بشار الأسد يشكك في استعداد سوريا للسلام

> دمشق «الأيام» خالد يعقوب عويس :

> اتهم الرئيس السوري بشار الأسد اسرائيل أمس الأحد بالسعي للعدوان بشكل "فطري" مشككا في رغبة الدولة اليهودية للتوصل إلى سلام مع سوريا.

وقال الأسد للبرلمانيين العرب إن "رفضهم (الاسرائيليون) الاستجابة للحد الأدنى من المطالب الفلسطينية المشروعة.. وعدم استجابتهم حتى الآن لمتطلبات السلام على المسار السوري.. فتدل على أن السلام بالنسبة لهم هو عمل تكتيكي وليس خياراً استراتيجياً."

وأضاف إن "إسرائيل لم تلغ في يوم من الأيام فكرة العدوان من سياساتها والتي يؤدي إليها خوف الإسرائيليين الفطري من السلام.. خاصة في هذا الوقت الذي نشهد فيه تنامياً سافراً لنزعات التطرف الديني والعنصري لدى الإسرائيليين."

وعلقت محادثات السلام غير المباشرة بين سوريا واسرائيل قبل شهرين بعد أن قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الاستقالة من منصبه فيما يتعلق بفضيحة فساد.

وبدأت المحادثات بعد أشهر من قصف طائرات اسرائيلية لمجمع عسكري في شرق سوريا. وقالت الولايات المتحدة حليف اسرائيلي الرئيسي إن هدف القصف كان مفاعلا نوويا غير مشروع تحت الانشاء. ونفت سوريا الاتهام فيما التزمت اسرائيل الصمت.

وقال أولمرت الذي لايزال قائما باعمال رئيس الوزراء إنه يرغب في تنشيط المحادثات التي كانت تتم بوساطة تركية. ولم تظهر سوريا أي اعتراض ولم يتناول الأسد القضية بشكل مباشر.

واجرى البلدان محادثات مباشرة استغرقت نحو 10 سنوات قبل أن تنهار عام 2000 بشأن نطاق انسحاب عرضته اسرائيل من مرتفعات الجولان المحتلة. ورفض والد بشار الرئيس الراحل حافظ الأسد التوقيع على اتفاقية اعتبرها لا تعيد كامل الأراضي.

واحتلت اسرائيل مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967 وضمتها إلى أراضيها بعد مرور أكثر من 10 سنوات على الحرب وهي الخطوة التي رفضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالاجماع واعتبرها باطلة.

وترغب الدولة العبرية حاليا في أن تحد سوريا من تحالفها مع ايران وتوقف دعمها لجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية والجماعات الاسلامية الفلسطينية لتحقيق تقدم على صعيد التوصل لاتفاق. وقالت سوريا إن اسرائيل لا تملك أي حق لوضع مثل هذه الشروط.

وتمسك الأسد في خطاب حماسي بموقف والده بأنه لن يكون هناك أي اتفاق اذا لم توافق اسرائيل على اعادة كامل أراضي الجولان إلى سوريا ودافع عن حق سوريا في مناصرة ما وصفه بقضية المقاومة العربية.

وقال الأسد "إنهم لن يحصلوا على أي منها (التنازلات) من قبل سورية ... السلام لم يكن الهاجس الأساسي للإسرائيليين.. بل هاجسهم هو الأمن بالمعنى الضيق."

وأضاف "كان علينا أن نبرهن في كل مرة بأن الانكفاء ليس قدراً محتوماً على العرب... ان المقاومة بمعناها الشامل والمتكامل هي التي تمنح الأمان في وجه العدوان وتضمن تحقيق السلام."

ودافع الرئيس البالغ من العمر 43 عاما عن ما وصفه بسياسة سوريا التي تتسم بالانشقاق عن الصف العربي بعدم اعطاء اسرائيل تنازلات مقابل أي ثمن.

كانت سوريا هي البلد العربي الوحيد الذي دعم حزب الله اللبناني مباشرة في حرب عام 2006 مع اسرائيل عندما احتلت القوات الاسرائيلية جنوب لبنان في اعقاب أسر حزب الله جنديين اسرائيليين في غارة عبر الحدود.

وساءت علاقات سوريا منذ ذلك الحين بحكومات الدول العربية المحافظة المدعومة من الولايات المتحدة خاصة المملكة العربية السعودية.

وتستضيف دمشق أيضا الزعماء المنفيين لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفصائل جهادية فلسطينية أخرى والذين يعارضون مفهوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسلام مع اسرائيل ولا يعترفون بحق الدولة اليهودية في الوجود. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى