مشايخ وأعيان بعمران يعلنون مقاطعتهم الكلية للانتخابات وتوقف العمل في عدد من المراكز الانتخابية

> عمران «الأيام» خاص:

> مايزال عدد من المراكز الانتخابية بمديريات محافظة عمران متوقفة عن العمل وسط رفض شديد من قبل المواطنين لعمل المراكز واللجان في مديرياتهم، على خلفية جملة من الوعود التي اعتادوها من السلطة منذ سنوات ولم تتحقق.

وعبر المواطنون عن رفضهم العملية الانتخابية التي يعتقدون أنها لا تعني لهم شيئا، ويساند المواطنين في هذا الرفض عدد من مشايخ وأعيان القبائل الذين يتهمون السلطة بأنها لا تسأل عنهم أو تعترف بهم سوى في فترة الانتخابات.

ففي مديرية حرف سفيان أكدت مصادر مطلعة أن لجان القيد والتسجيل بالدائرة (280) ماتزال متوقفة عن أداء مهامها في مراكز المديرية، جراء منع المواطنين اللجان من ممارسة عملها حتى تحقيق مطالبهم من مشاريع البنية التحتية التي دمرتها الحرب على أتباع الحوثي، والمطالبة بالتعويضات عن مساكنهم وأموالهم، إلى جانب جملة من الخلافات والصراعات بين أبناء المنطقة حول أراض زراعية منذ عدة سنوات والدولة لم تفصل في حلها، وقد راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المواطنين جراء سياسة تعميق الثأرات.

وحسب المصادر فإن المركز (ر) بمنطقة ورور مُنعت لجان القيد والتسجيل من الدخول إلى المدرسة (موقع اللجنة) من قبل أهالي المنطقة، وحسب إفادة الأهالي لـ «الأيام» يأتي منع اللجان إثر عدم حصولهم على بطائق الضمان الاجتماعي التي يقولون «إنها لم توزع بعدالة وحصل عليها آخرون ميسورون وغير مستحقين، ولكنهم يحسبون على نافذين في السلطة، إلى جانب اختيار اللجان من المدرسين، الأمر الذي تسبب في حرمان أبنائهم من الدراسة في مدرسة المنطقة، التي لا يوجد فيها سوى 7 مدرسين خرجوا في اللجان الانتخابية، ولم يتبق منهم سوى مدرس واحد يعجز عن تغطية التدريس في المدرسة بمفرده.

وأضاف الأهالي في إفادتهم بأن «نافذين في الحزب الحاكم قاموا باستبدال اللجان النسائية في المركز (ط) منطقة الحيرة بنساء من المنطقة ذاتها، لا يحملن أي مؤهلات علمية بمبرر أن المنطقة لن يخدمها سوى نساء المنطقة اللواتي سينفذن كل ما يملى عليهن في علمية الإدراج والحذف وقطع البطائق، سيما وأن أبناء المنطقة يرفضون المشاركة في الانتخابات، وطوال اليوم الأول من عملية القيد لم تستقبل اللجان طلبا للقيد والتسجيل سوى إحدى عضوات اللجنة المستبدلة التي قطعت لنفسها بطاقة انتخابية (بدل مفقود)».

وفي المركز (ل) بمنطقة مقام ابن عزيز بالدائرة (280) أعلن أبناء المنطقة رفضهم الكامل للعملية الانتخابية مما جعل ممثل الدائرة بالبرلمان يوجه لجان القيد والتسجيل باستقبال جميع الطلاب في مدرسة المنطقة وقطع البطائق الانتخابية للجميع (صغارا وكبارا) دون الالتفات إلى الفئة العمرية أو السن القانونية.

أما المركز (ع) بمنطقة الركية التابعة لمديرية أرحب إدرايا وحرف سفيان نيابيا رفض أبناء المنطقة استقبال اللجان، ومنعوها من مباشرة أعمالها.

وفي اتصال هاتفي أكد لـ «الأيام» الشيخ حمود العشبي أحد مشايخ بني علي أرحب مقاطعة المواطنين للعملية الانتخابية برمتها بقوله: «نرفض الانتخابات لأنها من طريق واحد فقط، وليست شرعية وأي مشاركة فيها تعتبر شهادة زور على عملية محسومة سلفا».

ودعا الشيخ العشبي المواطنين والمشايخ والأعيان إلى «عدم الدخول في هذه العملية الفاقدة للنصاب القانوني والشرعي، لأنها تكرس مبدأ الهيمنة والتسلط والفردية التي تستخدمنا كبطائق انتخابية تؤدي مهامها في التصويت، ونحرم طوال السنين من أي مشاريع خدمية سوى الوعود الانتخابية التي ينتهي مفعولها بعد إعلان النتائج وحصاد أصوات المواطنين».

وفي مديرية بني صريم التي تتبع الدائرة (283) بمديرية خمر أكدت المصادر قيام مواطنين وأعيان المنطقة بطرد لجان القيد والتسجيل فور وصولهم إلى مراكز الدائرة بحجة عدم إيفاء الدولة بوعودها، ويرفضون إعادة اللجان لممارسة أعمالها إلا بعد التزام خطي، طلبوا الحصول عليه من محافظة عمران كوسيلة ضغط على الدولة لتوصيل الكهرباء إلى منطقتهم المحرومة من الكهرباء العمومية، على الرغم من مرور كابلات التيار الكهربائي من منطقتهم ووصولها إلى مناطق العصيمان دون أن تصل إليهم.

وفي الدائرة (286) بمديرية جبل عيال يزيد وجه عدد من المشايخ والأعيان دعوة لمواطني الدائرة كافة بعدم المشاركة في العملية الانتخابية أو الإقبال على المراكز الانتخابية، وأكد الشيخ فرحان وهفان أحد مشايخ جبل يزيد الرفض القاطع للمشاركة في عملية القيد والتسجيل.

وقال في تصريح خص به «الأيام» :«إن أي مشاركة في عملية كهذه ليست سوى شهادة زور وعاملا من العوامل الرئيسة التي تضفي الشرعية للحزب الحاكم في ممارسة العمل الانتخابي، وفقا لرؤاه وأفكاره غير المنطقية وغير القانونية أصلا». وأرجع وهفهان أسباب عدم المشاركة إلى ما وصفه «بترسيخ الذهنية الشمولية وتعميق الشرخ الاجتماعي في البلاد»، معبرا عن أن عدم مشاركة اللقاء المشترك في هذه العملية «يأتي تأكيدا لمبدأ الحرص والنهج المعمول به في أجندة الأحزاب، باعتبار مشاركتها في العملية الانتخابية ترفع من سقف الوعي في أوساط الناس، بالإضافة إلى خلق مبدأ التنافس السياسي والمنظومة الدستورية بشكل عام.

ودعا وهفان أبناء البلاد كافة وأبناء منطقته على وجه الخصوص «إلى عدم الاستجابة لطموحات الحاكم الذي سعى من خلال العملية غير المتكافئة إلى تشويه السجل الانتخابي بأسلوب حزبي بحت». وأضاف الشيخ وهفان: «إن اللجان الانتخابية التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات تحت مسمى التربويين تعد تزويرا وكذبا على الوطن، وتقليلا على التربويين أنفسهم لدرجة أنها استغلت الظروف المعيشية للقائمين على هذه العملية، وبدأت في اغتيال ضمائرهم الحية بدليل أن خلو المراكز الانتخابية من عملية الإقبال في الأيام الأولى جعل الجهات القائمة على العملية الانتخابية تلجأ إلى استخدام أطفال وشباب صغار السن في الإقبال على عمليات القيد بعد السماح لهم بالخروج من فصول الدراسة، ووقوفهم بالعشرات في طوابير المراكز الانتخابية وأعمارهم لا تتجاوز الـ (14عاما) ولا يسمح لهم قانون بالمشاركة في هذه العملية المحسومة سلفا».

وختم وهفان تصريحه بالقول: «سنثبت هذا الكلام في حينه وسنكشف ما تحمله هذه العملية من مخالفات وتجاوزات في الوقت المناسب».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى