أخذته إدارة نادي تضامن شبوة لحما وتركته وحيدا:خبازي حارس مرمى التضامن يبتعد عن الملاعب ليمتهن (ذبح الجمال)

> «الأيام الرياضي» علي سالم بن يحيى :

>
آه.. ما أقسى الحياة! وما أقسى ظروفها حين تجبر المرء على ترك ما يحب!..والملاعب اليمنية شاهدة على الكثير من نجومها ممن ابتعدوا مجبرين عن عزف سيمفونياتهم الكروية ليتحولوا إلى (شقاة) في سبيل تأمين لقمة عيش كريمة، بعيدا عن (زبط) الكرة وردعها في وطن يحارب المبدعين.

سالم سعيد خبازي حارس مرمى فريق تضامن شبوة لكرة القدم، وأحد أفضل حراس المحافظة الذي يعد بمثابة نصف الفريق لأن وجوده يعطي الطمأنينة والثقة للفريق كافة، وفي غيابه يظل التوجس والخوف موجودا، ما يؤثر على مسيرة الفريق في المسابقات المختلفة، فهو حارس مرمى بالفطرة، ولو قدر له ووجد مدرب حراس كفؤ لصار من أعمدة الحراسة في الوطن، وهي ليست مبالغة، بل حقيقة تظهر في كبد السماء، واسألوا الكباتن جمال نديم وصالح حميده وهما من مدربي التضامن، ويعتبرونه صمام الأمان وعلامة النصر تبدأ من عنده.

هذا الحارس المتمكن وحامي عرين الأحمر الشبواني حقق مع فريقه العديد من الانتصارات والبطولات، وصعد بفريقه إلى دوري الدرجة الأولى ضمن أندية النخبة كإنجاز تاريخي، وأحرز المركز الثاني في بطولة كأس الرئيس كأول إنجاز لفريق ريفي، ومن قبلهما طار لدوري الدرجة الثانية، بالإضافة إلى العديد من بطولات المحافظة..هو باختصار أشهر من نار على علم..ورمز من رموز تاريخ التضامن طوال (13)عاما، لكن الموسم الماضي لم يشارك هذا الحارس الصلب مع فريقه واختفى فجأة.. ولم يسأل عنه أحد من جهابذة إدارة النادي، وتركوه وحيدا يصارع آلامه وظروفه..ومن هنا نستطيع التأكيد أن إدارة النادي هي السبب في تدهور نتائج الفريق وتقهقره وبابتعاد نجومه، وعوضا عن ذلك ملأت جنبات النادي بمحترفين (فشنك)!!.

وهو - كغيره من شباب الوطن - عاطل عن العمل، ويعيل أسرة مكونة من (5) أفراد، كان لزاما عليه أن (يشقى) ويكد لتربية أولاده، بعيدا عن الكرة وأوجاعها التي لا تؤكل عيش لأمثاله رغم نجوميته..وذات مرة جلس الحارس الأمين مع إدارة النادي طالبا الحصول على وظيفة تقيه شر الاستجداء بعد الاعتزال، ولم ينل مبتغاه بحجة عدم حصوله على المؤهل الدراسي..وأعاد الكرة ثانية وطلب معاملة خاصة بصرف راتبه الذي يتقاضاه من النادي نهاية كل شهر، لأنه العائل الوحيد لأسرته وكثير من لاعبي النادي موظفين..ولم يحصل على ما يريد..وتأكيدا للمثل الشعبي:«شاة البلد ما تعشق إلا التيس الغريب» فقد أحضروا حارسا من خارج المحافظة (محترفا) أعطوه حقوقه وزيادة، وهو جالس في دكة الاحتياط، لأن المرمى لا يتسع إلا لسالم سعيد.

الحارس المغوار في قمة مستواه الفني والبدني ابتعد قسرا للموسم الثاني على التوالي (طالب الله) ليترك مسك الكرة وأتعابها، واتجه لطريق آخر وخلاله لم ينحنِ أو ييأس، وواجه قساوة الحياة بالكفاح وحمل (السكين) في يده ليلقي القبض على رقاب (الجمال) وجراء عمله يتحصل على ثلاثة آلاف ريال بعد كل (ذبح)!!.

قال سالم إنه سعيد بعمله ومهنته، فلا عيب في العمل طالما والرزق حلال، وكما كان بارعا في التقاط الكرات بقبضته الحديدية يتعامل بحرفنة وبسرعة في (ذبح الجمال) وكأنه بعشرة أشخاص!!وفي موسم الأعراس يشتد السوق عنده، وينتقل من مكان لآخر دون كلل أو ملل، وأصبح من المشاهير في هذا المجال.

مازال سالم سعيد حارس مرمى تضامن شبوة يملك الموهبة وعنده القدرة على العودة السريعة لحماية عرين فريقه..ومازال يحلم ويأمل في الحصول على الوظيفة..وهي أمنية راودته طويلا نضعها على طاولة الجهات المسئولة لتحقيق حلمه وحلم أطفاله.. أم نعود ونقول:«لا كرامة لنبي في وطنه»!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى