اولمرت يتهم حماس ب"نسف" التهدئة

> القدس «الأيام» رون بوسو:

> اتهم رئيس الحكومة الاسرائيلية المستقيل ايهود اولمرت أمس الأحد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ب"نسف" التهدئة في قطاع غزة، في الوقت الذي قتلت فيه اسرائيل اربعة نشطاء فلسطينيين في غارة جوية اعقبت سقوط صاروخين اطلقا من القطاع على الاراضي الاسرائيلية.

وقال اولمرت في الاجتماع الاسبوعي لحكومته، ان اسرائيل لا يمكن ان تقف مكتوفة الايدي اثناء تعرضها لهجمات صاروخية متكررة، مؤكدا انه امر القادة العسكريين بوضع خطط للتحرك ضد حماس التي تسيطر على القطاع منذ 17 شهرا.

بينما اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية اسرائيل أمس الأحد ب"الانتهاك الصارخ" للتهدئة التي قال ان استمرارها مشروط بان تكف اسرائيل عن قتل الفلسطينيين.

وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي اعلن مسؤولو الدفاع في اسرائيل ان المعابر بين اسرائيل وغزة ستبقى مغلقة امام المساعدات الانسانية رغم الضغوط الدولية المتزايدة لفتح المعابر واستئناف وصول الاغذية والوقود.

وقال اولمرت خلال اجتماع الحكومة الاسبوعي ان "حماس والمجموعات الارهابية الاخرى تتحمل المسؤولية الكاملة عن نسف التهدئة وخلق وضع من العنف الطويل والمتكرر في جنوب البلاد".

وتابع اولمرت "لا يمكن لاحد ان ينتقد الحكومة الاسرائيلية (..) لا يمكننا ان نتحمل هذا الثمن الذي تحاول الجماعات الارهابية ان تضعه في مقابل حقنا في منع الهجمات الارهابية والتهديدات المستمرة".

واضاف "لقد قمنا بالتحرك وسنواصل التحرك حتى لا تنقلب هذه التهدئة ضد المدنيين في اسرائيل".

واكد اولمرت انه طلب من قادة الاجهزة الامنية وضع خطط فورية وطرح خيارات امام الحكومة لانهاء سيطرة حماس على القطاع والمستمرة منذ 17 شهرا.

وقال انه عقب مشاورات مع كبار الوزراء الاسبوع الماضي "اصدرت تعليمات لرؤساء المؤسسة الامنية لوضع خطة في اقرب وقت لطرحها على الحكومة من اجل استعادة الهدوء الشامل في الجنوب".

واضاف "وامرتهم بالانهاء الفوري للنقاشات التي طالت بين النظام القضائي والنظام الدفاعي وطرح خطط عمل مختلفة ضد حكم حماس دون اعاقة قدرتنا على استخدام القوة الضرورية في ردنا على انتهاكات التهدئة".

ويوم أمس سقط صاروخان اطلقا من غزة على الاراضي الاسرائيلية من دون ان يوقعا ضحايا او اضرار، مما دفع الجيش الاسرائيلي الى شن غارة جوية على مدينة غزة قتل فيها اربعة نشطاء فلسطينيين.

وفي مكالمة هاتفية مع فرانس برس، اكد ابو مجاهد المتحدث باسم الوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، لوكالة فرانس برس "استشهاد اربعة من مجاهدينا في غارة اسرائيلية شرق غزة".

وفي وقت لاحق، اعلن الجيش الاسرائيلي سقوط قذيفة على مدينة سديروت الاسرائيلية ادى الى اصابة شخص بجروح طفيفة.

وقال هنية خلال مشاركته في جنازة احد النشطاء الذين قتلوا أمس الأحد في القصف الاسرائيلي، ان "الاسرائيليين هم من يخرقون التهدئة، وما جرى اليوم ليس خرقا فقط، وانما انتهاك صارخ وتجاوز لكل التفاهمات التي تم التوصل اليها برعاية مصرية".

وتابع "استمرار التهدئة مرهون بوقف آلة الحرب الصهيونية للقتل بحق ابناء شعبنا وفتح المعابر وانهاء الحصار الظالم".

كما اضاف انه "على اسرائيل ان تترجم التزامها بالتهدئة على ارض الواقع من خلال وقف الاعتداءات وفك الحصار".

واكد فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لفرانس برس ان تصريحات اولمرت "تضليل للرأي العام وفبركات اعلامية"، مؤكدا على "حق الرد القوي والحازم على اي عدوان صهيوني يستهدف ابناء شعبنا".

وكان تم التوصل الى التهدئة بين اسرائيل وحماس بوساطة مصرية، وبدأ سريانها في 19 حزيران/يونيو ونتج عنها فترة تهدئة طويلة رغم الانتهاكات العشوائية من الجانبين.

وكانت لهجة وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، زعيم حزب العمل، اكثر اعتدالا من اولمرت,وقال في اجتماع الحكومة ان اسرائيل ربما تكون مستعدة للتفكير في العودة الى التهدئة.

واوضح "عندما يحين الوقت للتحرك، فسنقوم به وسننجح (...) ولكنني لست نادما على اي لحظة هدوء حصلنا عليها".

وتابع "اذا اراد الطرف الاخر الهدوء، فسنفكر في المسألة بجدية".

ويتعين الحصول على موافقة الحكومة الاسرائيلية الامنية قبل اي تغيير كبير في السياسة. ويتوقع ان تجتمع هذه الحكومة في وقت لاحق هذا الاسبوع.

وقال وزير شؤون المتقاعدين رافي ايتان العضو السابق في الاستخبارات والشخصية البارزة في الحكومة الامنية، ان "حماس خلقت وحشا في قطاع غزة ويجب قتل هذا الوحش آجلا ام عاجلا وربما تقوم مصر بذلك وليس نحن".

وكان تم التوصل الى تهدئة بين حماس واسرائيل بوساطة مصرية اعتبارا من 19 حزيران/يونيو,ورغم الانتهاكات لهذه التهدئة من الجانبين الا انها ادت الى فترة هدوء حتى اندلاع العنف مجددا في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، يتبادل الجانبان اطلاق النار بشكل شبه يومي مما اسفر عن وقوع عدد من الضحايا.

ويوم أمس شددت اسرائيل حصارها على قطاع غزة مما اجبر الامم المتحدة على تعليق توزيع الاغذية الى 750 الف شخص، هم نصف سكان القطاع. كما ادى الحصار الى اغلاق محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع والتي تزود نحو 500 الف شخص بالكهرباء.

وقال بيتر ليرنر ضابط الاتصال الاسرائيلي مع الاراضي الفلسطينية ان "المعابر ستبقى مغلقة حتى صدور اوامر جديدة".

وصرح الميجور جنرال عموس جلعاد احد كبار مساعدي باراك ان اسرائيل لا تستبعد اعادة فتح المعابر امام المساعدات الانسانية.

واضاف جلعاد في تصريح للاذاعة الاسرائيلية ان "قرار اعادة فتح المعابر اليوم.اسرائيل لا تريد ازمة انسانية".

الا انه قال انه "من غير المعقول اعادة فتح المعابر اذا استمر القصف ضد المدنيين الابرياء وضد جنودنا".

واوضح ان "فرص العودة الى التهدئة عالية لكننا مستعدون لاي تدهور في الوضع".

وحث عدد من المنظمات الدولية والحركات الحقوقية اسرائيل على تخفيف حصارها الصارم على قطاع غزة والذي تفرضه منذ سيطرة حماس على القطاع في حزيران/يونيو 2007.

وكان من المتوقع ان تخفف اسرائيل حصارها بشكل كبير بعد سريان التهدئة في حزيران/يونيو. وتقول ان الهجمات المسلحة جعلت ذلك مستحيلا، الا ان حماس تتهم اسرائيل بانتهاك التهدئة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى