قضية بوليتكوفسكايا امام القضاة في روسيا في غياب القاتل

> موسكو «الأيام» انطوان لامبروسكيني :

>
تبدأ غداً الاثنين المحاكمة العسكرية للمشاركين المفترضين في اغتيال الصحافية الروسية انا بوليتكوفسكايا، ولكن في قفص الاتهام لن يمثل سوى مشاركين ثانويين اذ لم يعثر على المخطط والمنفذ.

ويفترض ان يحدد القاضي في الجلسة الاولى ما اذا ستعقد المحاكمة في جلسات مغلقة بالرغم من اعتراض اقارب الضحية ومحاميهم.

وقد يبرر اجراء محاكمة مغلقة بكون المتهم بافيل رياغوزوف عنصر في الاستخبارات الروسية. ويشتبه بان هذا الرجل اعطى القتلة عنوان منزل بوليتكوفسكايا. وقد طلب محاكمته امام محكمة عسكرية، وتمت تلبية طلبه.

وصرح ايليا بوليتكوفسكي ابن الضحية لوكالة فرانس برس "سنطلب بحزم اجراء المحاكمة علنا. والدتي كانت صحافية ويستحيل اجراء محاكمة تعني صحافية بصورة مغلقة"، غير انه لم يرجح تلبية هذا الطلب.

ويشاطر الخبراء في هذا النوع من الملفات هذا التشاؤم.

واعتبر بوريس تيموشنكو من صندوق الدفاع عن الشفافية وهو جمعية روسية لحماية الصحافة ان "ظروف اقامة محاكمة عسكرية شكلت بصورة مصطنعة من اجل الحصول على جلسات مغلقة".

ولا يتوقع اقارب الصحافية المغتالة ولا جمعيات حماية الصحافيين ان تكشف الجلسات الحقيقة في هذا الاغتيال.

والصحافية هي من القلائل الذين غطوا النزاع في الشيشان منذ مطلع الالفين وكشفوا انتهاكات حقوق الانسان في روسيا. وقد اغتيلت في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2006 في مدخل مبناها في موسكو.

ويحاكم الى جانب عنصر الاستخبارات ثلاثة اشخاص هم الشقيقان الشيشانيان جبرائيل وابراهيم محمودوف اللذان يشتبه بانهما راقبا الصحافية، وشريك ينتمي الى الشرطة الجنائية هو سيرغي حادجيكوربانوف.

وما زال الشقيق الثالث للثنائي محمودوف، رستم الذي اطلق النار فارا. ولم تحدد هوية المخطط للجريمة ولا دافعها.

وذكرت عدة خيوط للعملية، من انتقام شيشاني من المقالات التي كتبتها، الى الاغتيال السياسي الذي خطط له معسكر ضد الاخر على خلفية خلافة بوتين في الكرملين قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

واتهم رئيس تحرير صحيفتها نوفايا غازيتا ديمتري موراتوف عناصر الاستخبارات الروس "بتنظيم" و"تنسيق" الجريمة.

واكد المدعي العام تشايكا من جهته ان الامر بالاغتيال صدر "من الخارج" من اجل "تهديد" فلاديمير بوتين، وهو اتهام يفهم على انه يستهدف رجل الاعمال الروسي بوريس بيريزوفسكي الذي يعتبر من اعداء الكرملين ويقيم في لندن.

وصرح ايليا بوليتكوفسكي "لا آمل كثيرا ان تكشف المحاكمة اسم المخطط للعملية. فالذين يحاكمون هنا لا علاقة مباشرة لهم به. انها مجموعة مجرمين نفذت الاغتيال من اجل المال".

ويشاطر تيموشنكو هذا الشعور ويندد "بغياب الارادة السياسية" لكشف من اعطى الامر باغتيال انا بوليتكوفسكايا.

وقال "من التجربة نعلم ان هذا النوع من الملفات لا يجد حلا في بلادنا. لكن الايجابي هو وصول القضية الى المحكمة هذه المرة".

واعلنت لجنة حماية الصحافيين الاميركية ان روسيا التي شهدت مقتل 49 صحافيا منذ 1992، تاتي في المرتبة الثالثة من حيث الخطر على حياة الصحافيين في العالم، بعد العراق والجزائر. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى