> يبدو أن تحرك الهيئات والجمعيات المحلية والأهلية بحضرموت وكذا الخارجية سريعا يتسق وحاجة المتضررين بالمناطق المنكوبة بوادي حضرموت، ويسبق الفرق الإغاثية الحكومية من حيث إيصال المعونات، بل إن الجمعيات والمؤسسات الخيرية- وبحسب تعاملنا معها كصحيفة من حيث استقصائنا للمعلومة الدقيقة لتوزيعاتهم- يبادرون بوضع الكشوفات والحالات والكميات الموزعة ولا يخفون شيئا، بل صادف ونحن نجول بمختلف المناطق بأن التوزيعات وإن كانت متفاوتة ولكن الجمعيات توزع بوضوح ووفقا لبرامج، بعيدا عن العشوائية. أمس الإثنين ومن الظهر وحتى المساء وزعت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية إغاثات غذائية ومستلزمات غرب الوادي لـ200 أسرة متضررة بمواقع إيواء في كل من فضح الغربي والشرقي، وبحران والأخماس.

كما وزعت بمخيم الإيواء في سحيل شبام مساء أمس الأول معونات غذائية لأكثر من 95 أسرة متضررة، ويقوم فريق الإغاثة بالتوجه إلى المخيمات للتوزيع وبحسب كشوفات لجان الإغاثة المشكلة بالمناطق، ويوزع الفريق بنفسه المعونات.

«الأيام» شكلت فريقا بوادي حضرموت يعمل على الاستقصاء والاستبيان من خلال عينات عشوائية من المتضررين والمواطنين لمعرفة آراء الناس حول مستوى عملية التوزيع للجان الحكومية، إلى جانب أسئلة أخرى وسيتم الانتهاء من الاستبيان الذي شمل أكثر من 314 حالة من مديريات شبام والقطن وحورة والسوم وعدم ليتم تفريغه ومعرفة النتائج..

عموما تتواصل عمليات الإغاثة من عدة جهات أهلية، وعلى الرغم من البحث عن جيف الحيوانات النافقة بدار الراك إلا أن المطمورة حتى أمس أعداد كبيرة جدا تنبعث روائحها، وسبق لـ «الأيام» أن نشرت ذلك.

كما قام مشكورا الداعية الحبيب علي بن زين العابدين الجفري الإثنين الماضي جزاه الله خيرا بتفقد الوضعية ونقلها للمسئولين حتى لا تشكل كارثة بيئية وصحية. فيما تتواصل بمديريتي القطن وحورة الأعمال الإغاثية بتوزيع المؤن والغذاء التابعة للجمعية الإسلامية الخيرية الثقافية الاجتماعية بحضرموت، فمنذ أن بدأ نشاطها 2008/10/26 الميداني الإغاثي بهاتين المديريتين بمناطقهما المتضررة وحتى نهاية الأسبوع، يقول م. فائز بن شملة قائد فريق حملة الجمعية عن ذلك:«إن التوزيع العاجل للغذاءات إلى جانب تجهيزات أخرى كالحقيبة الصحية أو معونات مباشرة للأسر المتضررة والفرش والبطانيات وسلة الغذاء (ألبان، قمح، أرز، دقيق، سكر، شاي، أسماك معلبة) وبحسب حاجات المتضررين العاجلة شمل 1119أسرة بالقطن وحورة، وبتفصيل أدق استفاد منها 8836 فردا».

ويضيف بن شملة:«إننا نعمل مباشرة مع المتضررين بالوصول إليهم ومواقعهم وتسليمهم معوناتهم يدا بيد مع طلبة جامعة الأحقاف، الذين عملوا دون كلل أو ملل في كثير من الأعمال الإغاثية، وليس توزيع الغذاءات والبطانيات والفرش وحسب».

وحصلت «الأيام» على كشف تفصيلي لتوزيع المعونات التي قدمتها الجمعية الإسلامية الخيرية الاجتماعية في القطن وحورة وادي العين في المناطق المتضررة التالية: دار الراك 795 فردا من الأسر المتضررة استفاد من معونة الجمعية الإسلامية، العنين 240 فردا، ساحة آل علي الحاج 527 ، حصن آل الزوع 155، المرقدة والكروس الشرقي والقبلي 715 ، الخبة والفرط 120، بروج 469، الباطن وضواحيها 825، الخديد وضواحيها 652، حصن آل كوير 1096، الريان والسفولة هينن 1290، حزم الباطنة 263، القوز 330 ، غصيص 700 ، القارة 29، الراكة 147، الخشعة 308، الظاهر 45، الحايرة 60، شريوف 38 ، ظاهرة 32 فردا.

وعملت الجمعية أيضا على تجهيز وجبات غذائية جاهزة للعديد من المخيمات.

وزير الثقافة يصل وادي حضرموت ويتفقد الأضرار

تفقد أمس الإثنين د. محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة ود. عبدالله زيد عيسى رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية برفقة الأخ أحمد الجنيد وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء وعدد من المسئولين بالوادي أوضاع المعالم والمنشآت الثقافية المتضررة جراء الأمطار والسيول وفي ضوء التقارير الأولية عن الحصر الذي سبق للجنة مختصة أن رفعته. ويقوم الوزير ورئيس هيئة المدن التاريخية بزيارة اليوم الثلاثاء 11/11 إلى مدينة تريم ومنطقة بور التي كُشف أمس الأول عقب جرف السيل للطين والطمي الموجود بالمنطقة على أعماق، عن منازل لمستوطنة قديمة.

وكان الوفد الثقافي قد قام بزيارة أمس الإثنين لمدينة شبام التاريخية، حيث التقى بالإخوة إدارة المشروع الألماني والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية فرع شبام وكذا الوحدة التنفيذية الإدارية لمشروع المجاري والبنية التحتية بالمدينة المسورة.

كما اطلع المسئولون يرافقهم الوكيل أحمد الجنيد على الأعمال الجارية المنفذة بمشروع المقطع التجريبي للمجاري والبنية التحتية.

تجدر الإشارة إلى أن المقطع التجريبي منذ أن بدأ في ديسمبر العام الماضي 2007م مازال حتى اليوم على الرغم من أنه تجريبي، وكانت جمعية حماية العمارة الطينية بشبام التي تضم خبرات تقليدية لمعالمة وعمال البناء قد قدمت مذكرة قبل أشهر مقترحات وملاحظات عن سير العمل بالمقطع، خصوصا في جانب المواد التقليدية.

وتعد مدينة شبام حضرموت من المدن المسجلة على قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة إثر اتخاذ قرار أجمعت عليه الدول في بداية الثمانينيات من القرن الماضي. وفي مهرجان في شبام في عام 1984م أثناء زيارة السيد أحمد مختار رامبو رئيس المنظمة سابقا، وبحضور الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد أعلنت شبام شعبيا ضمن قائمة التراث العالمي مع مدينة صنعاء القديمة ثم أضيفت إلى القائمة بداية التسعينات مدينة زبيد كثالث مدينة يمنية تاريخية لدى اليونسكو.

مسئول دولي عربي في عمليات الإغاثة العاجلة بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية: 70 % من القرى الشرقية بالوادي دمرت

«ما رأيته له أثر كبير في النفس، الدمار الذي أصاب كل شيء بوادي حضرموت شكل لنا صدمة لأن الوضع الحقيقي لم يطلع عليه أحد»، هذا ما تحدث به السيد د.سلطان بن سعد القحطاني رئيس فريق الإغاثة الإسلامية العالمية أمس الإثنين لـ «الأيام» وكنا قد تابعنا جزءا من نشاط الفريق، وعملنا على الواقع لرؤية ما يقدمونه، وتحت أشعة الشمس ظهر أمس تحدثنا مطولا مع د. القحطاني، وهم ذاهبون إلى منطقة متضررة سألناه عن بدء إغاثتهم وتحركاتهم.. لم يتوقعوا أن يشاهدوا هذا الدمار على الواقع، والأجمل عندما سألته عن دقة توزيعاتهم سلمني تقريرا وافيا ومفصلا، يعملون بشفافية عالية جدا، فهم ذوو خبرات في الأعمال الإنسانية على مستوى مناطق العالم المنكوبة، وزعوا وعلى مدى 17 ساعة قبل أربعة أيام سلة غذاء وبطانيات وفرشا بمناطق مديرية السوم، وهي دفعة أولى. وبالمناسبة فإننا في «الأيام» أول فريق إعلامي يصل إلى السوم من الأيام الأولى للكارثة عبر مروحيات سلاح الجو اليمني الذي نقل إغاثات الحكومة..

وردا على تساؤلاتنا يجيب د. سلطان القحطاني مدير الإغاثة العاجلة بالإغاثة الإسلامية العالمية المملكة العربية السعودية: «بالأصالة عن نفسي وعن الوفد وبالنيابة عن سعادة الأمين العام عدنان خليل باشا، وعبر صحيفتكم أتقدم بأحر التعازي والمواساة لما حصل في محافظتي حضرموت والمهرة، وحرص الأمين على تحركنا على الفور، ووصلنا الخميس الماضي والتقينا مع الإخوة صادق أبوراس نائب رئيس الوزراء وسالم الخنبشي محافظ حضرموت وأحمد الجنيد وكيل المحافظة وفهد الأعجم الوكيل المساعد.

واستطلعنا معهم على الوضع والتقارير الميدانية ثم عملنا على خطة ميدانية لحصر الأسر والوقوف على الأضرار، بعد ذلك نفذنا حملات الإغاثة وحرصنا كفريق للإغاثة الإسلامية العالمية على الوصول إلى أكثر المناطق تضررا، التي كانت الإمدادات تصلها بشيء قليل من قبل الحكومة اليمنية أو من الجمعيات الأخرى واللجان أو الجهات العربية الوافدة لإغاثة متضرري حضرموت.. الحقيقة الأكثر ضررا القرى والمناطق الشرقية بوادي حضرموت مثل: ساه وتريم».

وأضاف:«وصلنا بعد التوزيع في (البلاد) و(الحسك)، فوجئنا بقناة العربية تغطي حملتها الإعلامية فزارتنا أثناء التوزيع، وكان حظنا بلقاء معهم، من خلاله ناشدنا الجميع وأشرنا فيه إلى مدى حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وفي ممتلكات الناس في كل مديريات الوادي، وللحقيقة كانت رسالة واضحة وجلية، وأكرر أيضا وأنتهزها فرصة عبر «الأيام» صحيفتكم الغراء أن أجدد الدعوة، وأدعو كل المحسنين وأصحاب الخير من رجالات الأعمال سواء أكانوا في هذا البلد أم المملكة العربية السعودية أم مختلف الدول ألا يبخلوا بمد يد العون لأهاليهم ولإخوانهم في اليمن، خاصة قرى ومناطق وادي حضرموت، وأنا سمعت ما أصاب المكلا وما أصاب المهرة، لكن نسبة الضرر عالية جدا جدا في حد اعتقادي أصاب %70 من القرى الشرقية بالوادي ودمرها تدميرا، الأسر المنكوبة شبه معدمة لم تألُ لا بالحكومة ولا الجهات ولا الجمعيات لمد يد العون للمناطق، ولكن مهما أنفق ومهما أعطي فإن المتضررين لا يزالون بحاجة إلى أكثر من الدعم، نظرا لتهدم منازلهم».

وقال:«علمت وشاهدت أن المنكوبين منهم من يسكن الآن عند أقاربه وذويه أو في مخيمات أقامتها الحكومة اليمنية، مع ذلك فإنهم كمتضررين فقدوا بعد ما حصل من انهيارات أبسط مقومات الحياة اليومية (المأكل، الملبس، المشرب، المفرش، أدوات الطبخ) حقيقة الناس معدمة وبحسب تصوري إن ما حصل أولا سيل جارف، جرف ما بطريقه في الوديان ثم فيضان أثر على القرى التي على ضفاف الوادي الكبير الرئيسي، وغير معالم الأرض تماما، في رأيي من مسببات الكارثة سيل فطوفان».

ويقول د. القحطاني ردا على المعلومات التي لديه عن حجم الأضرار وأعداد الأسر المتضررة:«من خلال المسح الميداني طبعا أكرر وأقول إن الدولة بمختلف رجالاتها عمدوا على عملية الحصر، وهذا شيء يهم الدولة في تقاريرها، وإنما من خلال الفرق البحثية التي أقمناها في هيئة الإغاثة الإسلامية، وجدنا أن هناك تفاوتا في أعداد الأسر، من خلال المعلومات التي تلقيناها وجدنا في الهيئة أن بعض البيوت المهدمة أو المتضررة جراء الكارثة بها أكثر من أسرة، يعني بعض البيوت المنهارة فيها من -4 5 أسر، وأعتقد أن هذه المعلومة لم تصل واضحة للحكومة، لذلك استمرت عملية البحث أيضا من المديريات والمحافظة، وكنا على تواصل مع الأخ الوكيل أحمد الجنيد أولا بأول حول ذلك، في منظوري أن عملية البحث التي أجريناها أن الخلاصة هو تضرر 7 آلاف أسرة تقريبا بوادي حضرموت».

نستكمل بعدد قادم حديث المسئول العالمي في هيئة الإغاثة الإسلامية وكيف قدموا معوناتهم إلى المناطق النائية في عدم التي وصلوها بعد 14 ساعة، وكنا في «الأيام» قد وصلناها كفريق في الأسبوع الماضي عبر طريق وعرة، ولكنها قصيرة عبر الهضبة بمعية أدلاء متطوعين، بل إن الفريق بمناطق الوادي وصل إلى المواقع البعيدة للمتضررين قبل وصول أجهزة إعلامية أخرى، بل يشرف كل مراسل من الفريق أن يكون في معظم الأحيان همزة وصل بين المتضرر وكثير من الجمعيات ومحبي الخير.

عالم حضرمي يؤكد أن السيول سوف تكشف المزيد

عقب مشاهداتنا للموقع أو المستوطنة التي أظهرها السيل في بور حاولنا الاتصال بالأخ مدير هيئة الآثار بوادي حضرموت إلا أنه كان في العاصمة صنعاء في مهمة عملية، اتصلنا هاتفيا إلى المكلا بالعالم المتخصص د.عبدالعزيز بن جعفر بن عقيل عالم آثار ومؤرخ، شارك في كثير من التنقيبات ووصفنا له مشاهدتنا بالعين المجردة للأشكال والأحجام والأنواع، والمعروف أن بن عقيل سبق له أن أوضح مع تدفق السيول الأخيرة ومستواها أن قال «السيول نتائجها لا تتمثل في الأضرار فحسب، بل سبق أن قلت إنه سوف تكشف هذه السيول مواقع مطمورة منذ القدم»، وأكد لنا:«بالتأكيد أن هذا الموقع قد يكون من العصور الإسلامية الأولى المبكرة أو أقدم، والمزيد من البحث في الموقع سوف يوضح كثيرا من الغموض».

وحتى هذه اللحظة فإن الناس تتوافد لمشاهدة هذا الموقع الذي نشرت «الأيام» عنه لأول مرة أمس.