بن دغر:لم يكن هنالك أي هوية اسمها الجنوب

> «الأيام» استماع:

>
تواصلا لما بثته أمس الأول قناة «الجزيرة مباشر» في برنامج مع (الملفات السياسية في اليمن قبل الانتخابات) استضافت القناة مساء أمس الأخ د. أحمد عبيد بن دغر، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، وكرست حلقة أمس حول جوانب مما تعرضت له البلاد من كارثة الأمطار والسيول، وعن إمكانات اليمن المادية والفنية للتغلب عليها.

> الجهود التي بذلت قد لا تكون كافية ووجهت انتقادات من قبل أعضاء بالبرلمان تجاه هذه الأزمة.

- الجهود التي بذلت من أجل القيام بعملية الإغاثة والإيواء في محافظة حضرموت من قبل رئاسة الجمهورية والحكومة والمجاللس المحلية كانت جهودا عظيمة، نستطيع أن نقول انتقال الرئيس في نفس اليوم كان عاملا مساعدا في إنقاذ الكثير من الأرواح وفي تحريك الجهود الحكومية والكثير من المؤسسات المدنية والعسيكرية، هذا الجهد الكبير على المستوى الرئاسي والحكومي والمحلي الذي يقوده محافظ المحافظة ونائب رئيس مجلس الوزراء، هذه الجهود هي التي قللت الخسائر البشرية، رغم أن الخسائر المادية كانت كبيرة، ولكن بأي حال من الأحوال استطعنا أن نحتوي الكارثة في مرحلتها الأولى أي مرحلة الإغاثة والإيواء وتقديم المساعدة .

> دكتور، أنت عضو لجنة الطوارئ التي شكلت عقب هذه الكارثة، مهمة هذه اللجنة، هل هي الإغاثة أم إعادة البناء أم تقديم التقارير؟

- هي مراحل، المرحلة الأولى الإغاثة والإيواء وتقديم المساعدة للمنكوبين سواء كانت خسائر بشرية أو مادية أو البنية التحتية في حضرموت والمهرة، والمرحلة الثانية هي مرحلة إحصاء هذه الخسائر والتخطيط لإعادة البناء لتلك المحافظتين، حاليا تفكر الحكومة وقيادة البلد جديا الإعلان عن استراتيجية وخطة جديدة لإعادة البناء في هذه المناطق، كما أن الرئيس وجه الحكومة في يوم الثلاثاء القادم للوقوف أمام تلك الاستراتيجية والخطة الجديدة.

> ماهي الخطوط العريضة لتلك الاستراتيجية والخطة الجديدة ؟

- مبنية على الإحصائيات وكما قلت هناك حجم كبير من الخسائر، مثلا في الأرواح قليلة 120 مابين شهيد ومفقود، وهناك 4453 منزلا، 312 محلا تجاريا، و23 وسيلة نقل، وهناك خسائر كبيرة في قطاع التربية لـ 350 مدرسة ومنشأة تربوية، تعرضت كليا وجزئيا للخراب، وهناك 58 منشأة تعرضت للخراب، ومايربو على مائتين أو مائة وسبعين الف نخلة جرفتها السيول، وعشرة ألف فدان وهناك 2109 بئرا ارتوزايا تعرضت للخراب، وخسائر في قطاع الأسماك ما يقارب 130 قاربا.

> البنك الدولي ولجان الرصد أشارت أن حجم الخسائر قدر بواحد مليار دولار، لكن المشكلة أين تكمن أولوليات الحكومة، من أين ستبدأون التعامل معها؟

- هناك أولويتين كما يبدو لي، سبق أن قلت إن الحكومة تسلمت توجيهات من الرئيس للاجتماع يوم الثلاثاء القادم بأن تعلن استراتيجيتها في إعادة إعمار هذه المناطق، لكن في تصوري الشخصي هناك مسألتين رئيسيتين أولهما إعادة إعمار بيوت الناس بناء وتعويض عن كل المساكن وكذلك محلاتهم وممتلكاتهم الأخرى، وهذا الجانب سوف يكون أكثر أهمية في نشاط الحكومة والفرق العاملة في مجال الإنقاذ والمساعدة والتعويض، وهناك جانب آخر أتصوره هو إعادة البنية التحتية لمحافظتي حضرموت والمهرة، وكل ما تعرضت لها من أضرار كبيرة في الطرقات والاتصالات والمياه والكهرباء وغيرها، لا أعرف من أين أتى الأخوان في البنك الدولي بهذا الرقم إلا أننا سنقوم بعملية حصر شاملة لكل قرية، وأتصور أن الرقم قد يزيد أو ينقص لا أعلم .

> هل وضعتم جدولا زمنيا لإيواء الناس ولإعادة الإعمار أم أن هذا متروك لانتهاء عملية الرصد ؟

- الأفكار التي تناقش كثيرة سننختار أكثرها فائدة للذي تعرض منزله أو وسائل نقله للهدم أو مزرعته أو فقدانه لمصدر عيشه أي كان، وستكون هناك خطط أتصور أنها ستوصل المساعدة على نحو إيجابي لهؤلاء الناس بأسرع وقت، أنا أريد أن أطمئن الناس عبركم وأطمئن كل الناس في حضرموت والمهرة بأن الدولة ومجلس الوزراء سوف يقوم بواجبه خلال الأيام القادمة إن شاء الله .

> شارك المستمعون في البرنامج بمداخلاتهم فيما يتعلق بالإغاثة وتقديم المساعدة والقرارات التي اتخذت ولم يتم تنفيذها جراء الكارثة، وتركزت النقطة الرئيسة والمركزية فكرة توزيع المعونات والإغاثة، وأن هناك فساد ربما على مستوى القاعدة فأين هي الرقابة وأين ذهبت هذه المعونات ؟

- الحقيقة الكارثة كبيرة في حضرموت والمهرة والجهود أيضا التي تبذل لاحتواء هذه الكارثة كبيرة من قبل الحكومة والمجتمع بشكل عام، الذين يتحدثون أن بطانية بيعت أو غسالة بيعت هناك أو أغذية أو ملابس بيعت من قبل جندي يتحدثون جدا عن التفاصيل، الجهد الذي يبذل من قبل الحكومة الضخم بمستوى كبير جدا وبمستوى يجعل من احتواء الكارثة أمرا ممكنا ومتاحا، الجهد الحكومي في هذا الموضوع كبير جدا، الناس لا ينظرون أو لا يجوز لهم أن ينظروا أن يحكموا على أمور صغيرة تجري هناك في هذا السوق أو ذاك، ممكن بعض الناس قد استلموا المعونات وباعوها، على أي حال هذا ليس هو المقياس، المقياس إذا أردنا أن نقيم نشاط الحكومة لننظر كيف حدثت الكارثة، حضرموت كانت يوم 23-22 تكاد تكون عن العالم وعن اليمن والمكلا عن بعض أحيائها ومناطقها وباقي قراها وغيرها من المناطق تكاد تسقط .

> لكن الحكومة لم تتعامل مع القضية أولا بتنبيه الناس مبكرا، ولم تأخذ تقارير الأرصاد في الاعتبار وبالتالي أصبحت الكارثة أكبر؟

- بالعكس لولا جهود الحكومة في اللحظات الأولى، ولولا الجهود التي بذلتها جميع الأجهزة المدنية والعسكرية، ولولا الجهد الشعبي والرسمي كما لاحظناه، وإلا لكانت الكارثة أكبر وأعظم. أنا أقول للأخوة الذين يتكلمون من بعد المشكلة عليهم أن ينتقلوا هناك إذا حبوا معرفة كيف هي جهود الإغاثة تمضي، هناك فرق كاملة نائب رئيس الوزراء موجود منذ اللحظة الأولى هناك موجود والمحافظ يقود فريق، المجالس تقود فرق مختلفة على مستوى كل المديريات، الحقيقة عن المساعدات التي يتكلمون عنها، هي كل المساعدات قد سلمت بتوجهيات رئاسية سلمت للمجلس المحلي والمحافظة، سلمت للمجالس المحلية في المديريات، هذه المجالس منتخبة من كل الأطراف، فيها المؤتمر والمشترك والمستقلين، فيها شخصيات اجتماعية عندها ثقة كبيرة، لماذا يشككون في المجالس المحلية، لماذا يحاولون التشكيك في هذه المجالس المحلية وأعطوها الناس ثقتهم المطلقة، ويحاولون تشويه الأعمال الكبيرة، لماذا يحاولون التقليل من المساهمات التي قدمت للمجتمع.

> قد لا يكون تشويه وإنما هذا لا يمنع وجود بعض الفاسدين، لابد من الاعتراف بذلك للذين يستغلون مثل هذه الظروف .

- قلنا ممكن تحصل بعض الأخطاء وممكن تحصل بعض النواقص، لكن الجهد الذي تم في عملية الإنقاذ والإيواء والاهتمام بالمواطنين الذين تضرروا كان جهدا كبيرا وبمستوى يتماشى مع حجم الكارثة.

> المشكلة الحادثة بينكم وبين المعارضة أو ما يسمى الاستقصاد الحاد بينكم أثر بشكل كبير على تقييم مجهود الحكومة لهذه الأزمة؟

- للأسف الشديد نحن نتجه نحو إنقاذ الناس نحو الاهتمام بهم نحو إيوائهم ومساعدتهم والعناية الصحية بهم نقلنا عشرات الأطباء وهناك أربعة مخيمات ومجموعات تابعة لوزارات الصحة والأشغال والمواصلات وكل الوزارات المعنية بالكارثة انتقلت إلى هناك ولديها فرق خاصة وزارة الزراعة ووزارة الأسماك خاصة هذه الجهود في الحقيقة لا تحاول المعارضة أن تذكرها ولا ننتظر منها أن تذكرها لأن المواطنين يشهدون لها في الواقع وهم فقط يحاولون أن يجدوا لهم موقع قدم في هذه الأزمة ولكن للأسف الشديد موقع خطأ يفترض في هذه الأزمة في أي بلد كان يتضامن مع بعضه البعض تنتهي هناك سمة الحكومة والمعارضة سمة السلطة والمعارضة يتجه الناس جميعا من أجل الإنقاذ والمساعدة هذا هو المفروض هذا هو الذي كان يجب أن يتم، المعارضة يحاولون استغلال هذه المشكلة واستغلال ظروف الناس للكسب.

> هل ترى أنهم قصروا يعني لم يشاركوا حتى على مستوى الجهود المدنية في هذه الكارثة؟

- لا المواطنين بشكل عام في جميع محافظات البلاد في المهرة ذاتها المنكوبة حتى الحديدة جميع هذه المحافظات بما فيها محافظة الحديدة التي لحقت بها بعض الأضرار هذه المحافظات كلها هبت لمساعدة الناس وبعض الجمعيات قدمت المساعدات جمعية الصالح وبعض الجمعيات الأخرى حاولت أن تكون قريبة من الناس قدموا الغذاء قدموا الأكل ولا زالوا يقدمون الغذاء يوميا 20 ألف 30 ألف يوميا يحصلون على مساعدة مباشرة من جمعية الصالح ومنهم المجالس المحلية ومن المواطنين ولا نستطيع أن ننكر أن هناك جهود أخرى تستحق التقدير ولكنهم لا يحاولون إطلاقا وليس بإمكان، المواطن هناك يحكم على هذا، ليس بإمكانهم أن يقولوا جهود الإغاثة أقل من المستوى المطلوب إطلاقا .

> في قضية الخلاف بينكم وبين المعارضة، هل تعتقد يادكتور أن الحزب الحاكم الآن في أزمة في هذه القضية أم لا؟

- لماذا يكون الحزب الحاكم في أزمة .. يعني نحن نمضي نحو الانتخابات لو كنا في أزمة لكنا طلبنا التأجيل كما يطلبون هم ، هذه الزوبعة وهذا الضجيج وهذه التهديدات التي تصدر من بعض قادتهم ومن بعض رموزهم أحيانا غير عاقلة وليست مسئولة، هذه كلها لو كانت تجعلنا في أزمة لما كنا نمضي نحو الانتخابات، نحن نمضي نحو الانتخابات مع علمنا بوجود مشكلات كبيرة، وكارثة حضرموت ووجود بعض المشكلات الأخرى لا تعيقنا مطلقا عن الاستحقاق الدستوري والقانوني الوطني.. الانتخابات القادمة هي حق للمواطنين وحق لهذه الأمة لا يمكن لأحد ان يتجاوزها لا المؤتمر الشعبي ولا المعارضة.

> البعض يشكك في شرعية هذه الانتخابات إذا تمت مقاطعتها وحتى الرئيس يستشعر بذلك عندما طالب إجراء حوار من جديد في أكتوبر الماضي وكلف السيد الإرياني القيام بهذا الحوار .

- ومن متى هم لم يشككوا مافيش انتخابات سواء كانوا نجحوا فيها أو لم ينجحوا إلا وشككوا فيها، المشكلة أن المعارضة لديها ثقافة خاصة هي ثقافة الشك ثقافة التشويش ثقافة الضجيج لا أقل ولا أكثر، كان يفترض بالمعارضة أن تتجه نحو العملية الديمقراطية.. الديمقراطية في جوهرها هي انتخابات هي إجراءات وهذا هو ما يقوم به المؤتمر الشعبي العام إنه يهيئ الساحة ويهيئ البيئة هذه الكلمة يحبون يستخدمونها الآن، يهيئ البيئة والملعب السياسي لانتخابات قادمة، يتفضلوا يمارسوا حقهم الديمقراطي ويتقدموا نحو الانتخابات، ليس هناك من سبب على الإطلاق لإثارة الضجيج حول الانتخابات القادمة، لسنا في أزمة على الإطلاق هم أزمة .. والذي يطلب التأجيل هو في أزمة، نحن لم نطلب التأجيل نحن على استعداد لنتقدم نحن وإياهم معا وكل القوى الوطنية نحو الانتخابات القادمة ليتفضلوا معنا ونحن قادمين على تصحيح السجل الانتخابي في مرحلة القيد والتسجيل .

> حتى الأمس كان لدينا السيد حميد الاحمر وقال إن الأزمة الآن ليست فقط سجلات انتخابية ولكن أزمة عملية سياسية كاملة يشوبها الكثير من المشكلات دعني أسمع منك حول هذه النقطة وغيرها من النقاط بعد الفاصل..

> كنت تتحدث أنكم لستم في أزمة، ماذا عن الضغوط الأوربية، ماذا عن الشرعية السياسة، كيف ستوجهون هذه الاتهامات؟

- ليست هناك أزمة، أين هي مظاهر هذه الأزمة، هنالك مشاكل في اليمن مثلها مثل أي دولة من دول الديمقراطيات الناشئة، وفي الدول المتخلفة توجد مشكلات مضاعفة، ولكن الديمقراطية والحياة السياسية تمضي لأن القيادة حريصة على أن تمضي الأمور على نحو أفضل باستمرار.. لاننكر وجود صعوبات، وعندنا وسائل إعلام شفافة، لديهم وسائل إعلام ولدينا وسائل إعلام، لايوجد شيء مخفي في اليمن، الأزمة الموجودة أزمة ضمير وثقافة لديهم، ولكن ليست أزمة حقيقية في المجتمع، إذا أرادوا أن يخلقوا أزمة فأنا أقول لهم بيننا وبينكم شعب يمكن أن يحكم بيننا وبينكم، وهذا الشعب لايمكن أن ينجر وراء كل الدعاوى ووراء كل المحاولات التي يراد بها تشوية التجربة الديمقرايطة.

> المذيعة مقاطعة: ولكن هم وراءهم مؤيديين، المشترك يمثل أغلبية المعارضة؟

- لم ننكر أن لهم وجود، نحن ننكر وجود أزمة، وجود واقع متأزم، هنالك حالة من التطور السياسي الديمقراطي الذي يتناسب مع ظروف اليمن، أما فيما يتعلق بوجودهم فلاننكر هذا الوجود، ونرحب به، ولم نغلق الأبواب في وجوههم، هم يستطيعون أن يقولوا ما يريدون، نحن ندعوهم إلى حوار ديمقراطي

> كان هنالك حوار في أكتوبر الماضي، بأي شروط وضع، ولماذا لم ينتج عنه شيء؟

- ليست لدينا أية شروط، نحن دائما من يخضع لشروطهم، نحن منذ العام 2006 ونحن من انقلاب إلى انقلاب، من موقف إلى آخر، من منعطف إلى آخر، في 2006 كانت هنالك مشكلة توصل الجميع فيها إلى وثيقة مبادئ، وكان يفترض أن تحكم العمل السياسي إلى اليوم، لايعقل أن يوقع الناس كل يوم على وثيقة مبادئ، هذا غير ممكن، لايمكن التوقيع على وثيقة ومن ثم يتم نقضها، في 2006 كانت شروطهم لكي يشاركوا في الانتخابات إضافة اثنين إلى اللجنة العليا للانتخابات، وقد أُضيفوا، وكان لهم شرط تشكيل لجنة من القضاة أيضا، وفي 2007 وبعد أشهر فقط نجدهم ينقلبون على مبادئهم وعلى مقترحاتهم.. أرادوها لجنة تتكيف مع شروطهم، وفي مثل هذه الحالة لايمكن الوصول إلا باتفاق الأطراف، والمؤتمر صاحب أغلبية لذا لايمكن لهم أن يفرضوا شروطهم ولا متطلباتهم، وكل ما قبلنا شيئا من مطالبهم فرضوا مطالب أخرى.

> هم يقولون إن الهدف هو إصلاح العملية السياسية من جذورها؟

- كيف يمكن لهذا الإصلاح أن يتم؟! لايمكن له أن يتم إلا عبر الدستور واحترام القوانين، منذ أكثر من سنة ونصف ونحن نتحاور معهم في العاصمة وفي عدن وفي مراحل مختلفة، ووصلنا إلى ما يشبه الاتفاق ولكنهم انقلبوا على هذا الاتفاق، أرادوا أن يجرونا إلى وضع غير دستوري، وهذا ما لم نكن لنسمح به، ولا أعتقد أن أي مواطن يرتضي للبلاد أن تمضي إلى فراغ دستوري مادام هناك دستور وقوانين.. أقسموا أن يمضوا معنا، ومن ثم نكثوا قسمهم.

> البعض يرى أن هناك مظالم كبيرة في الجنوب، وأنكم أنتم كأعضاء في المؤتمر من أبناء الجنوب معاتبون بصفتكم من الجنوب وليس من الشمال، هذا إذا كان اليمن موحدا.

- من يتحدث عن الجنوب، هؤلاء ثقافتهم لا أدري من أين تحصلوا عليها، معلوماتهم التاريخية ليس لها وجود، يقولون الجنوب، وأنا أقول دائما إن الجنوب هو الجنوب اليمني، والجنوب اليمني جزء من اليمن الطبيعي، لم تكن هناك أية هوية اسمها الجنوب، ومثل هذا المصطلح اصطنع لإثارة البغض والكره بين الناس، حتى بريطانيا حاولت ولكنها فشلت، واليمن واحد، ونتيجة الاستفتاء على دستور الوحدة كانت عالية في الجنوب، هل سمعتم في العالم بوجود الدولة الجنوبية، مثل هذه المصلحات ذاهبة إلى زوال، نعم هنالك إشكاليات حاصلة في المحافظات الجنوبية، نعم هناك مشاكل حاصلة بعد حرب 1994، وأنا أقول لمن يتمسك بالهوية الجنوبية، الوحدة أعطتنا تاريخا جديدا وثقافة جديدة، فمن يريد إعادتنا إلى المشاريع الصغيرة لن يتمكن من ذلك.

> الانتقال من الحزب الاشتراكي إلى المؤتمر الشعبي العام، كيف يمكن لنا أن نفسر عملية الانتقال من المعارضة إلى الحزب الحاكم؟

- أنا حينما عدت، وبعد عودتي بخمسة أيام، اجتمعنا باللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، وقلت لهم للحقيقة أنا لايمكن إلا أن أكون جمهوريا عندما يكون الحزب قريبا من الأئمة والحوثيين، أنا أحترم وجهة نظرهم، فليذهبوا بالحزب حيثما أرادوا، ولكنني لست معهم في ذلك ولا أستطيع أن أدافع عن أخطاء كبيرة قد تحصل اليوم، مثلما حصلت في العام 1994 وما قبله، نحن نعرف أن هناك أخطاء ارتكبت سواء كانت منهجية أم في الممارسة العملية، ما وصلنا إليه في 94 نتيجة الأفكار المتطرفة والشطط السياسي، نعم قلت لزملائي نحن مختلفون في هذه المسألة، وأدعوهم أن يعودوا إلى تاريخ الحزب، وأن يعودوا إلى نضالات شهدائه الأبطال، نضالات قحطان وسالمين وعلي عنتر وصالح مصلح، وكل الشهداء، أن يعودوا إلى مواقفهم وأطروحاتهم ومبادئهم، أولئك لم يكونوا إلا وحدويين، صحيح أن هناك مشكلات تحصل لكن ليس الحل في الدعوة إلى الجنوبية أو الانفصال، الانفصال دعوة رجعية متخلفة، أهلنا في عدن أو في لحج لن يمضوا معها، يستطيعون إيقاف وعرقلة مشروع، والإضرار بهذا وذاك، لكن لايمكن لهم أن يغيروا وجهة نظر الناس وإيمانهم بالوحدة.

> البعض يطالب بتغيير الدستور، أنت تقول إن الفراغ الدستوري أمر مرفوض، بينما المعارضة لها بعض المطالب، والشارع له بعض المطالب أيضا، ما هو تحفظكم على مثل هذه المطالب؟

- ليس لدينا أي تحفظ، وللحقيقة نحن نقوم بعملية تطوير للنظام السياسي وبإستراتيجية في المؤتمر، لدينا إستراتيجية أعلن عنها الرئيس في مبادرته المعروفة بتطوير النظام السياسي من خلال توسيع نظام السلطة المحلية، هذه النظرية يتم تطويرها ويتم الحديث عنها اليوم في مختلف هيئات المؤتمر، يجري العمل من أجل تقديم رؤية وطنية سياسية تنقل الدولة في اليمن من المركزية إلى اللامركزية، وعندما نتكلم عن المركزية نتكلم عن المركزية التي يتم تطبيقها حسب واقع اليمن، وليست التجربة التي يتخيلها البعض مثل نقل تجربة السويد إلى اليمن، هذه التجربة منذ عام 62 إلى اليوم يتم مراجعتها بشكل دقيق، مبادرة الرئيس وأطروحات المؤتمر تذهب نحو دولة لامركزية، دولة ديمقراطية، يحتفظ فيها المواطن بحقوقه الكاملة، دولة تعيش حالة من التضامن الاجتماعي الذي يحقق التنمية المستقبلية، دولة تحترم قيمها.

> لكن هذه الدولة التي تتحدث عنها فيها عملية من عمليات الإقصاء للمعارضة، أنتم تسيرون في طريقكم ولاتريدون أن يقف أحد في طريقكم، ألا ترى أن هذا تجنٍ على الدولة التي تتحدث عنها؟

- هذا تجنٍ على المؤتمر، نحن نقول تفضلوا إلى اللجنة الانتخابية، وحاورناهم، وقدمنا لهم أكثر من مبادرة، قلنا لهم تعالوا إلى مائدة الحوار..

> لماذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين، من نقض العقد هو المؤتمر؟!.

- لا بالعكس، الإفراج عن المعتقلين تم، كل شروطهم للدخول في الانتخابات تم تلبيتها واحترمت ونفذت كما يريدون هم، هناك بعض الأشياء التي يطالبون بها مثلا المطالبة بإطلاق سراح مجرم فيها خطأ، أنا أقول لهم في هذه الحالة بيننا وبينكم القانون، ولكن هنالك سياسيين يسمونهم سياسيين وهم في الحقيقة أناس يخترقون الدستور والقانون، وهناك روح تسامحية من قيادة البلد مع هؤلاء، هنالك الكثير من هؤلاء يرفعون شعارات الانفصال، بعضهم يرفع شعار الاستقلال والاعتداء على المؤسسات الحكومية، هذه أشياء لايمكن القبول بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى