البشير يعلن وقفا فوريا لاطلاق النار في دارفور ومتمردون يرفضون

> الخرطوم «الأيام» عبد المنعم ابو ادريس علي :

> اعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس الأربعاء وقفا فوريا لاطلاق النار في دارفور ودعا الى نزع اسلحة الميليشيات في هذه المنطقة الواقعة في غرب البلاد والتي تشهد حربا اهلية.

وسارعت حركة العدل والمساواة، احدى ابرز حركات التمرد في دارفور، الى رفض هذا الاعلان معتبرة انه "دعائي".

وجاء كلام البشير امام شخصيات دولية في الخرطوم، بعدما استمع الى التوصيات النهائية لمبادرة اهل السودان للسلام في دارفور التي اطلقها النظام السوداني ومن شأنها توفير اساس لمؤتمر مصالحة في قطر من المقرر عقده قبل نهاية السنة الحالية.

ويعتبر معارضو النظام ان هذه المبادرة محاولة لتحويل الانظار عن الاتهام الذي وجهه مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مارينو اوكامبو الى البشير بارتكاب "جرائم حرب" في دارفور.

وقال البشير "اعلن موافقتنا على الوقف الفوري وغير المشروط لاطلاق النار بين القوات المسلحة والحركات المسلحة على ان تتوافر آلية مراقبة فاعلة مشتركة من كل الاطراف والقوات المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة".

واضاف ان "هذا الاجراء يجب ان يبدأ بتحديد مواقف الاطراف والاجراءات المتصلة للمراقبة والتحركات الادارية".

ودعا الى اطلاق حملة فورية لنزع سلاح الميليشيات وحصر استخدامه بالقوات المسلحة، في اشارة الى ميليشيات الجنجويد العربية الموالية للحكومة.

واكد البشير التزام التفاوض للتوصل الى حلول سلمية تضمن انهاء النزاعات.

كذلك، اعلن "الموافقة على مبدأ التعويضات الجماعية والفردية للمتضررين، على ان تقوم الجهات المختصة بحصر دقيق للنازحين وتصنيفهم".

لكن المتحدث باسم حركة العدل والمساواة طاهر الفاكي قال لوكالة فرانس برس "ليس امرا جديدا ان يعلن البشير وقفا لاطلاق النار، لقد قام بذلك مئة مرة".

واضاف "في كل مرة كانت الحكومة السودانية تعلن وقفا للنار، كان ذلك يعني انهم سيقومون بامور اخرى".

واكد المتحدث ان الحركة لن تلتزم "وقفا للنار الا في وجود اتفاق اطار واعلان مبادىء، في حين ان ما يقوله بشير لا يهمنا. انه مجرد دعاية".

وتابع "من اجل التزام وقف للنار، ينبغي الجلوس والمناقشة والتوصل الى اعلان مبادىء واتفاق اطار. حين يتم الاتفاق نلتزم وقفا للنار محدودا في الزمن".

وخلفت الحرب الاهلية في دارفور، حيث تتهم الحكومة بانها قمعت التمرد، نحو 300 الف قتيل منذ العام 2003 بحسب الامم المتحدة، في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة الاف قتيل.

وتسعى الحكومة السودانية الى اقناع المجتمع الدولي بنيتها الجدية حل النزاع في دارفور.

كذلك، تبذل جهودا دبلوماسية على اكثر من صعيد من اجل اقناع مجلس الامن باصدار قرار يعلق لمدة عام اجراءات المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير.

وهنأ الوسيط الدولي في دارفور جبريل باسوليه السودان بالبدء بحوار "مشكور"، من شأنه اعطاء "دفع جديد" للمفاوضات.

وقال خلال اللقاء في الخرطوم ان "النهاية الفعلية للاعمال الحربية ستشكل دليلا صادقا من جانب اطراف النزاع على نيتهم لاجراء حوار".

لكن المحللين يرون ان على السودان ان يترجم مواقفه الى افعال اذا اراد ان يحظى بدعم الغرب، وخصوصا انه سبق ان تحدث مرارا عن هدنة من دون ترجمة فعلية.

وعلق فؤاد حكمت المتخصص في الشؤون السودانية في مجموعة الازمات الدولية "يمكن القول انه بدأ يسد بعض الثغر مع وقف اطلاق النار غير المشروط ومراقبة الهدنة، لكن كل ذلك ينبغي ان يكون اكثر شمولا".

واضاف "اعتقد ان ثمة جهدا كبيرا يجب ان يبذل".

ودعا الاتحاد الافريقي والجامعة العربية مجلس الامن الى ارجاء اي قرار للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك افساحا في المجال امام البشير لارساء وقف اطلاق النار.

وينظر قضاة المحكمة الجنائية راهنا في الادلة التي قدمها اوكامبو في تموز/يوليو تمهيدا لاتخاذ قرار حول اصدار مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السوداني.

ويتهم اوكامبو البشير بارتكاب ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور وبانه امر قواته بالقضاء على القوات غير العربية في الاقليم، اضافة الى اتهامه بالقتل والتعذيب وارتكاب اعمال نهب.

وتسعى قطر الى استضافة مؤتمر للسلام في دارفور، لكن حركة العدل والمساواة اعلنت انها ستقاطعه. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى