خالد السعدي.. هل يتذكر المهرجان الفني بعدن فبراير 2009؟

> «الأيام» مختار مقطري:

> في محل إقامته الدائمة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قرأ الفنان خالد السعدي - في الإنترنت - خبرا عن تردي صحة أستاذه وصديقه الفنان القدير يوسف أحمد سالم الذي أدخل ملجأ العجزة في الشيخ عثمان جحودا ما بعده جحود.

وعلى الفور طلب السعدي من قريب له مقيم في عدن سرعة الذهاب إلى ملجأ العجزة لزيارة صديقه للاطمئنان على صحته وتطمينه أن خالد السعدي - تلميذه وصديقه الوفي - قرر أخذه إلى أبوظبي للعلاج على نفقته الخاصة.. وبدأ السعدي معاناة استخراج (الفيزا) وبدأ قريبه معاناة تجديد (الجواز) الخاص بيوسف أحمد سالم، وبعد رحلة علاج مضنية إرهاقا بدنيا ونفسيا ومكلفة ماديا شاء الرحمن أن يتوفى الفنان القدير يوسف أحمد سالم في منزل صديقه الوفي خالد السعدي في العاصمة أبوظبي بتاريخ 27 يناير 2008، ليدخل السعدي فترة معاناة جديدة مع عدة جهات كان في مقدمتها السفارة اليمنية في أبوظبي التي ماطلت وتأخرت حد الرفض لدفن جثمان فنان اليمن القدير يوسف أحمد سالم في العاصمة الإماراتية بناء على طلب أسرته بعدن ليتابع السعدي بنفسه إجراءات الحصول على الموافقة من الجهات الرسمية الإماراتية، وفعلا تم دفن جثمان صديقه هناك، ثم جاء الفنان خالد السعدي إلى عدن وأقام حفلا فنيا رائعا على نفقته الخاصة إحياء لأربعينية أستاذه الراحل الفنان القدير يوسف أحمد سالم، وقيل ما قيل حينها عن هذه التصرفات الإنسانية النبيلة والنادرة لإنسان وفنان أصيل نحو صديقه المريض في شيخوخته المنهكة، وهو الذي قدم عطاءً كبيرا خلال مشوار فني طويل غني بروائع غنائية خالدة، ثم أدخله الجحود المعهود المتنكر للإبداع (ملجأ العجزة) بالشيخ عثمان، ولو قدر الله له العيش في بلد آخر يحترم مبدعيه ويضمن لهم حقوقهم الأدبية والمادية لعاش أعوامه الأخيرة في (فيلا) أنيقة، مصان الكرامة، لكن الله أراد له أن ينعم قبل وفاته بحلاوة الشعور بالوفاء، وأن يرمم كبرياءه المنكر بيد محبة ووفية ليموت وفي قلبه رضا أو قليل من رضا عن طبائع البشر، ومع ذلك ورغم وفاء خالد السعدي لأستاذه وصديقه قيل ما قيل عن هذا الوفاء النبيل، قيل عن جهل بالفنان خالد السعدي وعطاءاته الفنية، لأننا أسرى عقدتنا الفنية المحلية، قيل همسا و(حشوشا) بسبب الغيرة الفنية أو الغيرة الشخصية، أو غير ذلك من الأسباب، قيل إن الفنان خالد السعدي، من خلال وفائه لصديقه الفنان الراحل يوسف أحمد سلم، أراد الصعود والظهور والفوز باهتمام وسائل الإعلام، قيل هذا في عدن التي لم يعد فيها فنانون كبار مثل أحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله وإسكندر ثابت والزيدي والعزاني ورجاء باسودان وأحمد محمد ناجي وغيرهم كثير ممن توفاهم الله ولم يعودوا قادرين على الصمود والظهور والفوز باهتمام وسائل الإعلام، قيل هذا في بلد لايزال فيه فنانون كبار يقدمون تضحيات كبيرة ويواجهون الجمود والتهميش في سبيل الصعود والظهور والفوز باهتمام وسائل الإعلام لأن أبواب الإعلام الرسمي وشركات الإنتاج الفني مفتوحة فقط لأنصاف المواهب ولعديمي الموهبة.

وأعترف.. نعم أعترف بأنني في البداية ظننت هذا الظن السيء بالفنان خالد السعدي لجهلي به كغيري، ولعدم متابعة المجلات والصحف الفنية العربية وارتفاع أسعارها وصعوبة الحصول عليها، لكن الإعلان الذي أصدره خالد السعدي بمنتدى (الباهيصمي)، ثم في لقائه بالأخ د.عدنان الجفري محافظ عدن عن نيته تحمل نسبة من تكاليف إقامة مهرجان سنوي بعدن يقام فيها في شهر فبراير من كل عام ويكرم فيه عدد من الفنانين، هذا الإعلان جعلني أعيد النظر في المواقف الإنسانية للفنان خالد السعدي، لأتأكد من أنه إنسان وفنان أصيل لا يحتاج لتجميل إعلامي في اليمن كما قيل، فقد فاز بما يستحقه ومايزال من الاهتمام الإعلامي العربي من صحف ومجلات فنية متخصصة، وتربطه علاقات صداقة وزمالة مع العديد من الفنانين العرب وفي مقدمتهم فنانو مصر، شعراء وملحنين ومطربين وممثلين، ورحت أسأل عن مشواره الفني بعدن، لأجد أن الفنان خالد السعدي من أب إماراتي وأم عدنية، ولد في عدن وفيها عشق الفن كهواية فقط ولايزال هاويا، وفي الستينات كان عضوا في فرقة (كورال) شهيرة في الإذاعة والتلفزيون والحفلات العامة مع عدد من زملائه الفنانين حققوا فيما بعد شهرة فنية منهم أبوبكر سكاريب، أحمد علي قاسم، صباح منصر ورجاء باسودان، وفي الدورة الأولى لتعليم الموسيقى التي نظمها ودرسها الموسيقار الكبير الراحل أحمد قاسم مع بداية تأسيس معهد الفنون في مبنى الكنيسة بالمعلا مطلع السبعينات، حقق الفنان خالد السعدي المركز الأول فيها من بين نحو خمسين فنانا شاركوا في تلك الدورة.

ولأعرفه أكثر كفنان سعيت للحصول على بعض ألبوماته الغنائية، فاكتشفت أنه فنان عربي حقا، كما أعلن ذلك بنفسه.

ولا شك عندي في أن خالد السعدي سوف يفي بوعده بتحمل جزء من تكاليف المهرجان الفني المتفق إقامته بعدن في فبراير2009م.. والسؤال هل بدأت الجهات الرسمية تستعد لهذا المهرجان، خصوصاً وأن فبراير 2009 ليس بعيدا، وذلك لتنظيم مهرجان فني يليق بسمعة عدن وتاريخها الفني؟.. وهل مازال مكتب الثقافة بعدن يتذكر ما تم الاتفاق عليه؟.. لا شك عندي في ذلك أيضاً، وخصوصاً أن الأخ د. عدنان الجفري محافظ عدن أبدى استعداد المحافظة للإسهام في إنجاح المهرجان.

المهم أن نعمل جميعا بإخلاص وحب ووفاء لننجح جميعا، وأن نقول شكرا لكل صاحب فضل ولو يسير، بدلا من (القيل والقال) واتهام الآخرين دون سند ودليل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى