رغم كل شيء.. تبقى مدينتي..!!

> «الأيام» شيماء صالح باسيد /الحوطة - لحج

> في مدينتي إما أن تكون.. أولا تكون ..إما أن تعيش حملا وديعاً أو ذئباً من الذئاب حتى الموت حين يزور مدينتي يموت.. يقف الأمل أمام كل باب حائراً لا يفتح له أحد. لا يعيره أحد اهتمام حتى (الأمل) في مدينتي يفقد الأمل والقمر في سمائنا فقد براءته والضياء والنهار حزين مظلم كالمساء، يكتظ شارع «الحوطة» كل صباح بأناس أعرفهم وكثير لا أعرفهم.

سكان مدينتي غريبوا الملامح يلبسون ثيابهم لكنهم عرايا تغطيهم خيوط العنكبوت، يسرقون.. يفسدون يأكلون.. يلهثون وراء قوتهم لكنهم يمسون بلا قوت.. في عيونهم وميض من الخوف والقلق وتأنيب الضمير مدينتي كأهلها - متناقضة جداً فقيرها هو الغني غنيها هو الفقير.

مدينتي.. وردة ذابلة في يد عاشق لم يجد حبيبته الضائعة فعاد خائباً مثلما يعود الجندي المهزوم أدراج الوطن، مدينتي.. طائرة ورقية يلعب بها الجميع يمزقونها بأظافرهم ثم يلقون التهمة على طفل صغير.. وأنا كرهت نفسي.. كرهت مدينتي كرهت أطفالها الذين يلعبون بالتراب.. كرهت كل الحارات والبيوت كرهت كل المباني التي أصبحت كالمقابر.. فلما لازلت أقطنها.

ربما لأني أحب أن أخاطر!!! في مدينتي كلنا أخوة لكننا نشحذ لبعضنا البعض كل أنواع الخناجر!!! ربما سأهرب عما قريب من مدينتي «مدينة الموت» التي يكذب فيها الحب ليعيش، لكنه يموت، يشنق، يفضح في وضح النهار.. في مدينتي كل الممكن محال حين ينتصف النهار، ولكن إذا أردت أن ترى كل المحال ممكنا فزرها ما بعد الظلام لتراني «أنا» أمشط «حوافيها» كل مساء أفتش عن مجانينها لأسمع كلماتهم العاقلة جداً، فتقودني نحو الجنون حتى الحب هربت منه لأن مدينتي لم تعد «مدينة الحب» فأخبروه كيف نلتقي؟ وأنا أخاف الظلام وهو يخاف الشمس في مدينتي.. قلوب كسيرة أجساد متعبة عيون تخاف النوم.. بطون خاوية وأقدام تريد المشي لكنها خائفة، حتى شمسنا حارقة والنجوم أراها من بعيد مشنوقة وأحلامنا باتت مصلوبة والمفسدون يحسدون على لاشيء ويسلبون كل شيء. لقمة العيش بسمة الأمل حتى الحرية.. وأنا كلما هربت منها ما ألبث أن أعود لأنها رغم كل شيء تبقى مدينتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى