مقاطع من سيرة الجيل الذهبي للكرة اليمنية.. عباد أحمد نجم شباب التواهي: هتفت الجماهير لصي الشعلة ياعباد فسجلت أجمل الأهداف في شباك النجم الأفريقي

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
الزميل خالد هيثم يحاور الكابتن عباد أحمد اسماعيل
الزميل خالد هيثم يحاور الكابتن عباد أحمد اسماعيل
في إطار التقائها بنجوم العصر الذهبي لكرة القدم التي خصتهم «الأيام» و«الأيام الرياضي» وفي إطار مسابقة كأس الاستقلال الرابعة بالتكريم.

كانت لنا زيارة خاصة للكابتن عباد أحمد اسماعيل المولود في العام 1942م نجم فريق شباب التواهي صاحب القدم اليسرى الطرشاء، حيث وجدناه طريح الفراش واسترجعنا معه كثيرا من ذكرياته وخرجنا بالتالي:

بداية الحكاية

في العام 1955م كانت المدرسة الابتدائية بندر جديد في مدينة التواهي تحتضن وعلى مقاعد فصولها الدراسية موهبة كروية بديعة تمتلك الكثير، وتبحث عمن يفتح لها الأبواب ليرصد ما لديها، هنا كان الزمن والمكان لانطلاق وتفتح موهبة نجم شباب التواهي في الخمسينات والستينات الكابتن عباد أحمد إسماعيل الذي وجد في ساحات المدرسة مجالا خصبا لوضع بذور تلك الموهبة ولفت الأنظار إليها من قبل مدرسيه وأصدقائه وذوي العلاقة والقربى والأسرة التي لم تقصر فاحتضنت موهبة ولدها الصغير الذي يداعب الكرة بالقدم اليسرى، حيث كان والده أحمد إسماعيل حاضرا وقريبا من ولده وما لديه ليكون العامل المساعد والمشجع والداعم للاعب الصغير عباد، ونقله من المدرسة إلى النادي.

عن تلك المرحلة والبداية قال عباد أحمد إسماعيل نجم شباب التواهي:«من خلال المباريات في المدرسة بين الصفوف والشعب الدراسية التي كانت لا تنقطع، ويعطى لها اهتمام كبير أستطعت أن أقدم مهارات وفنيات نالت الاعجاب والإشادة من قبل الأساتذة، ووالدي الذي أوجد لي الأجواء التي احتاجها في ذلك الوقت من عمري الذي كان صغيرا حتى أوفق بين الدراسة ولعب كرة القدم من خلال ذلك الدعم، كان فريق الموالدة بالتواهي وجهتي الأولى لأبدأ مشوار كرة القدم على مستوى مختلف».

محطة وانتقال

لم تدم فترة وجود الكابتن عباد في صفوف فريق الموالدة كثيرا، وسرعان ما انتقل إلى فريق نادي الغزال الذي كان يضم مجموعة مميزة من اللاعبين الكبار أمثال سالم زغير محمدعبدالله الإيله، هاشم عبدالكريم، د. عبدالرحمن عبدالله وآخرين لنسجل كمجموعة لاعبين فريقا يرسم على كرة القدم أجواء خاصة في المباريات التي يلعبها بحكم وجود الموهبة والتميز في أقدام هؤلاء اللاعبين لتأتي بعد ذلك وبعد ما يقارب السنتين المرحلة الأكثر زهوا، والمرحلة الحقيقية في المشوار من خلال نادي شباب التواهي وبالأسماء تقريبا نفسها.

المشوار والعطاء

وقال أيضا:«كانت المرحلة التي انتقلنا فيها كلاعبين إلى نادي شباب التواهي بداية لعهد جديد مع كرة القدم التي جاءت إلينا بلاعبين آخرين كبار في العطاء وأصحاب نجومية أمثال : ألن كبرول ، جورج مورس، عبده خليل سليمان ، الأديب أحمد الجابري، والشيخ طه بوجي خان ، جعفرين ، عبدالكريم هتاري لنكون بذلك فريقا مكتملا من أفضل الفرق التي كانت موجودة على الساحة الكروية، حيث كان فريقنا الشباب بشهادة الجميع في تلك الفترة يخشاه الخصوم لأنه صاحب كرة جميلة لا مثيل لها».

أول مباراة

تذكر الكابتن عباد أحمد إسماعيل مباراته الأولى مع فريق شباب التواهي التي كان الخصم فيها فريق الأسطول البريطاني ويومها كانت المباراة على أعلى مستوى واستطعت أنا والمجموعة المميزة في صفوف الفريق أن نتفوق وأن أسجل هدفي الأول في ظهوري الأول، وعينت بعدها قائدا للفريق وعلى كوكبة من اللاعبين الكبار».

حصاد المشوار

كان المشوار الكروي للكابتن عباد أحمد إسماعيل منحوتا بكثير من الأمور التي يعتز بها كونها طرزت تلك الصفحات في المشوار، حيث تحدث عنها بالقول:

«كان فريق شباب التواهي فريق كبير ذو حضور على الساحة الكروية العدنية وأحد أقطاب التنافس على الألقاب والكؤوس في المناسبات الكبيرة، لذلك فإن مشواري الكروي قد تعددت فيه مناسبات التتويج والوصول إلى الإنجازات التي دائما ما تجعل أي لاعب يشعر بالفرح والبهجة لأن جهده لم يذهب سدى، وأنا - الحمد لله - عشت كثيرا من تلك اللحظات والأوقات مع فريق شباب التواهي ولاعبيه الكبار أصحاب الخصوصية في التعامل مع كرة القدم، ولعل تلك اللحظات جاءت من خلال مواجهات أمام فرق كبيرة تزخر بالنجوم أمثال الأحرار ، الشباب الرياضي، القطيعي، الواي، الهلال والنجم الأفريقي وغيرها من الفرق التي كانت حاضرة في زمننا الجميل».

مباراة وهدف

من بين المباريات التي خاضها الكابتن عباد ويتذكرها قال:«هناك مباراة كانت أمام فريق النجم الأفريقي الذي كان يضم لاعبين كبار أصحاب قامات وبنية جسمانية، وخط دفاع لا يرحم (الدجوليه ، النانو، الجرمن، عبدي حناق، والطوفان)، ومن ورائهم الحارس العملاق الحاج عمر (الممثل المسرحي في فرقة المصافي الكوميدية) ويومها، ورغم قوة الفريق تهيأنا للقاء على مباراتين انتهت الأولى بالتعادل السلبي، وفي الثانية كانت النتيجة سلبية إلى الدقائق الأخيرة، وكان الجمهور يهتف «ياعباد لصي الشعلة ياعباد لصيها لبكرة لصيها»، وكان لتلك الهتافات وقعا لا يوصف علي، حيث أعطتني شحنة ومعنوية كي أتحرك بفعالية أكبر والانتقال من الجهة اليسرى، حيث ألعب دائما إلى الجهة اليمنى التي يتواجد فيها عبدي حناق، ومن كرة على خط التماس سددت كرة لولبية فاجأت الحارس العملاق لتسكن الشباك، وتتعالى الصيحات في مدرجات الملعب،وفزنا وتأهلنا إلى نهائي كأس الملكة إليزابيت.. وقبل اللقاء هذا كتب الوزير السابق عبدالملك اسماعيل في صحيفة اليقظة:«إذا أراد النجم أن يكسب الشباب فليحاصر عباد».

الكرة الطائرة ونجومها

لأن الرياضة كانت في تلك الحقبة الزمنية ذات تميز فقد كان للكرة الطائرة اللعبة الرشيقة حضور، وكانت هناك فرق فيها لاعبون مميزون في إطار أربع فرق هي: الجمعية الرياضية العدنية وكان على رأسها د. بروفسور قيس محمد عبده غانم، د. حافظ لقمان، شهاب غانم، أحمد عبدالقادر جرجرة..وفريق إنجمان وهو فريقي، وكان يرأسه أحمدي رمضان ومن لاعبيه محمود غلام نبيل، عبدالوهاب ثابت، أخي معتوق أحمد إسماعيل ، حسن عيسى إسماعيل ومحمود علي خان..والفريق الفارسي، وكان يضم أبناء الفرس..وفريق البادري (مدرسة الفرس العليا)، وكان يضم لاعبين عمالقة مثل الصومالي يونس، موسى جامع، سعيد هوجله، والأخ العزيز خليل طه، ياسين ديليه ، ألبرت بوانيس.. والحقيقة كنا نستفيد من هذه اللعبة ونشاطها لنمارسها ونرفع من الجانب البدني عندنا كلاعبي كرة قدم».

ذكريات في المشوار

وعن ذكرياته قال:«كانت رحلة منتخب عدن عام 1965 إلى القاهرة مع عباس غلام، نديم حزام، يسلم صالح، عبدالله علي حسن، سالم زغير، إبراهيم صعيدي، عبدالله خوباني، أحمد محسن، عبدالله جامع، علي السوداني، عبدالله منصوري، إبراهيم علي أحمد وأبوبكر طرموم من الأشياء الجميلة في المشوار، كوننا خضنا مباراة أمام الاسماعيلي، ورغم الخسارة الثقيلة أمامهم فقد كتبت الصحافة المصرية: «أشبعونا ترقيصا وأشبعناهم أهدافا».

< هدفي في مرمى القطيعي من ضربة جزاء والحارس (كريستوفر سلول) فقد أعاد حكم اللقاء محمود فوكس الضربة ثلاث مرات، وأذكر أنني في الثالثة قلت للحكم أذهب إلى المرمى إلى جانب الحارس وسأسجل عليكما.

< فريق الخطوط الجوية العدنية وقائده - رحمه الله - الشهيد خليفة عبدالله حسن خليفة الذي قام بأشجع عملية فدائية في حرب التحرير..ومن هنا وعبر «الأيام الرياضي»أعزي بعد كل هذه السنوات أبناء الشخصية الوطنية والتربوية والرياضية (خليفة عبدالله حسن (د. أركان وأخته الكريمة).

< علي الصيني هو النجم واللاعب الأفضل بقدراته التي لا تقارن.

< مباراة شباب التواهي والاحرار في كأس الملكة اليزابيت تحمل ذكرى أليمة ففيها تعرض محمد الضالعي مدافع الاحرار الصلب لكسر بعد اصطدامه معي بكرة مشتركة رحم الله الضالعي

< في زماننا كان الولاء والانتماء والحب أساس كل شيء في الملعب وأذكر أن علي الصيني قال لي يوما أن أنور مهتدي حين أضاع في مباراة ضربة جزاء فطرش دم وهذا يجسد أعلىمراحل الانتماء التي غابت في لاعبي اليوم فتدهورت الكرة وغابت مواهبها.

لفتة «الأيام» و«الأيام الرياضي»

قال الكابتن عباد أحمد اسماعيل عن مبادرة «الأيام» و«الأيام الرياضي» تجاه الجيل الذهبي لكرة القدم العدنية : «دعني أستجمع الحروف ومفردات الجمل لأترجم انعكاسات نبضات قلبي لأني أخاطب قلوب قال عنها الشيخ الفاضل سنان أبولحوم «أرق الافئدة وألين القلوب هم أبناء الجنوب».

«الأيام» ممدودة للجميع عبر جنودها ومراسليها في كل مكان يعشقون المعاناة ويترجمونها بالصور والمضمون يتحملون أثقالا من أجل ذلك،ولكبار «الايام» هشام وتمام باشراحيل وجيل التواصل أبناءهم وكتابها وعامليها ومصوريها والاقلام الشريفة الذين هم روح هذه الشجرة العملاقة التي تمتد عاليا ونستظل تحتها وهي إكسير حياتنا اليومي قبل الفطور وقبل كل شيء..فلهاتين الصحيفتين والقائمين عليهما كل الحب والتقدير لهذه اللفتة التي هي ليست بغريبة على زميل دراستي وصفي الاستاذ هشام باشراحيل صاحب الأيادي الممدودة لي بتواصله وعونه لي وأنا على فراش المرض طريحا فمزيدا من التطور والرقي للصحيفتين ورحم الله من ربى وزرع بذرة الخير والحب وأعلى مراحل القيم الانسانية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى