معاذ عبدالخالق (أيوب الشباك اليمنية).. لؤلؤة من اللآلئ الأبينية وياقوتة من المعالم الحسانية وواسطه العقد الفريد في القلعة الأهلاوية

> «الأيام الرياضي» مازن سالم صالح:

> لم يصدق الفتى معاذ عبدالخالق يومها أنه سيأتي اليوم الذي يطلب منه فيه المدرب مقبل الصلوي الحضور إلى ملعب الأهلي بالصافية بصفته كلاعب سيقف بين خشبات المرمى الثلاث، وليس كمتفرج خلف أسوار الملعب الترابي حينها.

ومن لحظتها والكابتن المخضرم معاذ لم يمل الوقوف، ولم ينس يوما أو حتى لحظة أن يهمل مركزه أو يتقاعس عن تأدية دوره المحوري في مستطيل الملعب، وهو الذي صعد إلى القمة بثبات وخطوات ناجحة، بعد دروب الصبر الممض والنجاح والعرق والتضحية..وقدر له فوقها الخبرة المحمودة والمقدرة الفائقة والعجيبة بعد سنوات طوال عبر عطاء مواسم طويلة تؤكد أحقية وحقيقة أن «أيوب» الشباك اليمنية كان حريا أن تسند له الأفضلية الفنية والرقمية في رحلة الطيران والتجوال والإقلاع والهبوط بتموضع محسود على محطة المدرج الأخضر في مربع العمليات والأحداث التي شغلت الناس والمتابعين، فكانت الإجابة متوافقة تقريبا في كل مرة (معاذ زعيم الحراس كابتن طيار شديد البأس).. والحقيقة أن القمة قد وقعت عقد شراكة واتفاق محظي مع هذا القبطان الذي وصلت إليه عبر مرافئ السلامة والأمان في خطوط الطول والعرض التي اضطرته في بعض المراحل أن يعاود قياس الدرجات والأبعاد للوصول إليها والمكوث فيها والتربع عليها، فكان منها الجلوس احتياطيا للكباتن فؤاد دريبان في الأهلي وعارف عبدربه وعبد الرحمن ثابت في المنتخب..حتى استدارت ومالت إليه وربما أرسلها القدر هدية وبعثها الظفر محظية، فراحت تخطب وده بعد رحيل العزيز والحبيب عارف ، ولم تجد أفضل منه لبراعته وخبرته وبسالته ، فلقد أشتد عود هذا الفتى اليافع الذي غادر محافظته أبين مبكرا، وهو لم يزل غضاً طريا في ملعب حسان (البلدية) مع فريق الحارة (الزمالك)، فعرف من بعدها وعبر دوري رمضان أهمية التعلق بمركز حراسة المرمى، خاصة والمؤهلات التي تصب في مصلحته من طول فارع وبنية جسمانية مناسبة وليونة وخفة ويقظة حاضرة أسهمت فيها عبر التوجيه والإرشاد جهود العوذلي والطامي، إن لم تصل إلى الحد الذي ذادت رسميا عن الشباك الحمراء لنادي حسان.

لكن معاذ لم ينفك يؤكد بأصالة وجزالة ليست بمستغربة منه «أنا صنيع المدرسة الحسانية، ولم أجحد الأفضال الأهلاوية.. الأهلي بيتي الذي قدمني وعرفني بالجمهور والأوساط الرياضية والكروية..وحسان كان جواز سفري الدائم وتأشيرة مروري إلى عالم النجومية».

إنه وفاء وإخلاص نادر قل ما تجدهما عند لاعبي اليوم، ولا يمكن أن تصدر بسهولة إلا من مخلص وفي رضع الإخلاص وتشرب حليبه من التنشئة الأسرية التي لا يمكن تفويتها من مجمل السيرة الذاتية لفارس مغوار عرك الخطوب، وبارز التحدي فأسر العيون وخطف الإعجاب من أول وهلة، بل من أول نظرة.

ذات يوم تمنيت لمعاذ أن تفلت أعصابه أو يفقد تركيزه في مباراة شهيرة مع حسان أضاع فيها جياب باشافعي ضربتي جزاء بعد توقف جيل الثنائي الصنعاني ودريبان، وبزوغ جيل النونو والسالمي انتهت بالتعادل (2/2) في أبين، بيد أن هذا الحارس لا يستثار بسهولة ولا يسلم حتى في أكثر اللحظات حرجا وضغطا..فقد كان يلاعب هجوم حسان بمفرده تقريبا، وأنقذ فريقه من هزيمة ماحقة محققة، وفرض التعادل عنوة على حسان بمباركة جهوده ويقظته التي لو دبت في ستة حراس لأمكن لمنتخباتنا الوطنية المفاصلة بدلا من المبايعة المفروضة والتزكية المرفوضة، وإن كانتا لا تشملان سالم عوض الذي استحقها بجدارة وفوزي بامهيد الذي حرم منها في عز مجده وتألقه بسبب إعلام خرق أغرق الصفحة المشرقة بتدخلات ليست مكانها الآن وإن آن الأوان لمعالجة آثارها، وهو إحبارها بمركباتها المتداخلة التي وقفت أرقام الحارس الأمين معاذ عبد الخالق ومنجزاته مع الأهلي والمنتخب حائلا بينها وبين النبل منه، لكنه أفلت منها دوما رغم التربص به غير مرة، لكنه كان يفلت منها دوما لأنه الرهان الوحيد الكاسب في كل امتحان..فكان الخيار الملزم والأسلم القادر على البروز والتأقلم، ولكن بشروطه لا بشروط غيره..ويوم أن أريد لها أن تفرض عليه فضل الانسحاب بعزة وكرامة وشهامة الفرسان، ولم يغضب أحدا أو يتوسل أحدا أو يستدر عطف أحد، وسلم أمره بنية صافية، وإخلاص معلق بالواحد الأحد الذي لا يظلم أحدا.

معاذ عبد الخالق وخالد عفاره مشوار طويل من الإبداع
معاذ عبد الخالق وخالد عفاره مشوار طويل من الإبداع
إنها باختصار معطيات وأحداث وأرقام وبطولات تسجل بأحرف من نور لهذا الفارس الذي ذرى رمال الساحل خلفه، واعتلى صخور وعتبات المجد صرحا بعد آخر في آزال المجد عبر بابها التاريخي، وعزف كقيثارة لديها من الأنغام والألحان والأشجان ما سيقدر وما قد كان..فهل آن الآوان أن نعيد أرشفة وكتابة وتوثيق مجلد الحراسة اليمنية بإنصاف وأمانة، وحتما سيبرز إسم (معاذ محمد عبدالخالق) في لوحة وغلاف المقدمة، إن لم يكن فصلا أثيرا ومثيرا في لوحة الشرف الخالدة بالصوت والصورة والكلمة والحدث، وهذه بعض من سطورها حتى نصل إلى الغاية المرجوة لتأصيل القناعات والإنصاف المطلوب، وبناء جسر محبة مع مكتبة رياضية لا تفتقد للأمانة وللمنطق.

ولعله من قوة المنطق وبلاغته أن تشمل الصدارة هذا الحارس الذي لم ينتظر الفرصة طويلا كاحتياطي، ويوم أن واتته الفرصة لم يعرف الجلوس على الدكة إلا للإصابة.. فهل من كفاءة ومستوى ومهارة ومهابة وهيبة أكثر من كل ذلك تكيد عذالك يا معاذ وتعلي من شأن أمثالك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى