الرئيس المصري في جنوب السودان لاول مرة بعد محادثات مع البشير في الخرطوم

> الخرطوم «الأيام» عبد المنعم ابو ادريس علي :

>
قام الرئيس المصري حسني مبارك أمس الإثنين بزيارة الى مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، لاول مرة بعد ان اجرى محادثات مع نظيره السوداني عمر البشير في الخرطوم تركزت على الازمة في دارفور التي يتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البشير بارتكاب جرائم حرب واعمال ابادة فيها.

والتقى مبارك في جوبا زعيم المتمردين الجنوبيين السابقين النائب الاول للرئيس السوداني سلفا كير وناقش معه اتفاق السلام الشامل الذي وقع في العام 2005 وانهى حربا اهلية دامت 21 عاما بين الشماليين والجنوبيين في السودان.

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان زيارة مبارك لجنوب السودان "تستهدف تدعيم الاستقرار والوحدة في السودان".

وكان الرئيس مبارك صرح للصحافيين في الخرطوم ان افضل طريقة لحل مشكلة النزاع في دارفور هي من خلال مبادرة عربية وافريقية. الا انه لم يكشف عن تفاصيل.

ويؤيد مبارك الموقف الذي يدعو اليه الاتحاد الافريقي وهو منح البشير وقتا لتطبيق وقف اطلاق النار في اقليم دارفور الذي اتهمت الحكومة السودانية بارتكاب اعمال عنف فيه لقمع التمرد الذي اندلع هناك قبل خمس سنوات.

وطلب الاتحاد الافريقي والجامعة العربية من مجلس الامن الدولي تأجيل قرار المحكمة الجنائية الدولية حول توجيه التهم رسميا الى الرئيس السوداني.

وقال مبارك "لقد ناقشنا الوضع في دارفور لفترة طويلة"، مؤكدا ان الازمة في دارفور معقدة للغاية "ونحن نحاول ايجاد حل بالتعاون مع الحكومة السودانية".

ورغم ان مبارك لم يتحدث عن المحكمة الجنائية الدولية، الا ان مسؤولا مصريا صرح لوكالة فرانس برس ان مبارك "سيجري محادثات مع الرئيس عمر البشير تتناول اتهام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني والعلاقات الثنائية".

وبعد اقل من ساعتين على وصوله العاصمة السودانية، استقل مبارك طائرته الرئاسية متوجها الى مدينة جوبا، مقر حكومة المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في جنوب السودان وتشترك في السلطة مع البشير على مستوى الحكومة المركزية.

وصرح وزير الخارجية السوداني دينغ الور للصحافيين ان مبارك طرح العديد من الاسئلة حول تطبيق اتفاقية السلام الشامل التي أبرمت العام 2005 بين شمال السودان وجنوبه، وكيفية العمل من اجل توحيد البلاد.

ويخشى المجتمع الدولي من ان يكون للاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية تداعيات خطيرة على تطبيق اتفاق العام 2005 الذي أنهى اطول حرب اهلية في افريقيا.

واضاف الور "قال مبارك ان على حكومة السودان ان تدعم حكومة جنوب السودان، وهو في طريقه الى جوبا لمناقشة هذه المسائل مع حكومة جنوب السودان".

وقال انه لم يتم التطرق للمحكمة الجنائية الدولية في اللقاء المفتوح، ولكن ربما يتم بحثها في محادثات مغلقة بين البشير ومبارك.

وكان الرئيس السوداني في استقبال مبارك الذي يرافقه وزير خارجيته احمد ابو الغيط ورئيس الاستخبارات اللواء عمر سليمان، في مطار الخرطوم حيث اقيم له استقبال رسمي.

وكان مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-اوكامبو طلب في 14 تموز/يوليو اصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني بتهمة الابادة وجرائم ضد الانسانية في دارفور التي تشهد حربا اهلية منذ 2003.

وطلب قضاة المحكمة الجنائية الدولية من مدعيها عناصر اضافية بشأن طلبه اصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، وفق ما علم الخميس من مصدر قضائي.

واصدرت المحكمة بيانا قالت فيه ان مكتب مدعي المحكمة يجب ان يوفر هذه المعلومات "في اجل اقصاه 17 تشرين الثاني/نوفمبر" المقبل.

ويسعى السودان الى تجنب محاكمة البشير امام المحكمة الجنائية الدولية واقناع الغرب المتشكك بان الخرطوم جادة في دفع جهود السلام المتوقفة في دارفور.

واوقع نزاع دارفور نحو 300 الف قتيل بحسب الامم المتحدة ونحو عشرة آلاف بحسب السلطات السودانية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى