بين زمنين: أعنا ياعظيم الشأن

> «الأيام» عادل أحمد القحوم:

> الشعر مرآة الماضي والحاضر والمستقبل، وهو انعكاس للواقع بكل صوره وأحواله، سواء كانت جميلة أم قبيحة.. ويظل الشاعر هو المعبر عن هموم الناس ومآسيهم وما يحلمون به وما يتطلعون إليه.

وأرضنا الطيبة وسكانها الطيبون مثلما عاشوا فترات من الرخاء والاستقرار، عاشوا كذلك فترات من المآسي والكوارث، وتظل المآسي التي سببها البشر أكثر ألما على النفس.. وبعيدا عن ذكر وتعديد المآسي التي تعرضت لها بلادنا أرضا وإنسانا جاءت كارثة الأمطار والسيول التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة أواخر الشهر الماضي لتضيف هموما أخرى إلى الهموم المعيشية والاقتصادية السائدة التي أضحت صديقا ملازما لا غنى عنه شئنا أم أبينا.. وقد حاول شعراء وأدباء يمنيون تجسيد معاني وآثار تلك الكارثة في أشعارهم التي اتسعت لها مساحة إظهار تلك (الإبداعات) في الصحف والإذاعة والتليفزيون حتى أن الفضائية خصصت برنامجا بعنوان: (الكارثة وأحزان الشعر) وبرغم كل ذلك الكم الكبير من الأشعار، فإنها لم تجسد المعاناة الحقيقية للإنسان والوطن، ولم تصل حتى إلى (محاولة) منافسة القصيدة الغنائية (كل ما جابه الله زين) للشاعر الكبير حسين المحضار- رحمه الله- وأحسن صنعا الأستاذ رياض باشراحيل في مقالة (الناس تبغى مساكن صدق محكومة.. شلوا خيمكم)عندما استعرض مضامين ومفاهيم ورموز وتأويلات تلك الغنائية على صفحات العدد (5549) من الغراء «الأيام»، فيكفي أن النفس تحزن عند سماع هذه الغنائية التي مر على مناسبتها عشرون سنة.

ومنذ أيام طالعتنا الفضائية اليمنية بـ... لا أدري ماذا أسميها (إحنا بخير) وشتان ما بين غنائية المحضار، وهذا النظم المسمى (إحنا بخير).. والمؤسف أن الأخيرة في موضوعها لم تتطرق إلى معاناة المواطن ومأساته جراء هذه الكارثة وصبره أمام هذا الامتحان الإلهي، بل كان موضوعها فخامة الأخ رئيس الجمهورية.. (إحنا بخير مادام الرئيس معنا) وكأن كل شيء سيكون جميلا مادام شخص الرئيس موجودا، فلتسقط السماء على رؤسنا أو لتمطر حجارة فكل شيء سيكوم بخير مادام.. معنا!! إلى هذا الحد وصلنا في النفاق والرياء!!.

ماذا يريد هؤلاء المتملقون؟!. يكفي ما عانيناه من دمار وخراب.. وإلى هذا الحد وصلنا في تمجيد الأشخاص.. فخامة الأخ رئيس الجمهورية ليس بحاجة إلى نفاقكم وكلمات المديح والإطراء، إنه يقوم بعمله وواجبه تجاه شعب أعطاه ثقته ليكون رئيسا وقائدا عليه، ومن الأفضل لهؤلاء المنافقين الذين يعتبرون أنفسهم شعراء ومبدعين أن يتمعنوا في غنائية المحضار (كل ما جابه الله زين) كلمات وألحانا، وأن يتدارسوا فيما بينهم أشعار المحضار وفلسفته في الحياة، فهو على الرغم من صلات القربى التي ربطته برجال الدولة في ذاك الزمن إلا أنه لم يجاملهم ألبتة، بل ظل منتقدا لكل تصرف أو سلوك خاطئ، فاستحق بذلك الخلود في ذاكرة الوطن والمواطن.. فأعنا ياعظيم الشأن في رفع المصيبة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى