تحية لبطلات عدن في الملاكمة

> «الأيام الرياضي» صالح عميران:

>
جمال اليماني يستقبل بطلات عدن للملاكمة اللاتي قام بدعمهن
جمال اليماني يستقبل بطلات عدن للملاكمة اللاتي قام بدعمهن
تقبل فكرة الألعاب الفردية العنيفة كرفع الأثقال والملاكمة بالنسبة لفتيات عدن المباركة وفي أوضاع وطنية مرهقة وأوضاع معيشية صعبة يعتبر مجازفة أن ترى فتيات عدن يلاكمن على حلبة الملاكمة أيضا من الأمور التي لا ينجح في تدبيرها إلا من له الدراية النفسية والاجتماعية،كل ذلك عند نقاشاتنا السابقة.

رأى البعض بأنها فكرة تحتاج إلى سنين، وعندما تقبلها المجتمع العدني بكل ترحاب وافتخار تمكنا من تحقيق الفكرة وتنفيذها على مرأى من عيون آبائهن أي البطلات، وعلى رأس المقتحمين لهذه التجربة الحائزة على رضى من نحتاج لرضاهم وفي مقدمتهم الفاضل جمال اليماني مدير عام مكتب الشباب والرياضة والمدرب والبطل والمحاضر الدولي رائد على نعمان..وبالنسبة لي كمؤسس لهذه اللعبة الفردية فإنني أعتبر يوم الجمعة الماضي 31 أكتوبر 2008م يوما تاريخيا بالنسبة لليمن ولعدن المباركة الحبيبة إلى نفوس الشرفاء .. ومن حضر ذلك اليوم في صالة ستاد 22 مايو فقد رأى بأم عينيه ما قدمت عدن التاريخ من بطلات في هذه اللعبة وهن في سن المراهقة، أو كما يطلق عليه عمر الزهور..وكما كان المشهد مؤثرا - نعم والله - جدا، خاصة عندما حضرت أمهات بطلات العاصمة،وأخذن يزغردن بكل حماس مرحبين بفتيات عدن وفتياتهم البطلات..وللحق فقد بذلن جهدا يستحق التقدير،ولا أجامل البطل رائد حينما أعطى رأيا فنيا راقيا لأحد الصحفيين تجاه ما حدث من نزالات فنية منظمة، حتى أن الصحفي قال:«نحن إذاً دخلنا التاريخ فهل سنجد الطريق أمامنا ممهدة؟».

وإن الحدث المثير الذي وقع في أول مباراة عندما سددت بطلة عدنية بالخطافية اليمنى لكمة قوية إلى أنف منافستها بسرعة مذهلة أدت إلى كسر غضروف أنف المنافسة الصنعانية، وتطاير الدم على وجهها وملابسها، حتى نهض المدرب الكوبي القدير وعلامات وجهه توضح استغرابه مما حصل، وهكذا تمكنت البطلة العدنية بعد إجراء الإسعافات،وبرغم كسر غضروف أنف زميلتها من مواصلة إنزال الضربات المباشرة إلى وجهها، وكانت هذه المباراة هي فاتحة أول انتصار وتبعته انتصارات كثيرة لعدن البطلة، فيما حصلت العاصمة على انتصارات قليلة..وتذكرت حينها عبارة التحدي التي أطلقها الأخ طه مدرب فريق العاصمة للفتيان والفتيات، والتي كانت قاسية المعاني.. ولكني اعتبرتها تحفيزا لنــا، حيث رد مدرب فتيات عدن البطل رائد:«الجواب سوف يجده عند بطلات عدن».. وكــان الجواب واضحا وأكثر بقليل من أعماق خبرتنا نحن من حصلنا على تدريبات على يد عمالقة من مدربي الملاكمة في (القوات المسلحة البريطانية) خلال حقبة الاستعمار الذين أكدوا لنا أن «التدريب الرياضي لأية لعبة هو عبارة عن حركات منظمة، وعرق غزير متصبب، واكتشاف للمواهب والإبداع في التدريب، وهذا يؤدي إلى حب اللعبة والوصول إلى طريق النصر»..وهو ما نسعى إليه في عدن وليس إلى التلقين أو التحدي التائه.

ما حصل في العاصمة كان عرسا رياضيا تاريخيا نحن في فرع اتحاد عدن للملاكمة نهديه بكل حب إلى كل من دعمنا ماديا ومعنويا، وخاصة «الأيام الرياضي» والأخ مدير عام مكتب الشباب والرياضة الذي قدم ولا يزال يدعمنا معنويا وماديا، حتى آخر لقاء مع بطلاتنا يوم 5 نوفمبر الجاري عندما استقبلنا بحماس رائع وأهدانا مبلغا محفزا للفتيات البطلات اللاتي شرفن عدن بما قدمنه من نزالات أمام الجماهير في صنعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى