواد البناء لإعادة ترميم أسقف منازلهم وأنهم يعانون برودة الجو القارس.

وأفاد «الأيام» أحد أعضاء فرق الإنقاذ المتجهة إلى مديرية وادي العين حورة بأنهم زاروا مناطق الغيظة السفلى والغيظة العليا وشرج الشريف والهشم، ووجدوا أضرارا كبيرة في تلك المناطق، تمثلت في تهدم بعض المناطق كليا وجزئيا وأسقف بعض المنازل، إضافة إلى سقوط الحجارة من الجبال على بعض المناطق، مؤكدين أنه لاتوجد خسائر في الأرواح- ولله الحمد- وأنهم أمدوا أهالي المناطق بمواد غذائية وفرش وبطانيات، ووجدوا عندهم بدوا رحلا من العقوبية أمدوهم بالمواد الغذائية اللازمة.

وفي مديرية المكلا بساحل حضرموت ماتزال الأسر المتضررة من السيول والأمطار تتخذ من بعض مدارس المدينة مأوى لها، وشهدت الكهرباء تحسنا ملحوظا، كما تم ضخ المياه للمنازل، وهي تصل للمنازل يوما بعد غياب يومين، فيما ماتزال العملية التعليمية متوقفة.

وفي مديرية حجر تواصل الجمعية الإسلامية عبر فرقتين للإنقاذ أرسلتهما إلى هناك صرف المواد الغذائية لأهالي بعض مناطق المديرية.

فريق «الأيام» وعدد من المواطنين في قرية متضررة أقصى الوادي
فريق «الأيام» وعدد من المواطنين في قرية متضررة أقصى الوادي
وأفاد «الأيام» أعضاء الفرقتين بأن 119 أسرة في ميفع حجر تضررت بإتلاف موادها الغذائية وأن معظم منازل حجر تضررت أسقفها بسبب الأمطار الغزيرة، ولم تسجل أي حالة وفاة.

فشل الجهود لفتح الطريق إلى وادي خرد بمديرية الشحر

مازلت طريق السيارات المؤدية إلى منطقة خرد بمديرية الشحر مغلقة أمام مرور السيارات بعد أن خربتها السيول العارمة التي اجتاحت وادي خرد وفروعه الأسبوع المنصرم.

يذكر أن وادي خرد يضم عددا من القرى الزراعية ومثاوي للبدو الرحل من قبائل الحموم هي طمحة وخرد وخريدة وطنمة وحمورة.

وأفاد «الأيام» الشيخ سالم الحنف العليي، أحد وجهاء المنطقة بأنه وجماعة من شباب المنطقة استطاعوا يوم أمس الأول من الوصول إلى الشحر سيرا على الأقدام للإبلاغ عن حجم الأضرار التي لحقت بمنطقتهم بفعل السيول العارمة التي جرفت مزارع بكاملها ومواسير مياه ودمرت طريق السيارات الممهد الموصل إلى قرى المنطقة.

وقال إن المهمة الأولى التي جاءوا من أجلها الى الشحر هي حث الجهات المسئولة على فتح الطريق لكي يتسنى إيصال مواد الإغاثة لأهالي تلك المنطقة وإرسال لجنة من أهل الخبرة والثقة لتقدير حجم الأضرار التي لحقت بهم.

وعلمت «الأيام» أن مكتب الأشغال والطرق في مديرية الشحر قد قام أمس بإرسال فريق عمل لفتح الطريق لكن جهوده باءت بالفشل بسبب عدم وجود آليات قادرة على إنجاز مثل هذه المهام.

قوافل الخير تتوافد تباعا إلى المهرة
قوافل الخير تتوافد تباعا إلى المهرة
منطقة غيل الحالكة تناشد المسؤولين تقديم المساعدات للمتضررين وإعادة الخدمات الأساسية

منطقة غيل الحالكة بمديرية غيل باوزير محافظة حضرموت نفضت غبارها من هول الأمطار والسيول الجارفة، التي تشهدها المنطقة لأول مرة.. والتي - والحمد الله - لم تشهد أية حالة وفاة بين المواطنين.

لكن السيول جرفت المزروعات والمحاصيل التي تشتهر بها المنطقة، وأيضا جرفت الأغنام والجمال التي تتمتع المنطقة بتربيتها.. وجرفت كذلك مواسير المياه، وأصبح السكان يعيشون أزمة حادة في المياه وخاصة مياه الشرب، كما تهدمت عدد من البيوت، وأضحت الكهرباء خارج الجاهزية.

وأكد الأخوان علي سالم باكيلي عضو المجلس المحلي لغيل باوزير ممثل مركز منطقة غيل الحالكة، وسعيد بازفين عاقل المنطقة أن عددا من بيوت الأهالي بغيل الحالكة والمناطق المجاورة لها تعرضت إلى تدمير ما بين جزئي و كامل، والمدرسة كذلك تهدمت أسقف بعض صفوفها، والمسجد تعرض لأضرار، بالإضافة إلى المحاصيل الزراعية والمحاصيل وقنوات الري والقناة التحويلية (الحاجز المائي) قد جرفتها السيول.

وأكدا أيضا أن حركة المواصلات وحركة الاتصالات بين المنطقة المناطق الأخرى انقطعت.. موضحين أن لجنة الإغاثة قد زارت المنطقة وقامت بتوزيع الدفعة الأولى لعدد 132 أسرة متضررة، مطالبين المسؤولين بـ «صرف المساعدات الإغاثية من المواد الغذائية لبقية الأهالي المتضررين، وسرعة صرف وسائل الإيواء، وتوفير مولد كهربائي وأصلاح مواسير المياه».. مؤكدين أن غالبية الأهالي يسكنون في العراء والمناطق الجبلية يفترشون البطانيات والفرش والخيام.

مواطنون من غيل بن يمين يستغيثون

شكا لـ «الأيام» عدد من أهالي منطقة رحبة بن جنيد بمديرية غيل بن يمين محافظة حضرموت عنهم الأخ سالم عمر باوزير أن منطقتهم مازالت محاصرة جراء مياه الأمطار والسيول التي تسببت في قطع كل الطرق الواصلة إلى المنطقة.

وقالوا في نداء استغاثة لــ «الأيام» : «قمنا بعدة اتصالات مع المدير العام والأمين العام، ووعدونا بفتح الطرق إلا أنهم لم يوفوا بوعدهم، علماً أن كثيرا من المنازل غمرها الماء وهي نحو سبعة منازل ومسجد، وكذلك توفيت امرأتان في وادي بركة من أسرة بالكسح، وجرفت السيول بيوت (خيام بدو رحل) مع أمتعتهم كافة».

وأضافوا: «هناك أضرار أخرى في المنطقة جراء السيول التي جرفت نحو 900 عود نحل لمواطنين من المنطقة وغيرها، وكذلك عدد 128 رأس أغنام، وثلاثة جمال، و 100 ماسورة مياه مشروع المنطقة، وتحطيم سور المقبرة، ونحو 600متر من سواقي الري التقليدي، ونحو 35 شجرة سدر (علب)، وعدد كبير من مزارع المواطنين التي تعتمد بشكل أساسي على المطر ، علماً أنه لم يصلنا إلى الآن أي مسؤول أو لجنة إغاثة لتقصي الأضرار والوقوف على الواقع.. ولهذا نطالب الجهات الرسمية ومنظمات الإغاثة بالنزول إلى المنطقة وتقييم الأضرار».

موقع عام لتوزيع مواد إغاثة لجمعية الإحسان بوادي حضرموت
موقع عام لتوزيع مواد إغاثة لجمعية الإحسان بوادي حضرموت
النائب باوزير: يجب أن تثبت الحكومة مصداقيتها الكبرى للناس

قال الدكتور عوض سالم باوزير عضو مجلس النواب ممثل الدائرة 150 بمديرية ساه محافظة حضرموت:«إن على الحكومة أن تثبت مصداقيتها الكبرى للناس وأن تعطي المتضررين كل ما يرد للحساب رقم واحد لأنه للأسف لا توجد ثقة متبادلة بين الناس والحكومة لاعتبارات سابقة فتحصل هناك أزمات أقل حدة من هذه الأزمة ومشاكل فتخرج اللجان لتقييم الأضرار وينتظر الناس التعويض لكن للأسف في الأخير لا يصل الناس أي تعويضى. وأضاف:«يجب أن تسلّم هذه المبالغ إلى أيد أمينة تعطي كل ذي حق حقه رغم أنني أرى أن حجم الكارثة أكبر مما رصد لها سواء من الجانب الحكومي أو حتى من المساعدات الخارجية فأن تقف على أرض الواقع وترى الكارثة على أرض الواقع وترى الكارثة عن قرب مغاير تماماً لما تسمعه من بعيد», وحذر الدكتور باوزير من استغلال هذه الأزمات والكوارث «لتكون مرتعاً للفساد وتذهب الأموال في غير ما خصصت له». وأردف قائلا:«نحن في كارثة ومن المفروض أن لا تستغل هذه الكوارث لعمل سياسي أو حزبي أو انتخابي إذا كنا فعلاً ندعي أننا أصحاب عمل مؤسسي حقيقي يجب أن تتحرك مشاعرنا الإنسانية المشاعر الخيرة لا أن تتحرك فينا المشاعر الحزبية والانتخابية وأقولها بكل أسف إنني أرى هذا حاصل إلى حد ما».

وبخصوص الوضع في مديرية ساه أكثر مناطق وادي حضرموت تضرراً من كارثة السيول الأخيرة بعد مرور أكثر من عشرة أيام على الكارثة أشاد د. باوزير بالدور الإنساني الكبير الذي اضطلعت به المؤسسات والجمعيات الخيرية لإغاثة المتضررين وقال: «يجب أن لا نقف عند هذا الحد يجب أن نكون على حذر مما هو قادم من مضاعفات الكارثة فالتلوث البيئي الآن موجود نتيجة نفوق أعداد كبيرة من المواشي والأغنام التي لا زالت موجودة في الأودية والتي قد تولد كارثة بيئية أخرى يجب ان نكون على حذر وأن نكون متيقظين لهذه المشكلة للحد من انتشار بعض الأمراض المعدية التي عادة ما تحصل بعد مثل هذه الكوارث».

وأهاب د. باوزير بوزارتي الصحة والبيئة لأن تتحمل كامل مسؤولياتها «وأن تكون عند حسن ظن المواطن وعلى مستوى كبير من اليقظة وعلى الجهات الرسمية أن تعزز الثقة بالناس المتضررين لأن حجم الكارثة كبير جداً» .

وعلى اعتبار السيول قد جرفت ما يقارب الخمسين بالمائة من إجمالي أعداد النخيل التي يزيد عددها على المليون نخلة، وجرفت كذلك مساحات زراعية واسعة ناشد د.باوزير الجهات ذات العلاقة في وزارة الزراعة والري العمل على إعادة استصلاح الأراضي الزراعية التي جرفتها السيول وعمل الحماية اللازمة لها تحسباً لأي سيول أخرى «وعلينا أن نفكر في عملية إحلال أشجار نخيل من الأصناف الجيدة طالما أن هذه الأشجار مصابة من قبل بآفة دوباس النخيل الخطيرة وأعتقد أن هذا الأمر بسيط إذا ما خلصت النوايا وكذلك التفكير في إنشاء مشتل لفسائل النخيل حيث يتم توفيرها بأقل التكاليف و على حد علمي أن الأخوان في شركة توتال النفطية العاملة في مواقع الامتياز بالمديرية قد ناقشوا هذا الأمر باستفاضة خلال جملة الحلول والإسهامات التي تقدمها الشركة للمنطقة للقضاء على آفة دوباس النخيل مسبقاً فالمختبر لا يكلف الكثير والأخوان في محطة البحوث الزراعية بوادي حضرموت لديهم الرؤية العلمية لهذه الفكرة لكن ينقصهم الحصول على قيمته فالوقت مناسب الآن ولكن يحتاج الأمر إلى كفاءات ونيات صادقة لنعيد هذا الوادي إلى سابق عهده» .

وعن إمكانية نجاح فكرة بناء مخططات سكنية بعيداً عن مجرى السيول وتحديداً على الهضبة قال د.باوزير:«التفكير في الهضبة تفكير موضوعي ممكن أن ينفذ ولكن المطلوب شق مجموعة من العقاب حتى يكون هناك اتصال مباشر فالقلق يساور الجميع ويتوقع مع التغييرات المناخية حصول أزمات ربما تكون أسوأ مما حصل وأعتقد أن معظم الناس ممن تهدمت منازلهم لا يفكرون في إعادة البناء في نفس الأماكن إلا إذا كانت هناك نية للبناء بالحجارة والأسمنت المسلح، وهذا يخالف الرؤية التي تقول بأنه يجب الحفاظ على المظهر والنمط المعماري المتميز لحضرموت.. فهذه الأمور تحتاج إلى دراسة فنية معمارية متخصصة وعلى الجميع أن يكونوا أكثر حذرا ويرتفعوا أكثر بهذا العمران الجديد».

منزل هدمته السيول في المهرة
منزل هدمته السيول في المهرة
قنصل عام اليمن بجدة يعقد اجتماعاً مع وفد إدارة الشؤون الإنسانية

عقد القنصل العام للجمهورية اليمنية بجدة السفير محمد صالح القطيش، أمس بمقر القنصلية اجتماعا مع وفد إدارة الشؤون الإنسانية بمنظمة المؤتمر الإسلامي برئاسة السفير عطا المنان بخيت الأمين العام المساعد والمتحدث الرسمي باسم المنظمة، وبحضور السفير أحمد علوي الحداد المستشار بالقنصلية لشئون منظمة المؤتمر الإسلامي والمنسق العام لحملة الإغاثة بالقنصلية .

وتم خلال اللقاء إجراء عملية تقييم موضوعية للجهود التي بذلت في مجال حملة الإغاثة التي أطلقتها المنظمة بالتعاون مع القنصلية والسبل التي اتبعت لتأمين وصول التبرعات النقدية والعينية إلى المتضررين.

كما تم التأكيد والحرص على ضرورة مواصلة عمل الفريق الميداني التابع للمنظمة، الذي سافر إلى المناطق المنكوبة ويرأسه الأخ فؤاد المزنعي الذي يقوم الآن بزيارات ميدانية لكافة المناطق المتضررة من الفيضانات والسيول وإجراء دراسة مستوفاة عن أهم المتطلبات التي ينبغي التركيز عليها والعمل على توفيرها ومن ثم سرعة إرسالها إلى المناطق المتضررة.

كما تم في اللقاء إقرار فتح صندوق لجمع التبرعات من كافة أبناء الجالية ويكون مقره بالقنصلية العامة وتحت إشرافها وإشراف منظمة المؤتمر الإسلامي للراغبين في التبرع لمساعدة المتضررين من الفيضانات والسيول في اليمن.

من جهة أخرى التقى القنصل العام السفير القطيش بمكتبه بالأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور محمد بادحدح.

وقدم القنصل العام الشكر الجزيل على تبرع الندوة العالمية بمبلغ مليون ريال سعودي كإغاثة عاجلة للمتضررين في اليمن.

وفي اطار الجهود التي تبذلها القنصلية لتسهيل إيصال التبرعات من الراغبين في التبرع وتقديم المساعدة التقى القنصل العام مع قيادات الجالية في المنطقة الغربية والجنوبية للتنسيق وتعريف الراغبين في كيفية تقديم المساعدات العينية والنقدية تحت حملة منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات العاملة في الإغاثة.

من جهة أخرى تغادر أراضي المملكة العربية السعودية خلال اليومين القادمين إلى المناطق المنكوبة قافلة معونات تتكون من عشر قاطرات مقدمة من رجل الأعمال السعودي محمد بن عبود العمودي.

استمرار الجسر الجوي السعودي

أصدرت سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة بيانا أعلنت فيه عن وصول طائرة سعودية أمس الإثنين تقل 100 طن من مختلف المستلزمات الطبية والإنسانية وذلك تواصلا للجسر الجوي السعودي لتقديم المساعدات للمتضررين من كارثة الفيضانات التي غمرت محافظة حضرموت الأسبوع الماضي.

وكانت طائرة سعودية قد وصلت يوم السبت الماضي تحمل شحنات من الأدوية ومستلزمات الاغاثة.

وقالت السفارة في بيانها أن وصول الطائرات السعودية سيستمر خلال الأيام القادمة بشكل يومي.

الدفعة الثامنة من المساعدات العمانية تحتوي على أدوات الطبخ المنزلي

أوضح الرئيس التنفيذي للهيئة العمانية الخيرية علي إبراهيم أن الدفعة الثامنة من المساعدات العمانية تحتوي على الأدوات المتكاملة الخاصة بالطبخ المنزلي تغطي احتياجات ألف أسرة، ومعدات لرش المياه الراكدة إلى جانب المبيدات الحشرية ومولد كهربائي لمديرية تريم وذلك حسب الطلبات المقدمة من الجانب اليمني.

وقال: «إن المساعدات الإغاثية للمتضررين ستستمر»، مشيرا إلى تسيير رحلة اغاثية إلى سيئون تأتي في ضوء توجيهات السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان بتقديم المساعدات للمنكوبين في محافظتي المهرة وحضرموت.

ففي هذا السياق، وصلت إلى مطار سيئون الدولي أمس طائرة عمانية تحمل 25 طنا من المبيدات الحشرية و100 ماكينة رش مبيدات للمنازل والمياه الراكدة إضافة إلى كميات من اللوازم المنزلية تكفي لعدد ألف أسرة ومولد كهربائي وأمصال لسموم الأفاعي.

وعلى الصعيد ذاته وصلت إلى مطار الغيظة بمحافظة المهرة الدفعة الثانية من مساعدات الإغاثة المقدمة من الأشقاء في سلطنة عمان الشقيقة تمثلت في 38 طنا من مواد إغاثية وغذائية وأربعة مولدات كهربائية للمتضررين جراء السيول التي اجتاحت المحافظة.

البنك الإسلامي للتنمية يقدم 200 ألف دولار كمعونة عاجلة لليمن

أعلن البنك الإسلامي للتنمية أمس تقديم منحة (200) ألف دولار أمريكي (نحو 750 ألف ريال سعودي) إغاثة عاجلة للمتضررين من الفيضانات والسيول التي اجتاحت مؤخرا محافظات حضرموت والمهرة وتعز بالجمهورية اليمنية.

وقال رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي في بيان صحفي:«إن المنحة الإغاثية المقدمة من صندوق الوقف التابع للبنك سيتم تنفيذها فوراً بالتنسيق بين جمعية الهلال الأحمر اليمني والممثل الميداني للبنك الإسلامي بالجمهورية».مضيفا أن «الأولوية ستعطى لتوفير المواد الغذائية والخيام والبطانيات مع التركيز بشكل خاص على احتياجات الأطفال».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى