الأيام تبحث في وضعية مستشفى مديرية حبان بشبوة ..مستشفى حبان .. ألم في قلة الكادر الفني العامل فيه ... وأمل في انتظار البعثات القادمة

> «الأيام» فهد أحمد لحيمر

>
أدوية مجانية تصرف بالم
أدوية مجانية تصرف بالم
مدينة حبان التاريخية الواقعة شرق مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة ، يبلغ عدد سكانها نحو 33.000 نسمة تقريبا موزعين بين مناطق متفرقة أهمها منطقة هدى ، الخبر، لهية ، الفرع وبقية المناطق والقرى المجاورة لمركز المديرية جول حبان، ولا يوجد بها سوى مستشفى وحيد.

عانى هذا المستشفى صعوبات وواجه عراقيل كثيرة أثناء تشييده وظل في عملية مد وجزر بين مقاول وآخر طيلة 10 سنوات حتى تمت ولادته وافتتاحه في العام 2002م بعد أن توقفت أعمال البناء فيه لمدة طويلة ثم استؤنفت مرة أخرى بعد جهود كبيرة من قبل السلطة المحلية آنذاك.

اليوم وبين الحين والآخر تواجه السلطة المحلية ومكتب الصحة بالمديرية انتقادات شديدة من قبل أعضاء المجلس المحلي تتهمها بالتقصير والإهمال في تشغيل هذا المرفق الصحي المهم بصورة صحيحة وعدم توفير الكادر الفني والتمريضي بشكل متكامل، إلى جانب عدة تساؤلات من المواطنين بالمديرية بعدم توفر ووجود الكادر الطبي بشكل مستمر بالمستشفى.

«الأيام» ولحرصها على المصلحة العامة زارت مبنى المستشفى لتسلط الضوء عليه ولتخرج برؤية واضحة حول وضعية هذا المستشفى :

الموقع وأهميته :

موقع المستشفى يعتبر العامل الأساسي الذي أعطاه أهمية كبيرة وميزة يتفرد بها عن معظم المستشفيات فموقعه في جول حبان مركز المديرية وبالقرب من الطريق العام الذي يربط عدن بالمكلا جعله يكتسب أهمية بالغة بالنسبة لأبناء المديرية وكذا المارين بالطريق العام، مما يتطلب جهودا كبيرة للاهتمام به من قبل السلطة المحلية ومكتب الصحة بالمديرية في توفير الكادر الطبي والتمريضي المتخصص بصورة مستمرة وأيضا توفير المستلزمات الضرورية.

بداية صعبة وجهود كبيرة لتجاوزها:

كانت بدايتي مع مدير المستشفى الدكتور أحمد سالم الشكلية ونائبه صالح أحمد المنصوري اللذين رحبا بـ«الأيام» بوصفها الصحيفة الأولى التي تنزل وتطوف بأقسام المستشفى .

قبل جولتي والطواف بالأقسام الداخلية للمستشفى سألت الدكتور أحمد الشكلية عن أقسام المستشفى المتوفرة والعاملة فيه حاليا؟ فأجاب قائلاً: «يوجد بالمستشفى حالياً طاقم طبي وفني وتمريضي متواضع يعمل بالأقسام التالية: باطني رجال، الأمومة والطفولة، الأسنان، الأشعة، المختبر، الصيدلية، بالإضافة إلى قسم النساء والولادة الذي يعمل فيه حاليا قابلات للولادة في ظل عدم وجود طبيبة متخصصة لذلك.

كما يقدم المستشفى خدماته الإنسانية للمواطنين طيلة ساعات النهار وبعض ساعات الليل إذا دعت الضرورة». وأضاف قائلاً :«برغم البداية الصعبة وقلة الإمكانات بالمستشفى إلا أننا وبتوفيق من الله استطعنا أن نسقبل ما يقارب 323 حالة موزعة بين أقسام المستشفى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وهي نسبة تعتبر لنا كبيرة مقارنة بالاشهر السابقة لعمل المستشفى ، كل ذلك بفضل الله ثم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها وما زال يبذلها طاقم المستشفى والجهود الشخصية الذي نقوم بها» .

توجهت أولاً إلى قسم باطني الرجال والتقيت بالدكتور عدنان باحاج وسألته عن وضع المستشفى؟ فأجاب :«المستشفى وبرغم إمكاناته المتواضعة إلا أنه يقدم خدماته الإنسانية إلى كثافة سكانية كبيرة لمناطق متفرقة بالمديرية وخصوصا كونه المستشفى الحكومي الوحيد في المنطقة ، لذلك فهو بحاجة إلى الكثير من الرعاية والاهتمام من قبل السلطة المحلية وكذا مكتب الصحة بالمديرية حتى نستطيع أن نقدم خدمات كبيرة يلمسها المواطن، وللأمانة فالإدارة الحالية للمستشفى تبذل جهودا كبيرة في توفير الكثير من الإمكانات التي يفتقر إليها المستشفى».

مختبر المستشفى بمعداته المتواضعة
مختبر المستشفى بمعداته المتواضعة
أثناء تجوالي بالمستشفى يبدو ظاهرا للعيان بعض التشققات في جدران المبنى وذلك بسبب العيوب والاختلالات التي رافقت مراحل تنفيذ بنائه من قبل المقاولين الذين تنابوا على عملية إنشائه وأيضا عدم وجود رقابة وفحص للمعايير والمقاييس المتفق عليها في عقد المناقصة مع الجهة المنفذة، كما يبدو أيضا ظاهرا داخل المستشفى الجهود المبذولة في عملية النظافة المستمرة لأقسام المستشفى والحرص من قبل الطاقم الفني العامل فيه على توفير الراحة والعناية للمرضى.

يأتي بعد ذلك قسم النساء والولادة الذي كانت تشرف عليه سابقا الدكتورة حنان الحداد لمدة عام ونصف العام وهو يقدم خدمات متميزة برغم قلة الإمكانات والمتمثلة في افتقار المستشفى إلى كرسي للولادة ومعدات أخرى مساعدة في قسم الولادة.

بيد أنه هذه المرة بدا أمامي مغلقا برغم أهميته الكبيرة للمستشفى، ويعود سبب إغلاقه بحسب إجابة د. أحمد الشكلية مدير المستشفى إلى «تفريغ الطبيبة الوحيدة العاملة فيه للدراسة بموافقة من قبل مدير مكتب الصحة بالمديرية السابق د. محمد عليوه ودون الرجوع إلى رأي إدارة المستشفى في ذلك».

وهذا مازاد الطين بلة في وضع المستشفى من خلال استمرار نزوح ونقل الكوادر الطبية من المستشفى، إما بتفريغهم وعملهم في الشركات الأجنبية وبرواتب مرتفعة!، أو نقلهم لمواقع وأماكن أخرى ليست بحاجة إليهم ، فيما يظلون قوة عاملة محسوبة على المستشفى.. في حين أن القوة الفعلية العاملة بالمستشفى لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ..!! وهنا يظهر التعجب والاستفهام نطرحه أمام مكتب الصحة !؟

وما هو موقف السلطة المحلية والهيئة الإدارية لمحلي المديرية إزاء هكذا تصرف؟؟!

وتستمر جولتنا وهنا ميزة أخرى تبدو داخل المستشفى تتمثل في قسم الأشعة، حيث تم تجهيز هذا القسم بمعدات حديثة وبمواصفات عالية على نفقة فاعل خير بالمنطقة كما أوضح ذلك الفني خالد باحاج الذي يشرف على قسم الأشعة حيث قال: «لقد تم تجهيز هذا القسم بالمعدات على نفقة فاعل خير من أبناء المنطقة، لذلك فمعداته تتميز بمواصفات عالية والحمد لله استطعنا ان نقدم صورة مميزة عن قسم الأشعة بالمستشفى».

أما قسم المختبر بالمستشفى وبرغم معداته المتواضعة إلا أنه يقوم بمهامه بصورة منتظمة وبدون توقف، وعند سؤالي عن مصدر المحاليل بالمختبر أجاب مدير المستشفى : «نقوم بعملية شرائها من الرسوم الرمزية التي تدفع بالمستشفى وكذا شراء أفلام الأشعة لأن معظم الأفلام والمحاليل التي تأتي إلينا من مكتب الصحة بالمحافظة تالفة وغير صالحة للاستعمال.

وكذلك بقية الأقسام بالمستشفى كالصيدلية التي تصرف عينات من بعض الأدوية مجاناً مقدمة من مكتب الصحة بالمحافظة ، وكذا قسم الأمومة والطفولة الذي يقوم بعملية التلقيح بشكل يومي».

وعن رد السلطة المحلية على أوضاع المستشفى والانتقادات التي توجه إليها أجاب الأخ علي دابي طعموس عضو الهيئة الإدارية بالمجلس المحلي بقوله: «إننا نبذل ما بوسعنا من أجل أن يصل المستشفى إلى المستوى الذي نتمناه ، ولا يخلو أي عمل من سلبيات، لذا فإننا نقوم بنزولات ميدانية للمستشفى بشكل مستمر كما أننا نقوم الآن وبمساعدة إدارة المستشفى بعملية ترميم وتجهيز غرفة العمليات الكبرى بالمستشفى ، ونأمل أن يتم الانتهاء منها في غضون الشهرين حتى نتمكن من استقبال البعثة الروسية التي ستزور المستشفى قريبا».

رأي الجانب الآخر:

في المقابل فإن هناك من له رأي مناقض لما قيل سابقاً ، ومن ذلك السؤال الذي طرحته على الأخ محمد صالح عديو عضو المجلس المحلي للمحافظة عن مديرية حبان عن رأيه في وضع المستشفى ومستوى الخدمات التي يقدمها ؟ فرد بقوله : «يا أخي الكريم بالنسبة لما تقول عن الخدمات التي يقدمها المستشفى فأقول لك إننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، نسمع أنه يقدم خدمات متميزة وتوفر كادره الطبي، إلا أننا لا نلمسها ولا نراها ، والوضع الصحي بشكل عام في المديرية سيء للغاية ولا نريد هنا أن نذكر أرقاما لكي لا يستغلها السماسرة من أجل مصالحهم الشخصية لابتزاز المديرية ، لأننا مازلنا نأمل أن نتوصل إلى حلول للأوضاع الصحية في المديرية بمساعدة الهيئة الأدارية والمدير العام ومدير الصحة بالمديرية وخصوصا بعد أن تم تكليفي بمتابعة الموضوع من قبل المحافظ والمجلس المحلي للمديرية ووضع الحلول اللازمة لذلك».

أما المواطنون بالمديرية فقد كانت آراؤهم مختلفة بين راض وساخط عن أداء المستشفى، فالبعض علل قلة إقبال المرضى على المستشفى بعدم وجود الطاقم الطبي في معظم الأوقات وخصوصا بعد فترة الظهيرة، حيث لايجدون من يستقبلهم غير حارس البوابة للمستشفى.

قسم الأشعة
قسم الأشعة
وعن التجهيزات والخطط المسستقبلية والصعوبات والمتطلبات للمستشفى؟ أجاب مدير المستشفى:«يجري حاليا العمل في تجهيز واستكمال تشطيب سكن للأطباء الذي يقع داخل سور المستشفى كما ترى أمامك ، حتى يستطيع الأطباء التواجد بالقرب من المستشفى في حالات الضرورة.

أما أهم الصعوبات التي نعاني منها فهي تتمثل بدرجة أساسية في قلة الكادر الفني العامل بالمستشفى ، وصدقني لو قلت لك بأن المستشفى قائم على أشخاص معينين.

وفيما يخص المتطلبات فيتطلب المستشفى وجود سيارة إسعاف لنقل الحالات الطارئة عند الضرورة.

ومن الخطط المستقبلية فإننا نعمل حاليا على استكمال تأثيث غرفة العمليات التي أهملت ولم تكن موجودة سابقا وسيتم الانتهاء منها قريبا ، ونحن بانتظار نزول البعثة بعد عدة أشهر، والمطلوب هو تضافر الجهود من الجميع بمن فيهم السلطة المحلية ومكتب الصحة بالمديرية للوصول بالمستشفى إلى المكانة المطلوبة».

رغم إلحاحي الشديد على أخذ رأي مدير مكتب الصحة بالمديرية حاليا عن وضع المستشفى ، وعن المعالجات والتدابير المتخذة لإصلاح وضعية المستشفى، إلا أنني لم أتمكن من مقابلته أكثر من مرة بسبب عدم وجوده بالمكتب لكثرة انشغاله بمتابعة مكتب الصحة بالمحافظة ، كذلك كان إصراري الشديد على مقابلته هو لمعرفة مبلغ الميزانية التشغيلية المعتمد للمستشفى؟ وعن أوجه إنفاقها؟ وذلك لكثرة الحديث من قبل أعضاء في المجلس المحلي للمديرية عن تلاعب في نفقاتها ، حيث تظهر مبالغ كبيرة وقوة عاملة قليلة.

آخر المطاف :

في آخر جولتنا بالمستشفى استطاعت «الأيام» أن تسجل بعض المشاهد والملاحظات التي تتمثل في :

- عدم وجود قسم للطوارئ والمجارحة الصغرى بالمستشفى برغم أهميته بالنسبة لاستقبال حالات الحوادث لا قدر الله خصوصا وأن موقع المستشفى على الخط العام .

- عدم وجود ترقيد للمرضى داخل المستشفى برغم المخصصات التي تظهر في الميزانية التـشغيلية للمسـتشفى لهذا الجـانب .

- معظم المعدات والأثاث بالمستشفى برغم حداثة افتتاحه إلا أنها خارج الجاهزية وغير صالحة للاستعمال كما يبدو ظاهرا بالصورة.

- منذ افتتاح المستشفى لم تزره أي من البعثات الخارجية برغم تهيئته لذلك، إلا أن الأمل مازال يحدو أبناء حبان في وصولها قريبا.

كلمة لابد منها :

- كلمة حق تقال وشكر جزيل نتوجه به إلى إدارة المستشفى ممثلة بالدكتور أحمد الشكلية ونائبه صالح المنصوري ، وايضا الطاقم الطبي العامل بالمستشفى ممثلا في الدكتور عدنان باحاج ، وكافة الفنيين بالأقسام الأخرى والممرضين والممرضات لجهودهم المخلصة والدؤوبة في كل مايبذلونه ويقدمونه من خدمات إنسانية كبيرة للمرضى برغم الإمكانات والصعوبات التي يمرون بها.

- دعوة لقيادة السلطة المحلية بالمديرية وكذا مكتب الصحة بالمحافظة والمديرية بضرورة إيلاء جل الاهتمام والرعاية لهذا الصرح الصحي الوحيد بالمديرية حتى لا يغتال وهو في مهده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى